السبت، 17 سبتمبر 2016

نص شعري // في ذكرى // الخالد فكتور جارا // للاديب الكبير عبد الجبار الفياض / العراق

من المجموعة الشعرية(مسلة الحرية)
(في مثل هذا اليوم 16/9 من العام 1973 اخترقت 44 رصاصة جسد الثائر الشاعر الموسيقي المغني التشيلي فيكتور جارا في مجزرة ملعب سينتياغو لكرة القدم الذي شهد اعدام خمسة ألاف مواطن في اليوم نفسه ، وذلك بعد الانقلاب الدموي الذي قادته الولايات المتحدة الاميركية ضد حكومة الرئيس المنتخب سلفادور اليندي .)
فيكتور
أيُّها المُنسابُ روحاً في بُيوتِ التُعساء . . .
طيْفاً
يُوقظُ عيونَ الظُلمة . . .
في قلبهِ
تُورقُ أنفاسُ الصّبحِ حقولاً
جلابيبَ عملٍ زرقاء
أغنيةً على شفاهِ الصّغار
وهم يحملون غدَهم في حقائِبهم الصّغيرةِ دُمىً
تستبقُ قطفَ نجومَ العيد . . .
. . . . .
مَنْ ذا الذي يرسمُ صوراً للعشقِ بنقاءِ طَلّ ؟
بنشوةِ أمّ تهَبُ ثدياً لوليدٍ بِكر ؟
لا أدري كيفَ تتبرعمُ الحريةُ بغيرِ رواء؟
قصيدةً
كيتاراً
وريداً 
طريقاً ليسً لأيّ قدم . . .
رائحةُ الطّين
لا يشمُّها مَنْ كانَ وجهْهُ قفا !
. . . . . 
ظنَّ الأغبياءُ الموتَ عملةً الرّقيم . . .
الرّصاصةُ
تخمدُ نَفَساً
لكنَّها لا تُسكتُ صوتاً
الصّرخةُ حينما لا تُسمعُ
تُولدُ في جوفِها ثورة . . .
لا ثَرى يَدفنُ ثُريّا
قالَها حافٍ 
عبْرَ برزخَ خوفٍ
طوى أمسَهُ بلفافةِ تبْغ . . .
. . . . .
الملعبُ
يضجُّ بلا
بحجمِ خارطةِ البؤسِ البشريّ 
بوجهِ بنادقَ خائفةٍ
صدى دماءٍ 
يخرقُ أوديةَ الصّمتِ . . .
الأفواهُ الجائعةُ لا تُشبعُها روائحُ الشّواء !
دروبُ الغَضبِ
ما أغلقتْها يوماً متاريسُ عَتْمةٍ. . .
. . . . .
أيُّها الزّمنُ المولودُ على عقبيْه
أنتَ قوّادُ مواخيرِ ياقاتٍ مُنشاةٍ بدمِ مُلتصقين بأرضٍ كانتْ لهم أمّاً !
مِّن أينَ جئتَ ؟
كيفَ رضيْتَ أنْ تكونَ الأقذرَ بينَ كُلِّ الأزمنة ؟
أتظنُ أنَّ أوراقَ الحبرِ السريّ لا تُقرأ ؟
لحمُ الفقراءِ وقتَ يُؤكلُ على موائدِ القراصنة 
لم يبقَ عن الجحيم سوى ومضةِ برق . . .
غيْظٌ 
جمرٌ 
رماد
اسمٌ واحدٌ لأعمدةِ الظّلام !
بيتُكَ أبيضُ في عيونِ أبناءِ الشّيطانِ فقط !
فكيفَ لا يسودُّ بخطايا نحرَتْ نصفَ الكوْن
دفنتْ نصفَ الكوْن 
أبكتْ نصفَ الكوْن
. . . . .
جارا
قيثارةَ الثّورةِ
أيُّها المحمولُ بخيوطِ شمسِ سينتياغو لحناً
تتدلّى منهُ كُلَّ الألوان . . .
أيُّ عِشقٍ شرِبَ الموتَ جنوناً بمعشوقِه 
الأوتارُ حزينة 
لكنُّها تعزفُ ضوءاً مسموعاً 
في دروبِ السّائرينَ نحوَ الشّمس
. . . . .
جارا 
ما ملكتْ يمينُكَ بيتاً !
آهٍ
لو أنبأكَ السّمّورُ 
أنَّ قلوبَ الأحرارِ بيوتٌ بلا أبواب
ما شاءَ هواكَ 
سكناً بلونِ الحُبِّ
النّوارسُ 
تفَصّلَ ثوباً أبيضَ للصّبحِ !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
16/9/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق