الاثنين، 5 سبتمبر 2016

شؤون ثقافية عامة // تلاوين الحياة // للاستاذ ماجد الجاغوب // دبي

تلاوين الحياة/ماجد جاغوب/ لقد قال أحد الحكماء: أيها الإنسان لا يمكنك تغيير الماضي ولكن يمكنك تدمير حاضر جيد بالقلق على المستقبل وقال آخر الأمس مات والغد لم يولد بعد والحاضر هو الحي الوحيد . ومن هنا يجب على الإنسان التعامل مع الحياه مثل قيادة المركبة فالسائق لا يستطيع النظر في المرآة إلى الخلف إلا بالقدر الذي يمكنه من الاستمرار بالسير إلى الأمام بشكل آمن وكذلك ينظر إلى البعيد البعيد للحظات وبالقدر الذي يمكنه من الاستمرار بالسير في طريقه التي يسلكها دون حوادث، والعبرة هنا أن الإنسان الذي يعيش الماضي الذي لن يتمكن من تغييره أو بناء استراتيجية حياته على مستقبل لم يولد بعد ومجهول وليس بيد الإنسان وحده أن يقرره وإن كان الإنسان أحد عناصر هذا المستقبل ولكن هناك ظروف ومتغيرات في الحياة ليست بيده وحده وعلى سبيل المثال إنسان كانت عائلته ميسورة الحال وانقلب بها الزمن ويرفض نفسياً تقبل الظروف المستجدة ما يسبب له مشكلات اجتماعية وأمراضاً وعقداً نفسية ولا يستطيع التاقلم مع المجتمع المحيط ولا السير في ركب الحياة بصيغتها الجديدة ويبقى الزمن في نظره متوقفاً عند نقطة ما قبل الانحدار من فوق القمة وإنسان كان دخله يمكنه من العيش برغد ولكن الظروف أجبرته على العمل بنصف أو ربع الدخل السابق وتصيبه الصدمة عند عدم قدرته على ملائمة نفقاته مع دخله الجديد وإنسان آخر أجبرته الظروف على استخدام المواصلات العامة بعد أن كانت له مركبة فخمة وسائق خاص، وتحولت الفيلا إلى شقة متواضعة وهنا يصاب مثل هؤلاء الأشخاص على الأغلب بالاكتئاب الذي يحول حياتهم إلى ما يشبه الجحيم والحل الأمثل هو التواضع وحمد الله على كل الأحوال ومحاولة التأقلم مع الظروف الخاصه لكل إنسان حسب ما رزقه الله فلا يمد الإنسان رجليه أكثر من طول فراشه كما قال المثل لأن النتجية هي البرد والمرض وفراش الجار أو القريب أو الصديق ليس دائماً على جاهزية لتعويض النقص في فراشك لأن لكل إنسان ظروفه وضغوط الحياة ومسؤلياته الخاصة به .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق