التحية !!
دير بونجور ! ( هيا حي السيد ! )
دير نعسة القايد و هو شبعان ! (حاك القائد المترف في اسنرخائه !)
دير نعسة السارح و هو جيعان ! ( حاك الراعي المعدم في نومه ! )
دير أولاد سيدي أحماد و موسى ! ( اقفز قفزة أولاد سيدي احماد و موسى ! )
سلم .. سلم ! ( صافح .. صافح ! )
عبارات يرددها المروض ، مرة في غضب ، و أخرى في ضحك ، ينم عن الزهو بالتحدي في إخضاع القرد ، هذا الحيوان العنيد الذي شغل ذاكرة الناس منذ الأزل ، و حيكت حوله عشرات الأساطير و الخرافات ، حتى غدت رؤيته مصدر تطير لدى البعض ، و برازه سر علاج من عجز الحكيم عن إشفائهم ! و ألحاظه بركة سعد للعوانس في جلب الخطاب ، و من سادة القوم !
كلما ارتفعت العصا إلا و هم سعدان بالفرار ، أو بمحاولة الاحتماء من جحيم صاحبه ، لكن اليد الخائنة تجذبه بقوة ، ليجد نفسه مرغما على الطاعة ، و عيناه لا تبرحان عيني جلاده الثاقبتين ... تسلمت السائحة الشقراء المارد من رباطه ، في فرح مغمور بالتردد ، و قبيل أن يتنحى صاحبه لإخلاء الفضاء للصورة ، حذق القرد مليا في غريمته ، وفار الدم في عروقه ، و اندفع نحوها سهما يرسم أشباه دوائر بأسنانه الصغيرة الحادة في نواح مختلفة من جسدها الغض ! و لاذ بالفرار و في قبضته خصلة منفوشة اقتلعها ساعة العراك ! و تسلق عمود إنارة ... توقف قبل أن يصل إلى القمة و التفت و رمق إليها بنظرات من لم يشف غليله كاملا ، كانت تصيح و تجفف دماءها بمنديل من كاغد وسط الجموع في الساحة الكبيرة ، و زوجها واجم لم يصدق ما حدث !! ثم استدار سعدان نحو صاحبه ، و حرك فكيه بسرعة كبيرة كأنما يقول له :
حينما يحضر أصحاب الحال دير للكاورية بونجور ! ( حين حضور الشرطة ، أمنحك شرف تحية الأجنبية عوضا عني ! ) .
... استأنف تسلقه ، و تطاير اللهب الأزرق و الدخان من بين أنامله الآدمية ، و هوت إلى الأرض قطعة تين يابس لم يكتب لها أن تلج معدته ، و بقي عالقا في الأسلاك بسرواله البني القصير مثل فزاعة قش متآكل في حقل ذرة !!
في غمرة الفضول والاستغراب ، اختفى المروض كمن ابتلعته الأرض ، و ربما لن يظهر له أثر في ساحة المدينة و أزقتها ، بمعية مشاكس آخر ، قبل التيقن من نسيان أمره !!!
إدريس الهراس / المغرب .
دير بونجور ! ( هيا حي السيد ! )
دير نعسة القايد و هو شبعان ! (حاك القائد المترف في اسنرخائه !)
دير نعسة السارح و هو جيعان ! ( حاك الراعي المعدم في نومه ! )
دير أولاد سيدي أحماد و موسى ! ( اقفز قفزة أولاد سيدي احماد و موسى ! )
سلم .. سلم ! ( صافح .. صافح ! )
عبارات يرددها المروض ، مرة في غضب ، و أخرى في ضحك ، ينم عن الزهو بالتحدي في إخضاع القرد ، هذا الحيوان العنيد الذي شغل ذاكرة الناس منذ الأزل ، و حيكت حوله عشرات الأساطير و الخرافات ، حتى غدت رؤيته مصدر تطير لدى البعض ، و برازه سر علاج من عجز الحكيم عن إشفائهم ! و ألحاظه بركة سعد للعوانس في جلب الخطاب ، و من سادة القوم !
كلما ارتفعت العصا إلا و هم سعدان بالفرار ، أو بمحاولة الاحتماء من جحيم صاحبه ، لكن اليد الخائنة تجذبه بقوة ، ليجد نفسه مرغما على الطاعة ، و عيناه لا تبرحان عيني جلاده الثاقبتين ... تسلمت السائحة الشقراء المارد من رباطه ، في فرح مغمور بالتردد ، و قبيل أن يتنحى صاحبه لإخلاء الفضاء للصورة ، حذق القرد مليا في غريمته ، وفار الدم في عروقه ، و اندفع نحوها سهما يرسم أشباه دوائر بأسنانه الصغيرة الحادة في نواح مختلفة من جسدها الغض ! و لاذ بالفرار و في قبضته خصلة منفوشة اقتلعها ساعة العراك ! و تسلق عمود إنارة ... توقف قبل أن يصل إلى القمة و التفت و رمق إليها بنظرات من لم يشف غليله كاملا ، كانت تصيح و تجفف دماءها بمنديل من كاغد وسط الجموع في الساحة الكبيرة ، و زوجها واجم لم يصدق ما حدث !! ثم استدار سعدان نحو صاحبه ، و حرك فكيه بسرعة كبيرة كأنما يقول له :
حينما يحضر أصحاب الحال دير للكاورية بونجور ! ( حين حضور الشرطة ، أمنحك شرف تحية الأجنبية عوضا عني ! ) .
... استأنف تسلقه ، و تطاير اللهب الأزرق و الدخان من بين أنامله الآدمية ، و هوت إلى الأرض قطعة تين يابس لم يكتب لها أن تلج معدته ، و بقي عالقا في الأسلاك بسرواله البني القصير مثل فزاعة قش متآكل في حقل ذرة !!
في غمرة الفضول والاستغراب ، اختفى المروض كمن ابتلعته الأرض ، و ربما لن يظهر له أثر في ساحة المدينة و أزقتها ، بمعية مشاكس آخر ، قبل التيقن من نسيان أمره !!!
إدريس الهراس / المغرب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق