الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016

نور من عطش / نص الاديبة انعام كمونة / العراق

نورُ من عطش
... نص / إنعام كمونة
انبثق سيلا يقينُ السيوف طرز نافلة الرمال باريج النبوة , فوق هامات الطفوف تعاريج انسكابها مذ زغب جبرائيل بمهد الرسالة وذاكرة التنزيل , هناك جعجعت أكمام القدر هياكل دجى , حاسرة المسافات , حافية الفرات , تنتحب مآقيها تلوذ بصراخ صداه : همئت ظل الوعود , شذبت أركان الخديعة بلعاب غاصب , أوقدت جذور الرماد علاجيم متهالكة الظغينة في سبخ الرمال فتوهجت اعتاق السماء صبرا , تمددت اعناق الاشتياق تهتف : أنت صدى حرية العقول المضيئة وترياق الهموم , بأركان العرش انوار محمدية من كؤوس الجنان. 
لم تنحنِ هامة الفجر لدوامة ريح هجينة البركان, وغدر ضباع الظلمة سكرة مارقة تخمرت بأوتار غواية الثأر فوضى صاخبة النزف , هناك حين وغى فارسا مخضبا بالشهادة اماما من كوثر السماء ارتوى لم يوهنه الا اناتها الذابلة ( اخيتي زينب ) ما قالها الا وصية مدى الفراق المغيب … متأزرا تهجد الليل وتلاوة السحر لا هوادة قد جد هزيع الوداع في محراب الشهادة وصدى الرؤيا عانق اسراب المنايا في جنح هجير الطف , لملمي حِجر النوى , كفكفي احزان اليتامى والثكالى , احتضني بيارق الرحمن سفيرةً , قد حان وجع النوائب وما كانوا يوعدون , سبي مخضب ببلسم حرية ابدية ونصرة خلود . 
حينها هرع النهار عاريا متسائلا أيكون صبحا بلا شعاعه فجرا ؟ والليل اسدل أذيال الهزيمة متخاذلا , قد ذُبح صرح الهدى وتسامى للُجَينات القلوب فانكفأت العيون سواكب وما زال الحسين مناديا هل من نصيرٍ ؟.. او محب معاتب ..؟
32 / 11 / 016 ..... إنعام كمونة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق