الاثنين، 9 أكتوبر 2017

مدينتي : أنا والمتنبي : للشاعر الاستاذ حميد شغيدل // العراق

مدينتي ٧
............
انا والمتنبي. حميد شغيدل تلشمري
................
انبلج الصباح التشريني وبدات خيوط الشمس المتسارعه تنفذ على فراشي من خلال شبك الغرفة التي ننام فيها كلنا مددت يدي اتفحص مكان والدتي ووجدته فارغا خرجت. الى باحة منزلنا كانت امي تلم الحطب الذي كسرته بمساء الامس لتوقد الموقد بعد ان جمعت رماده بعبوة حديديه .
كان الموقد في الغرفة الثانيه-- اشتعلت النار بسرعة وحملت جمرها ووضعته في الموقد وراح ابريق الشاي يغني اغنية الصباح.
كان صياح الديكه وتبخترها على الدجاجات التي تملاء باحة الدار وتغريد البلابل وزقزقة العصافير على شجرة السدر الوحيدة في دارنا كافيه با توقض اهل الكهف وليس اخوتي واخواتي.
ضربت رائحة الشاي انف ابي واخي الكبير فايقضتهما .
قالت امي وسعالها من الدخان يملاء جو الغرفة ..
اليوم نذهب لنزور السيد( ابو سوره) ويجب ان تذهب معي تعجب والدي لان ابو سوره فقط فى ثالث ايام العيد نذهب اليه قالت لا عليك يجب ان نزوره والتفتت الى والدي وتذهب معنا.
تملكني فرح كببر لان( ابو سوره )يقع على بعد مسافة كيلو مترات من دارنا وهذا يسعدني.
لملمت امي بعض الاغراض والبستني ثوبا نظيفا ووضعت يدها بيدي وخرجنا من المنزل.
ابو سوره او امام (ابو سوره) قبة من الطابوق على مرتفع صغير يتوسط بساتين المنطقه من ثلاث جهات والحهة الرابعه يتناغم مع نهر دجله وسموه اصحاب المراكب بهذا الاسم لسورة الماء حوله وكانو يرمون خصافة التمر على قبره للسلامة والبركة.
سرنا نحن الثلاثه تحف بنا الاشجار وتلامس عقال ابي واكثر ما يخيفني نباح الكلاب الا ان ابي بعصاه كان يبعدها وعندما يشتد الخوف يحملني وانا ارتجف 
قطعنا المسافة كانت البساتين خالية من اي ثمار سوى بعض اشجار الليمون .ساعتان من المسير الحلو وقفنا نتامل ذلك الضريح الخرب البائس الفارغ الا من المسبحة والتربة والقران .
فرشت امي طعامها واكلنا وقرانا سورة الفاتحة .
امسكتني من راسي ولصقته على الضريح الطيني وعلقت بيرقا اخضر وشدت به قطعة نقود وقالت هذا ولدي يا سيد احمد بحفظ الله ورعايته .وكما اوصيتني جئت به. ،،تمنيت ساعتها ان اضع قطعة النقود بجيبي.
بعد صلاة الظهر عدنا متعبين .
ظلت هذه الذكرى تطاردني سنين ..وبعد ان ادركت سالت امي عن سر زيارتها تلك .ابتسمت بعد ان قلعت نصف اسنانها .يا بني لقد جائني رجل مهيب ذوطلعة جميله في المنام وقال انا سيد احمد ويسموني ابو سوره عليك بزيارتي مع ولدك.
يا بني انه سيد احمد...تبرك به
...غشاني شعور غريب فان الضريح الذي اخذتني اليه سابقا انه ضريح اللشاعر ابو الطيب المتنبي واسمه احمد بن الحسين.
ماتت امي وهي لا تقراء ولا تكتب وعرفت انه احمد!!!!
وانا الى اليوم كلما توقفت قريحتي استنجد بابي سوره المتبي الذى كتبو اعلى ضريحه (هذا قبر احمد بن الحسين الكندي الملقب بالمتنبي قتل في هذا الموضع )يسمى قضاء النعمانيه تسور بسياج حديدي مكتوب عليه
انأ الذي نظر الاعمى الى ادبي
واسمعت كلماتي من به صمم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق