السبت، 20 أغسطس 2016

طائر العتمة // للاديب محمد شنيشل الربيعي // العراق

طائرُ العتمة
طائرٌ غريبٌ وفِدَ من عصورِ العتمةِ الأولى ، قبلَ أنْ يأتي الغرابُ ضَاحِكاً على عقلِ قابيلَ ، قبلَ أن تُسقطَ أبابيلُ بيضَها حجرُ ، والأرضُ تُفتقُ بحكمةٍ بَيضويتِها ، كلَّ شيءٍ خارجُ بصيرتي سديمٌ عظيمٌ ، لولا إلتقاطُ العقلُ ذلكَ الجهازُ المعقدُ ، أي قبلَ إصطفافِ الأفكارِ في محلِّ إرادتِها ، رمى ذلكَ الطائرُ بظلِّ جناحيهِ على صورتي في الماءْ . أبصرت حينها أنَّ الفتقَ مخاضهُ أعاصيرٌ عواصمَ تبدلُ حضاراتِها ، صحراءُ تلفظُ آخرَ ملوكٍ يَشربونَ النفطَ وعدّةً من الخلجانِ والمحيطاتِ لبواخرِ الإفرنجِ ، أي قبلَ إنكسارِ صورتي الترابيةِ ، بالكادِ أجمعُها من ذلكَ الجهازِ الذي يجمعُ الأكوانَ في فصوصِ الهواءِ ، وجدتُ ناراً لا كُنْهَ معلوماً لها ، مجردٌ فرضياتْ .
الأفكارُ ضربُ قوةٍ طاردةٍ ، قُلْ مويجاتٍ تجمعُها نُويّةُ فكرٍ، تطردُ التصحرِّ من حقلِها الطَللي ، يضربُها رأسُ رصيفٍ جائعٍ من التَثويرِ ، قريبٌ من إنتصاراتي التي هُزمْتُ فيها كُلهِا.
***
وجهي يَتساقطُ تباعاً عَلى طولِ إرتدادِ حِصتي من التاريخِ ، مملوءٌ بضعفِ كرياتِ دمِ الوجع البيضاءَ ، والحمراءَ ، والسوداءَ ، وَجهٌ قبلَ الإنكسارِ يعدُّ لإنكسَارهِ ، يَقشعرُّ في جِلدي ، يَبيضُ الطائرِ الغريبِ في مَناهجي . كيف تُذَيّلُ صورتَكَ بعد الإنكسارْ؟ لستُ مِمَن يكسرُ حكمتهُ في تجريدِ آخرُ الجرّةِ من ماءِ قاعِها مُستَمعاً لثغاءِ قَرقعةْ العُتمةْ.
محمد شنيشل فرع الربيعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق