(هـكذا .. أعتقـد)
في الشاعر جواد الشلال
بقلم/ حسين الساعدي
قبل أيام قلائل صدرت المجموعة الشعرية الأولى للشاعر العراقي جواد الشلال المعنونة ( هكذا .. أعتقد) وهي باكورة أعماله الشعرية ، ونحن نبارك له هذا الوليد الشعري الذي طال أنتظاره ، ومن خلال الأطلاع على نصوص هذه المجموعة تولد هاجس الكتابة عن شاعر المجموعة ، وهذه الكتابة لا تندرج ضمن مفهوم القراءة النقدية لنصوص الديوان الشعرية ، لأني لستُ بناقد ولا أملك أدوات الناقد الباحث من أجل بيان الأستعارات البلاغية والتراكيب اللغوية والصور الجمالية والرمزية في النص أضافة الى التعابير الأنزياحية وغير ذلك من خصائص محتويات النص ، وهذا الأمر أتركه الى أصحاب الشأن .
لقد تركت قراءتي لمجموعة الشلال الشعرية كقارئ أنطباعاً في محاولة أسقاط هذا الانطباع على الجانب النفسي والذهني للشاعر ، وقد تمثل هذا الانطباع في الجهد الاسترخائي (Relaxation) عند الشاعر جواد الشلال الذي لازمه في جميع نصوصه الشعرية ، والذي يعرف عن الشعراء هو المخاض الانفعالي في كتابة النص الشعري .
فشعر(جواد الشلال) شلال متدفق يصب في القلوب ، ويرسم بكلماته لوحات تمس المشاعر والأحاسيس . علماً الذي يؤخذ على الشعراء هو أن المخاض الأنفعالي هو السمة السائدة في ولادة النص . فحالة الأسترخاء يكاد أن يحسها القارئ وهو يتأمل نصوص المجموعة الشعرية ، حتى وأن صاحبها القلق . وتحس وجود هذا الأسترخاء من خلال التأمل فيما يكتبه جواد الشلال وهو جزء من مكونات شخصيته في سلوكه وتعامله اليومي .
أن الشعر أداة تعبير عن أدق وأنبل العواطف الإنسانية حينما يصل إلى أعماق النفس وخباياها من خلال سبر عوالمها اللامتناهية وخيالاتها التي تكون خارج تصورات العقل . فهو على حد تعبير الشاعر الالماني نوفالس(فنّ تحريك أعماقِ الإنسان) . وهنا يأتي دور القصيدة وطقوس كتابتها الخاصة بها ، وإن كان البعض من الشعراء ينكر ذلك وهو يحيط نفسه بطقوس معينة ، ولكن يبقى لكل شاعر طقسه الخاصة به يمارسه قبل ان يرتكب فعل الكتابة ، لأن حالة فعل الكتابة تختلف عن حالة الأنفعال الذهني الذي يصاحب القصيدة ، وهذا ما يعترف به الفرزدق عندما يقول: (إن خلع ضرس أهون عليَّ من قول بيت من الشعر في بعض الأوقات) . إذن الشاعر أمام خيارين لا ثالث لهما ، أما أن يكون في حالة مخاض أنفعالي ذهني أو نتاج جهد أسترخائي ترافقه السكينة يشجعه على كتابة القصيدة ، وهو في هذه الحالة لايبحث ألا عن الهدوء في كتابة القصيدة . أي أن الشاعر أما أن يملك النص أو النص يملكه ، والشاعر( كائن يمتلك من خصائص الخالق الكثير) كما قال الشاعر العراقي وديع شامخ ، فعنده القدرة على عملية الخلق .
والشاعر جواد الشلال عندما يكتب شعراً يريح المتلقي في البحث عن الفكرة ، فهو يملك عين المتلقي وعقله . لأن القصيدة عنده هي حالة من (الصيرورة) ، متزامنة مع حالة أسترخاء شعوري وهو ( التحكم في الذات والتخلص من التوتر والقلق النفسي ) وهذا الأسترخاء الشعوري نابع من أتصال الوعي بالروح . فالشاعر جواد الشلال لايكتب القصيدة بل القصيدة هي التي تكتبه . فحاجته الى السكينة لأجل الوصول الى حالة الأسترخاء الذهني تكون كافية لكتابة قصائده . وقد قيل ولسان حال الشاعر:( أنا لا أكتب النص بل النص هو الذي يكتبني) ، إذن القصيدة تولد من تلقاء نفسها .
أن الإبداع والتألق، يحتاج إلى محطات سكون تكمن خلف الأضواء . وهذا ما كان عليه الشاعر جواد الشلال فهو يكتب بعيداً عن الأضواء و يسطر العشرات من النصوص الشعرية على صفحات التواصل الأجتماعي والصحف العراقية الى أن تجلل ذلك في باكورة أعماله (هكذا .. أعتقد) . أنه شاعر كما وصفه الشاعر ثامر الخفاجي (شاعر لا يجيد فن الأصغاء للمديح) .
في الشاعر جواد الشلال
بقلم/ حسين الساعدي
قبل أيام قلائل صدرت المجموعة الشعرية الأولى للشاعر العراقي جواد الشلال المعنونة ( هكذا .. أعتقد) وهي باكورة أعماله الشعرية ، ونحن نبارك له هذا الوليد الشعري الذي طال أنتظاره ، ومن خلال الأطلاع على نصوص هذه المجموعة تولد هاجس الكتابة عن شاعر المجموعة ، وهذه الكتابة لا تندرج ضمن مفهوم القراءة النقدية لنصوص الديوان الشعرية ، لأني لستُ بناقد ولا أملك أدوات الناقد الباحث من أجل بيان الأستعارات البلاغية والتراكيب اللغوية والصور الجمالية والرمزية في النص أضافة الى التعابير الأنزياحية وغير ذلك من خصائص محتويات النص ، وهذا الأمر أتركه الى أصحاب الشأن .
لقد تركت قراءتي لمجموعة الشلال الشعرية كقارئ أنطباعاً في محاولة أسقاط هذا الانطباع على الجانب النفسي والذهني للشاعر ، وقد تمثل هذا الانطباع في الجهد الاسترخائي (Relaxation) عند الشاعر جواد الشلال الذي لازمه في جميع نصوصه الشعرية ، والذي يعرف عن الشعراء هو المخاض الانفعالي في كتابة النص الشعري .
فشعر(جواد الشلال) شلال متدفق يصب في القلوب ، ويرسم بكلماته لوحات تمس المشاعر والأحاسيس . علماً الذي يؤخذ على الشعراء هو أن المخاض الأنفعالي هو السمة السائدة في ولادة النص . فحالة الأسترخاء يكاد أن يحسها القارئ وهو يتأمل نصوص المجموعة الشعرية ، حتى وأن صاحبها القلق . وتحس وجود هذا الأسترخاء من خلال التأمل فيما يكتبه جواد الشلال وهو جزء من مكونات شخصيته في سلوكه وتعامله اليومي .
أن الشعر أداة تعبير عن أدق وأنبل العواطف الإنسانية حينما يصل إلى أعماق النفس وخباياها من خلال سبر عوالمها اللامتناهية وخيالاتها التي تكون خارج تصورات العقل . فهو على حد تعبير الشاعر الالماني نوفالس(فنّ تحريك أعماقِ الإنسان) . وهنا يأتي دور القصيدة وطقوس كتابتها الخاصة بها ، وإن كان البعض من الشعراء ينكر ذلك وهو يحيط نفسه بطقوس معينة ، ولكن يبقى لكل شاعر طقسه الخاصة به يمارسه قبل ان يرتكب فعل الكتابة ، لأن حالة فعل الكتابة تختلف عن حالة الأنفعال الذهني الذي يصاحب القصيدة ، وهذا ما يعترف به الفرزدق عندما يقول: (إن خلع ضرس أهون عليَّ من قول بيت من الشعر في بعض الأوقات) . إذن الشاعر أمام خيارين لا ثالث لهما ، أما أن يكون في حالة مخاض أنفعالي ذهني أو نتاج جهد أسترخائي ترافقه السكينة يشجعه على كتابة القصيدة ، وهو في هذه الحالة لايبحث ألا عن الهدوء في كتابة القصيدة . أي أن الشاعر أما أن يملك النص أو النص يملكه ، والشاعر( كائن يمتلك من خصائص الخالق الكثير) كما قال الشاعر العراقي وديع شامخ ، فعنده القدرة على عملية الخلق .
والشاعر جواد الشلال عندما يكتب شعراً يريح المتلقي في البحث عن الفكرة ، فهو يملك عين المتلقي وعقله . لأن القصيدة عنده هي حالة من (الصيرورة) ، متزامنة مع حالة أسترخاء شعوري وهو ( التحكم في الذات والتخلص من التوتر والقلق النفسي ) وهذا الأسترخاء الشعوري نابع من أتصال الوعي بالروح . فالشاعر جواد الشلال لايكتب القصيدة بل القصيدة هي التي تكتبه . فحاجته الى السكينة لأجل الوصول الى حالة الأسترخاء الذهني تكون كافية لكتابة قصائده . وقد قيل ولسان حال الشاعر:( أنا لا أكتب النص بل النص هو الذي يكتبني) ، إذن القصيدة تولد من تلقاء نفسها .
أن الإبداع والتألق، يحتاج إلى محطات سكون تكمن خلف الأضواء . وهذا ما كان عليه الشاعر جواد الشلال فهو يكتب بعيداً عن الأضواء و يسطر العشرات من النصوص الشعرية على صفحات التواصل الأجتماعي والصحف العراقية الى أن تجلل ذلك في باكورة أعماله (هكذا .. أعتقد) . أنه شاعر كما وصفه الشاعر ثامر الخفاجي (شاعر لا يجيد فن الأصغاء للمديح) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق