ويحدث أن..
... ويحدث أن تشعر بتلك الوحدة القاتلة التي تلتهم أحشاءك بنهم، فتقلب طرفك حولك متسائلا :
- أين ذهب كل الآخرين؟
فيصدمك الجواب بكونك لست الوحيد بالمكان، هناك آلاف الكائنات تمارس فن الحياة بشغف من حولك، ولكنها لا تكترث لأمرك. ربما تكون الميت الوحيد بهذه المدينة، ربما مل الآخرون صخبك فاعتزلوك وصرت تتلذذ بعزلتك كأنها الشيء الوحيد الذي أتقنت فعله حقا طوال حياتك البئيسة، ربما تاه منك طرف الخيط المؤدي إلى الحقيقة -حقيقة نفسك- فركضت في كل الاتجاهات لحثا عنها وأنت على يقين تام بأنك لن تجد لها أثرا ولن تستطيع افتفاء أثر السراب..
.. ويحدث أن يكل الصبر من حمل صبرك على كاهله، فيرميه بوجهك أو على الأرض لا يهم، ولوهلة لا تصدق أن الأمر حقيقي، ولكن الأحداث تتسابق أمام عينيك كالصفعات على خد رجل أعزل، فتستسلم بعد استنفاذك لكل مقومات البقاء على "قيد" الحياة الداخلية والخارجية، فتمرر شريط حياتك أمامك، تتسارع نبضات قلبك أو ما تبقى منه على الأقل، فتتمنى لو أن للموت حضنا وذراعين لترتمي بينهما..
.. ويحدث أن تستيقظ من نومك على صوت ضجيج حواسك جميعها، تنهض متثاقلا لتقف أمام مرآتك الصماء ككل صباح، تحدق مليا بانعكاس صورتك عليها فلا تتعرف على نفسك وسط كل تلك الفوضى، كل حواسك تتصارع أمامك فوق حلبة وجهك وأنت تقف وقفة المتفرج العاجز على الخيط الرفيع للحياد، كل حاسة ترشق الأخرى بتهم لا تستطيع التأكد من صحتها أو بطلانها، قمة العجز أن يشعر الراعي بالعجز عن التحكم في رعيته وممارسة دكتاتوريته على أغصان تبرعمت داخله منذ أن صرخ صرخته الأولى بوجه الحياة..
.. ويحدث أن تتلبسك نوبة من نوبات جنونك عند الساعة الخامسة والعشرين بعد الوجع، وتجد في بياض الصفحة بعض الفراغ المستفز، فتعقد العزم على طلاء البياض بالسواد لعل هذا الباعث على الحركة بداخلك يخبو فيتسلل رفيقك الأبدي الوفي المسمى أرقا لتنعم بلحظة غفو أو نوم لا يهم، فيراودك حلم جميل وأنت مسجى على سرير غيبوبتك ، وعندما تصحو عند شقشقة أشعة الشمس الأولى تتذكره بكل تفاصيله وتواصل أحداثه وأنت في تمام اليقظة.
... ويحدث أن تشعر بتلك الوحدة القاتلة التي تلتهم أحشاءك بنهم، فتقلب طرفك حولك متسائلا :
- أين ذهب كل الآخرين؟
فيصدمك الجواب بكونك لست الوحيد بالمكان، هناك آلاف الكائنات تمارس فن الحياة بشغف من حولك، ولكنها لا تكترث لأمرك. ربما تكون الميت الوحيد بهذه المدينة، ربما مل الآخرون صخبك فاعتزلوك وصرت تتلذذ بعزلتك كأنها الشيء الوحيد الذي أتقنت فعله حقا طوال حياتك البئيسة، ربما تاه منك طرف الخيط المؤدي إلى الحقيقة -حقيقة نفسك- فركضت في كل الاتجاهات لحثا عنها وأنت على يقين تام بأنك لن تجد لها أثرا ولن تستطيع افتفاء أثر السراب..
.. ويحدث أن يكل الصبر من حمل صبرك على كاهله، فيرميه بوجهك أو على الأرض لا يهم، ولوهلة لا تصدق أن الأمر حقيقي، ولكن الأحداث تتسابق أمام عينيك كالصفعات على خد رجل أعزل، فتستسلم بعد استنفاذك لكل مقومات البقاء على "قيد" الحياة الداخلية والخارجية، فتمرر شريط حياتك أمامك، تتسارع نبضات قلبك أو ما تبقى منه على الأقل، فتتمنى لو أن للموت حضنا وذراعين لترتمي بينهما..
.. ويحدث أن تستيقظ من نومك على صوت ضجيج حواسك جميعها، تنهض متثاقلا لتقف أمام مرآتك الصماء ككل صباح، تحدق مليا بانعكاس صورتك عليها فلا تتعرف على نفسك وسط كل تلك الفوضى، كل حواسك تتصارع أمامك فوق حلبة وجهك وأنت تقف وقفة المتفرج العاجز على الخيط الرفيع للحياد، كل حاسة ترشق الأخرى بتهم لا تستطيع التأكد من صحتها أو بطلانها، قمة العجز أن يشعر الراعي بالعجز عن التحكم في رعيته وممارسة دكتاتوريته على أغصان تبرعمت داخله منذ أن صرخ صرخته الأولى بوجه الحياة..
.. ويحدث أن تتلبسك نوبة من نوبات جنونك عند الساعة الخامسة والعشرين بعد الوجع، وتجد في بياض الصفحة بعض الفراغ المستفز، فتعقد العزم على طلاء البياض بالسواد لعل هذا الباعث على الحركة بداخلك يخبو فيتسلل رفيقك الأبدي الوفي المسمى أرقا لتنعم بلحظة غفو أو نوم لا يهم، فيراودك حلم جميل وأنت مسجى على سرير غيبوبتك ، وعندما تصحو عند شقشقة أشعة الشمس الأولى تتذكره بكل تفاصيله وتواصل أحداثه وأنت في تمام اليقظة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق