الأحد، 21 أغسطس 2016

فيض دمعي // الاديب فراس المصطفى // سوريا

فيض دمعي
/ فراس المصطفى /
..................................
ومع الصباحِ أمواجٌ من الوسنِ
من الشرقِ جاءت
من الغربِ
وغرقتُ في نومِ الضحى 
وبوادرٌ تترى ..
أراها حلماً 
ألعب ..
وخدِّي يَقبَلُ القُبَلَ 
أشاطرُ إخوتي رغيفَ خُبزٍ
ذاكَ يأكُلُ من يدي
وتلكَ تصنعُ دميةً
وتلكَ تعملُ خصلةً من شَعرها 
وتلكَ تلثُمُني
وتلكَ تعبثُ لي بِلُعَبي
وتلكَ ماتَتْ
وتلكَ كانت قَلبَ أمٍّ
وتلكَ أمي ، تلكَ أمي
كُنَّا كعنقودِ العنب
وكبُرنا وهرِمنا كيباسِ باسقةٍ خوتْ
قبلَ شبابنا
آهاتُنا دماؤنا همومُنا أضحتْ
كواحدةٍ خلتْ
وتقطَّعتْ أوصالُنا
وتهنا في البراري والقفارِ
ومضغنا الذُّلَّ في طعمِ المرارِ
وغرقنا في البحارِ
وسكنَّا بطنَ حوتٍ
وأطفالنا الموتى على الشاطي
وانتُشِلنا كاليهودِ والخزر
ويشيرُ كُلُّ القومِ نحونا كلاجئين
مشرَّدين ، مهجَّرين
مبعثرينَ على صَفيحٍ ساخنٍ أليم
ونرفعُ العزاءَ نَحوَ آهاتِ الحنين
نَحوَ أمي فلسطين
فَيضَ دمعي
قد توسَّدَنا اللجوءُ والتقتيل
مثلَ أولادٍ لكِ.. أمي فلسطين
آهٍ .... كم كوانا الهَمُّ من سُعارٍ
آهٍ .... وشربنا سُمَّ أفعى
وآهٍ .. فَيضَ روحي 
آهٍ .... وما باتتْ عناقيدُ العنب
حبَّاتُها أضحتْ صريعة
وغرقنا في المِحن
آهٍ ... فَيضَ روحي
آهٍ .. حضنَ أمي والعنب 
وأذكرُ باحةَ الأطفال 
ودروساً في العروبَةِ والإنتصار
ونغنِّي فَيضَ دمعي فلسطين 
ونغني أيا جولان
وعُيونُنا تبكي حماسة
فَيضَ دمعي 
كُنَّا كعنقودِ العنب
آهٍ .... يا شآمُ يا أُمَّ الحنان
سنقَبِّلُ الترابَ عن قريب
ترابَ إخوتي
وترابَ خلَّاني 
ترابَ العُربِ أوطاني .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق