الثلاثاء، 1 نوفمبر 2016

المتجردة / شعر / د . وليد جاسم الزبيدي / العراق

المتجردة..!
د. وليد جاسم الزبيدي
ما بينَ ضغينةٍ وبغضاءْ..
ما بينَ محبةٍ ووفاءْ..
تجرّدتِ الأسماءْ..
لتشكّلَ دِلالاتٍ في سماواتٍ
وفضاءْ..
نظرتْ إليكَ بحاجةٍ لم تقضِها)
نظرَ السقيمِ إلى وجوهِ العوّدِ..
تجلو بقادمتي حمامةُ أيكةٍ
بردا أسف لثاتهِ بالإثمدِ..)
التوبةُ ثوبُ التوت
تداعبهُ نسماتُ خطيئة
وبينَ مسرّةٍ ومسلّةٍ
ونبوءة،
تتناوبُ غيماتٌ على جبينِ
مروءة،
عَسَسٌ في آخر الليلِ
تطلقُ صافرةَ نداءْ..
تجرّدتِ الأسماءْ..
(زعم الهمام بأن فاها باردٌ
عذبٌ مقبلهُ شهيّ الموردِ..
زعمَ الهمامُ ولم أذقْهُ أنّهُ
عذبٌ إذا ما ذقتهُ قلتُ : ازددِ..
زعمَ الهمامُ ولم أذقْهُ أنهُ
يشفي بريّا ريقِها العَطِشِ الصّدي..)
تجرّدَ الخريفُ من فصولِ
حزنهِ ، غربتهِ،
تجرّدَ الشجرُ من أوراقِ همومهِ
وهو يعدّ دمعاتهِ
تجرّدَ الطريقُ من خطواتِ
عشّاقهِ،
ومن أفولِ لقاءْ..
تجرّدتِ الأسماءْ..
تجرّدَ الليلُ من قهوةِ الحنين
وآخرَ سيجارةٍ ينفثُ فيها
تعبَ السنين
تجرّدتِ من خوفكِ
من أسئلةٍ كانتْ سكاكينَ
في خاصرةِ استفهام!؟
تجرّدتُ من شكوكي
فكانتْ غيرتي فزّاعةً 
تطردُ طيورَ وسواسْ..
دعيني.. أغنّي لكلّ الناسْ.. :
على راسي.. على راسي..
سأحملُ قلبكِ القاسي..
وأجعلُ في غدٍ أحلى
مواويلاً بقرطاسي..
وأنتِ النارُ حارقةً
وأنتِ الثلجُ في الكاسِ..
متجرّدةٌ أنتِ..!!
من ضغينةٍ وبغضاءْ..
الحبّ سجيّةٌ ووفاءْ..
متجرّدةٌ من شرّ ما خلقْ
من وهمٍ ومن قلقْ..
فتجرّدتُ من أنانيتي
من احتفالي برغبتي
وصبابتي..
فكنتِ لي أوراقَ روحي
في خريفِ عمرٍ
ومحبةٍ ووفاءْ..
في زمنٍ تجرّدَ 
من الأسماءْ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق