الجمعة، 4 نوفمبر 2016

آخره عندي / للايب الكبير عبد الجبار الفياض / العراق

آخرُهُ عندي
لأنَّكَ آخرُ أنبياءِ الطّين !
الشّمسُ لا مَعنى لها 
لو لمْ تَهبْكَ سُمرَةَ الوجود . . .
ولا للقمرِ 
أنْ يزهوَ بخيوطِ نورِهِ 
لو لمْ يمنحْكَ مَفاتيحَ منازلِه . . .
ولا لتنّورٍ فارَ 
وما طهّرَتْ أمواجُهُ لَكَ ما تأوي إليه . . .
جئْتَ حرفاً في خاصرةِ العَتْمة
ورُبَما المحطةَ الأخيرةَ في مَسلّةِ البَقاء ! 
لم تبعْ ولو ظلّاً لشجرةٍ ميّتة . . . 
. . . . . 
جاؤوكَ بحلّةِ من بلاطِ الرّوم
بميلادِ زَبَدٍ
قَصرُتْ عنهُ عينُ أبيك . . .
صنعوا طاقيّةَ الاخفاء
ألبسوا يومَكَ أمسَهُ
افترسوا غدَهُ بأسنانِ منْ ذَهَب . . . 
. . . . .
من رأسِها
مُتساقطاً
جَنوا 
باسقةٌ
عندَ أقدامِها
أجنحةُ الرّيحِ
تكسّرتْ . . .
خَطبَها الغيْمُ لنفسهِ قبلَ المَطَر
منسأةً 
لا يتَّكأُ عليها زَمَن يَجلدُ قفاه . . .
الأفواهُ
حينَ تُملأُ لا تَتَكلّم . . .
. . . . .
يأتي 
في حقائبهِ كُلُّ ما تَقرَّ بهِ للموتِ عيْن . . .
جُيوبُهُ
محشوّةٌ بأصفرَ
مسحَ آخرَ قطرةٍ من جبينٍ مهزوم . . .
فضّ اختامَ حدودٍ 
كانتْ عصيّةً على يأجوج ومأجوج
سالَ أوديةً
تبوْصلَتْ في خارطةِ قطبٍ 
ينحتُ آلهةً في سوقِ مزادٍ 
لم يحضرْهُ أحد . . .
المكانُ 
يعرفُهُ تماماً
أنوفُهُ
سبقتْ أقدامَهُ. . .
ألم يَعِرْ أبو رغالٍ عينيه لفيلِ أبرهة ؟
. . . . .
أبي
لِمَ تُكنّي ؟
الأسماءُ عاريةٌ في وحْل 
يسترُها غبارُ الأحذية . . . 
ما عادَ اللّيلُ ابنَ سِفاح
النّهارُ مَخصيّ في قصورِ 
يحرسُها خوْفٌ من خوْف !
لا تضربْ كفّاً بكفّ
لا تَدَعْ صدرُكَ مخبأً لآهاتٍ مُنخنقة . . .
دعْها تشقُ مشيمتَها
صَوْتاً 
يصفعُ النُحاسَ وجوهاً
صَدأَ فيها الماءُ
فرغتْ من أوشالِ خطبٍ
طمُثَتْ
وطأَها وعّاظٌ نزِقون على قارعةِ الطّريق . . .
. . . . .
ما نضُجَ للبُهلولِ قِدْر . . .
لم يَعدِ الطّائي كثيرَ الرّماد . . .
كسرَ ابنُ زائدةٍ عصاه . . .
لم يلتفتْ عنترةُ لثغرٍيلمعُ كبارقِ سيفِه . . . 
توقّفَ المغزلُ بيدِ أمّ عوف . . .
. . . . .
أدعُ ابنَ الوردِ أنْ يحضرَ
ومَنْ يحتسي دونَهم الماءَ بارداً . . .
رجلاً من غفار يشحذَ سيفَه . . .
موتى
ينسلون من قبورِهم
يندّسون هُتافاً
يُذيبُ جليدَ الحناجر . . .
زُغبُ الحواصلِ
أتَتْ على ما عندَ أيوب النّبيّ !
. . . . .
لا غيْري 
يتأبطُهُ شرٌّ . . .
لم أقرأْ في الوجوهِ بشارةَ بَذار
في جناحِ هُدهُدٍ نبأَ حَصاد . . .
سرقوا السِّمانَ
تركوا العجافَ . . .
لا خَيارَ
ما أغواني يوماً ليلٌ أحمرُ
بيتٌ بناهُ عنكبوت
امرأةٌ من قُطن . . .
إنّي أراني أذبحُ قَدَري!
لكنّي حيّاً 
أُبتغيه . . .
أنا هو !
قوسُ أديسيوس
ما تنفّسَ بيدِ غيرِه !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
31/10/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق