امرأةٌ من دُخان
ما أبلغنيه هُدهُد
ولا ذكّرني به نوحُ حمامة
أنَّ لي وطناً آخرَ من دُخان . . .
خارطةً داكنةً تلتهمُها مجامرُ
كُلّما خَبتْ
أطعموها ما خُلقَ بأحسنِ تقويم . . .
دانيةً . . .
داراً للخلدونيّة
دخلَها صِغارٌ للتّو !
يتصاعدُ ستراً لبقايا ما تركهُ التّتار . . .
نهاياتٌ أستنشقُها
داءَ زمنٍ في داخلٍ
باتَ طَللَاً يستجدي وقوفاً بدموع . . .
تصبغُهُ شكوى ناءتْ بها أجنحةُ الرّياح . . .
أيُّها الدُّخان الروحُ
كنتَ قبلَ هذا هبةً من الله على أرضِه . . .
أنتَ مقبرةُ أرواحٍ
نسخةُ بلدي المُحترقة . . .
دونَها نارُ النمرود
الأخدودُ
روما
ستانليغراد . . .
لا تقرأُها إلآ عيونُ الرّب !
الذين وِلدوا على كفِّ الطّين
تنفّسوا رائحتَهُ السّمراء . . .
عيونُ القَتلةِ لا تَقْرَأ
لها أنْ تُبصرَ العالمَ مقلوباً تجرُّهُ سَلَقُ الشّيطان . . .
شاهدٌ أنت
ليس لحمّالةِ حطبٍ أنْ تخفي وجهاً تعرفُه . . .
أي هذا
ماذا أردتَّ أنْ تصنعَ بضليلٍ لا يحملُ في جنبيهِ إلأ الذي هو عِشق
سلخوا جلدي
وما سلخوه . . .
عِرْقٌ يجتثّهُ ملكُ الموْتِ وينبتُ في يدِه . . .
يكون . . .
إذا الشّمسُ وِلِدتْ بيومِها مرّتين !
تقولينَ ما غرّني منكَ يوماً بيتُ غزل . . .
حبيبتي
عيناكِ
ليلٌ يغرَقُ بظمأِ سنين عِجاف . . .
هُما استفهامٌ
أفقدُ في جوابهِ مجاديفي وأغرق . . .
ما كانَ للكَرَزِ أن يتناهى لوزتيْنِ إلأ هُنا . . .
هل لما بعدَ الحُسنِ أن يتكوّرَ قبّتيْنِ لا تتمُّ في محرابٍ بينَهما لراءٍ صلاة ؟
أتنفّسُكِ هوْراً سومريّاً
يعزفُ للنّشوء . . .
أجنيكِ رَطباً من باسقةٍ على شطِّ العَرب . . .
حينَ تخطرينَ بين بساتينِ جيكور
أخالُكِ تُحيينَ ميّتَ الفَنَن . . .
أشمُّ فيكِ ألفَ شهرزاد
لولا ديكُها الذي لا يسمحُ بمزيد . . !
تميلُ بكِ الهوادجُ على نغمِ الحُجازِ بمنعرجاتِ روحٍ مُتعبة . . .
أُحُسُّكِ قصيدةً تشقُّ دمي طفولةً
تَرقَبُ هلالَ عيدٍ
سلبَهُ الإخشيدي من عيونِ (مُحسّد) !
أسمعُكِ لحناً يخرجُ من أوتارِ (منير بشير) ضوءاً مسموعاً
صَدحَاً فيروزيّاً في سلّةِ الصّباح . . .
كنتُ أرى
وأرى
وأرى . . .
لكنَّني الآنَ لا أرى سوى امرأةٍ من دخان
حالَ بيني وبينَها سيْلُ العَرْم !
لا أستودعُكِ بغدادَ كما ابنِ رشيقٍ فَعَل . . .
بغدادُ تعضُّ على شفتيْها آلامَ طَلْق
أخفتْ وجهَها بحُضنِ العبّاسة . . .
أتقبلينَ أن يّكونَ هذا المُعنّى لكِ داراً ؟
فقد دارَ دورتَهُ المريرةَ واستقرَّ باليمين . . .
رُبَما ستريْنَني يوماً في سماءِ بلدي سحابةَ دُخانٍ
ليس لها في مقبرةٍ قَبْر !!
. . . . .
عبد الجبار الفياض
17/1/2017
ما أبلغنيه هُدهُد
ولا ذكّرني به نوحُ حمامة
أنَّ لي وطناً آخرَ من دُخان . . .
خارطةً داكنةً تلتهمُها مجامرُ
كُلّما خَبتْ
أطعموها ما خُلقَ بأحسنِ تقويم . . .
دانيةً . . .
داراً للخلدونيّة
دخلَها صِغارٌ للتّو !
يتصاعدُ ستراً لبقايا ما تركهُ التّتار . . .
نهاياتٌ أستنشقُها
داءَ زمنٍ في داخلٍ
باتَ طَللَاً يستجدي وقوفاً بدموع . . .
تصبغُهُ شكوى ناءتْ بها أجنحةُ الرّياح . . .
أيُّها الدُّخان الروحُ
كنتَ قبلَ هذا هبةً من الله على أرضِه . . .
أنتَ مقبرةُ أرواحٍ
نسخةُ بلدي المُحترقة . . .
دونَها نارُ النمرود
الأخدودُ
روما
ستانليغراد . . .
لا تقرأُها إلآ عيونُ الرّب !
الذين وِلدوا على كفِّ الطّين
تنفّسوا رائحتَهُ السّمراء . . .
عيونُ القَتلةِ لا تَقْرَأ
لها أنْ تُبصرَ العالمَ مقلوباً تجرُّهُ سَلَقُ الشّيطان . . .
شاهدٌ أنت
ليس لحمّالةِ حطبٍ أنْ تخفي وجهاً تعرفُه . . .
أي هذا
ماذا أردتَّ أنْ تصنعَ بضليلٍ لا يحملُ في جنبيهِ إلأ الذي هو عِشق
سلخوا جلدي
وما سلخوه . . .
عِرْقٌ يجتثّهُ ملكُ الموْتِ وينبتُ في يدِه . . .
يكون . . .
إذا الشّمسُ وِلِدتْ بيومِها مرّتين !
تقولينَ ما غرّني منكَ يوماً بيتُ غزل . . .
حبيبتي
عيناكِ
ليلٌ يغرَقُ بظمأِ سنين عِجاف . . .
هُما استفهامٌ
أفقدُ في جوابهِ مجاديفي وأغرق . . .
ما كانَ للكَرَزِ أن يتناهى لوزتيْنِ إلأ هُنا . . .
هل لما بعدَ الحُسنِ أن يتكوّرَ قبّتيْنِ لا تتمُّ في محرابٍ بينَهما لراءٍ صلاة ؟
أتنفّسُكِ هوْراً سومريّاً
يعزفُ للنّشوء . . .
أجنيكِ رَطباً من باسقةٍ على شطِّ العَرب . . .
حينَ تخطرينَ بين بساتينِ جيكور
أخالُكِ تُحيينَ ميّتَ الفَنَن . . .
أشمُّ فيكِ ألفَ شهرزاد
لولا ديكُها الذي لا يسمحُ بمزيد . . !
تميلُ بكِ الهوادجُ على نغمِ الحُجازِ بمنعرجاتِ روحٍ مُتعبة . . .
أُحُسُّكِ قصيدةً تشقُّ دمي طفولةً
تَرقَبُ هلالَ عيدٍ
سلبَهُ الإخشيدي من عيونِ (مُحسّد) !
أسمعُكِ لحناً يخرجُ من أوتارِ (منير بشير) ضوءاً مسموعاً
صَدحَاً فيروزيّاً في سلّةِ الصّباح . . .
كنتُ أرى
وأرى
وأرى . . .
لكنَّني الآنَ لا أرى سوى امرأةٍ من دخان
حالَ بيني وبينَها سيْلُ العَرْم !
لا أستودعُكِ بغدادَ كما ابنِ رشيقٍ فَعَل . . .
بغدادُ تعضُّ على شفتيْها آلامَ طَلْق
أخفتْ وجهَها بحُضنِ العبّاسة . . .
أتقبلينَ أن يّكونَ هذا المُعنّى لكِ داراً ؟
فقد دارَ دورتَهُ المريرةَ واستقرَّ باليمين . . .
رُبَما ستريْنَني يوماً في سماءِ بلدي سحابةَ دُخانٍ
ليس لها في مقبرةٍ قَبْر !!
. . . . .
عبد الجبار الفياض
17/1/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق