إلى الأحرار في كل زمان ومكان.
ليبرتاس.
ستة وأربعون عاما! قد نسيت شكل المساءات، وملامح الطفل الذي كنته. نسيت شغب الشباب، ورعشة العاشقين تحت نصال الحب المشاع.
يخونني الكلام.. وأسمع دبيب الموت الآتي من بعيد. لا وقت لشيء.. لا شيء جديد. أطل من نافذة الحلم على الباحة الخلفية للحياة، وأتحسس بحدسي ذكرى الغائبين ورجع الصدى حين يقولون لي:
《 لا تلتفت إلى الوراء، وامض نحو المدى بقلب مغمض تماما، وعمد عمرك الطليق بأحلام البسطاء》.
أكتب في الصمت بمداد الصوت الذي يحتاج إلى حزن أكثر تأججا ليرتفع. ليس ثمة قصيدة تصف شكل قلب مصاب بأذى لا ينتهي، فلماذا يخيفني الموت!
أنا الذي حفظت نحيب المعاصم تحت السلاسل، واخضرار أحلامنا، ووهج أوجاعنا.
أنا الذي اخترق صدري صوت المدافع، وعبرت ليبرتاس حلمي المعتم.
ليبرتاس..
يا ابنة النار والدم والرصاص
يا امتداد حقل القمح الرائع
كيف مددت عنقك للمشنقة؟
حين اقتادوك فجرا
وأنت الحلم والملاذ والخلاص
كيف؟
وأنت شعاع شمسنا الساطع.
ها كل شيء.. كل شيء -حتى الحياة- مقرف، حتى الشمس، حتى الهواء.
كلنا، كلنا مجرد سجناء. ولا يكفي أن تتساقط أحزاننا وريقة وريقة لندعي -بشكل فظ جدا - أننا شفينا تماما
من هذا "القدر المولع بالأذى"، وأننا ظلال تجري بأرواح عارية نحو التلاشي.
فهل نكون أحياء؟ فقط لأن بهذي الصدور قبور تنبض بشبهة حياة.
باتجاه الحلم كانت تمضي وردتي، تشتم ليبرتاس رائحة اسمي على شاهدة القبر.. وأنا صامت أيها الأصدقاء.
أشعل صوتي مثل جسد طفل محموم،
وأنصت للألم المزروع في صدر العالم.
من أين لي بصبر الأنبياء؟
عندما يجتاحني الوجع الرمادي وأنسحق كأي ورقة من شجرة تعرت للهواء. من أين لي بالتماعة صرخة
تغسل هذه الغصة الراكدة السوداء؟
تجفل من بين يدي قدرتي على المزيد من الانتظار حين تصدق الرؤيا، ويصير اليقين أكثر إصرارا.
هذا أوان القبح، وفي غدنا كل شيء يغتال. عجبا، عجبا كأن العالم أصم لا يسمع، ولا يخزه هذا الجرح المتقيح!
ها باب الموت مشرع. الصوت ملتبس
والروح ممزقة من الرعب.
(...)
وهذا القيد قد أدمى جلدي
وقفت عمري على حلم حييت به
ولكن حلمي أفلت من بين يدي
ماذا أملك في اللحظات المخنوقة
غير إطراقي لصوت رصاص مرتعد
هذي رسالتي للعالم.. فهل يسمعني
بقلب مفتت سكبت أبيات قصائدي
فيا حماق العالم، مهلا، هلا تعقلنا
واستمسكنا بشبهة فرح لهذا الغد
ليبرتاس..
قد مضى مني ستة وأربعون سنة..
قد نسيت شكلك حين تدلت جثتك،
ورفع إخوتي بنادقهم على الأكتاف..
والعالم صامت كجسد ميت!
وكنت كأنفال نرددها- بعد الفريضة-
ترفا في الساحات.. حين نشجب موتك بالهتاف.
ليبرتاس.. يا وجع إنسانيتنا أو ما تبقى منها على الأقل.
لترقد روحك بسلام.
ليبرتاس.
ستة وأربعون عاما! قد نسيت شكل المساءات، وملامح الطفل الذي كنته. نسيت شغب الشباب، ورعشة العاشقين تحت نصال الحب المشاع.
يخونني الكلام.. وأسمع دبيب الموت الآتي من بعيد. لا وقت لشيء.. لا شيء جديد. أطل من نافذة الحلم على الباحة الخلفية للحياة، وأتحسس بحدسي ذكرى الغائبين ورجع الصدى حين يقولون لي:
《 لا تلتفت إلى الوراء، وامض نحو المدى بقلب مغمض تماما، وعمد عمرك الطليق بأحلام البسطاء》.
أكتب في الصمت بمداد الصوت الذي يحتاج إلى حزن أكثر تأججا ليرتفع. ليس ثمة قصيدة تصف شكل قلب مصاب بأذى لا ينتهي، فلماذا يخيفني الموت!
أنا الذي حفظت نحيب المعاصم تحت السلاسل، واخضرار أحلامنا، ووهج أوجاعنا.
أنا الذي اخترق صدري صوت المدافع، وعبرت ليبرتاس حلمي المعتم.
ليبرتاس..
يا ابنة النار والدم والرصاص
يا امتداد حقل القمح الرائع
كيف مددت عنقك للمشنقة؟
حين اقتادوك فجرا
وأنت الحلم والملاذ والخلاص
كيف؟
وأنت شعاع شمسنا الساطع.
ها كل شيء.. كل شيء -حتى الحياة- مقرف، حتى الشمس، حتى الهواء.
كلنا، كلنا مجرد سجناء. ولا يكفي أن تتساقط أحزاننا وريقة وريقة لندعي -بشكل فظ جدا - أننا شفينا تماما
من هذا "القدر المولع بالأذى"، وأننا ظلال تجري بأرواح عارية نحو التلاشي.
فهل نكون أحياء؟ فقط لأن بهذي الصدور قبور تنبض بشبهة حياة.
باتجاه الحلم كانت تمضي وردتي، تشتم ليبرتاس رائحة اسمي على شاهدة القبر.. وأنا صامت أيها الأصدقاء.
أشعل صوتي مثل جسد طفل محموم،
وأنصت للألم المزروع في صدر العالم.
من أين لي بصبر الأنبياء؟
عندما يجتاحني الوجع الرمادي وأنسحق كأي ورقة من شجرة تعرت للهواء. من أين لي بالتماعة صرخة
تغسل هذه الغصة الراكدة السوداء؟
تجفل من بين يدي قدرتي على المزيد من الانتظار حين تصدق الرؤيا، ويصير اليقين أكثر إصرارا.
هذا أوان القبح، وفي غدنا كل شيء يغتال. عجبا، عجبا كأن العالم أصم لا يسمع، ولا يخزه هذا الجرح المتقيح!
ها باب الموت مشرع. الصوت ملتبس
والروح ممزقة من الرعب.
(...)
وهذا القيد قد أدمى جلدي
وقفت عمري على حلم حييت به
ولكن حلمي أفلت من بين يدي
ماذا أملك في اللحظات المخنوقة
غير إطراقي لصوت رصاص مرتعد
هذي رسالتي للعالم.. فهل يسمعني
بقلب مفتت سكبت أبيات قصائدي
فيا حماق العالم، مهلا، هلا تعقلنا
واستمسكنا بشبهة فرح لهذا الغد
ليبرتاس..
قد مضى مني ستة وأربعون سنة..
قد نسيت شكلك حين تدلت جثتك،
ورفع إخوتي بنادقهم على الأكتاف..
والعالم صامت كجسد ميت!
وكنت كأنفال نرددها- بعد الفريضة-
ترفا في الساحات.. حين نشجب موتك بالهتاف.
ليبرتاس.. يا وجع إنسانيتنا أو ما تبقى منها على الأقل.
لترقد روحك بسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق