الجمعة، 6 أكتوبر 2017

الإبداع بين صولجان المؤسسات ورفيف الحرف / بقلم الاستاذ باسم الفضلي // العراق

{ الابداع بين صولجان المؤسسات ورفيف الحرف }
الفهم ... بالنسبة لي ووفق تعريفي الحاص له : قدرة و قابيلة الوعي على الاستيعاب العقلاني للاحداث والوقائع وتحديد الموقف منها ، فلا يكفي ان نعي الاشياء والاحداث المتسلسلة زمانياً والتموضعة مكانياً ضمن حدود الكلمات ( هذا في شكله و نطاق وجوده اللغوي ) او حيز كأنه اثره الفعلي ( نسبة الى فعل / عمل او نشاط ) فيزيولوجي او فكري يجب واؤكد على يجب هنا ان يترتب عليه اتخاذ موقف ما من ذلك الشيء او الحدث اللذين وعيناهما ، وانا وجدت ان هيمنة تلك المؤسسات السلطوية بكل احكامها وايديولوجياتها الثقافية ، على موضوعة الفهم ، وهو الاساس الاول لنشوء وتكوُّن الوعي في عقلية الانسان، استندتْ في جوهرها على مبدأ اساس هو ( قدسية اللغة ) الذي ادى الى ترسيخ جمودية خطابها التخارجي المُحدَّد والمحكوم تعبيرياً وفق آلية 0( دال/ مدلول ) ، وقاموسية المعاني ، وتلك القدسية ترقى الى مصاف المحرّمات المحظور على اي أحد التشكيك بآلياتها الاستخداماتية ، او مجرد التفكير بالتحقُّق من صحة معطياتها المعرفية البديهيَّةِ او المؤكَّدَة الحجة ، ناهيك عن ( حُرمةِ ) البحث في حقيقة وجود قياسات منطقية تؤكدها وتبررُ (عصمتها) عن الزلل و القصور في مصطرع الحاجات التعبيرية والقرائية المستجدة بظهور وتولُّد المؤثر و المحفز الواقعي وفق ما تفرضهما حتمية تطور الوجود الانساني في العالم ، كلما دارت عجلة التأريخ للامام بحكم قوانين التجدد والتغير التي تحتمها ديمومة الحياة ، وما اضفى تلك القدسية على اللغة هو ارتباطها التلازمي مع ( الدين ) ، ونحن كأمة كان لابد لها تتأثر بغيرها، بحكم وجود حالة التماس والتفاعل الانساني الحي مع شعوب المعمورة ، بمشيئتنا او بمشيئةِ التأثُّر القسري او الاضطراري ، حسبما قرره و فرضهُ عنوةً ، على سائر امم الارض، زلزال العولمة الذي مثّل حداً فاصلاً بين انغلاقية حدود دول العالم / ونحن منهم، وبين الانفتاحية المشرعة الابواب على تلك الشعوب ، وذلك بما وفره من مختلف انواع وسائل التواصل الاجتماعي بعد ثورته الانترنتية التي عمت ارجاء كوكبنا قاطبة ، تلك الوسائل التي طوّحت واخترقت ما يعرف بالحدود الفاصلة بينها ( بكل ماتعنيه من معاني جغرافية او اجتماعية وثقافية ) ، وكان من جملة اوجه الثقافة التي تحتم عليها ان تتطور بهذه الدرجة او تلك هي اللغة ، التي تشبثت بحكم جموديتها التي اشرت اليها آنفا ، حتى بطبيعة اجترارية مفرداتها لسلفية معانيها ، حتى في عصرنا الراهن ، ناهيك عن ركونها المزمن الى الاحكام و الضوابط الذوقية والجمالية لتحديد ( مقبولية / مرفوضبة ) المنجز الادبي ، واخضاع ( الفعل الكتابي / القرائي ) بالمجمل لتلك القياسات الماقبلية ، و ( قمع ) اية مساعٍ للتحرر من قيود سلطتها ، ولما كانت اللغة اساس ( التفكير / الحس ) لدى الشاعر و مادته ووسيلته الخطابية ، وله ( موقفه التحرري ) من جمودية الاشياء والوجود عموما ، فان جميع تبدلات اوجه الحياة المجتمعية ، وما تنتجه وتشكّله من بنىً فوقية للحياة الفكرية ، وغيرها من اوجه النشاطات والفعاليات الانسانية الاخرى ، ومنها سائر انواع واشكال الثقافة العامة ،مروراً باللغة و الاحكام والقياسات الذوقية والجمالية الضابطة لاستخداماتها في المنجز الادبي ) ، انما تعنيني ككاتب ودارس ومحلل للنصوص الشعرية الابداعية ، لذا عملت على المروق من هذا القيد المقدس، ورحت اتعامل مع اللغة باعتبارها آلية ووسيلة للتفكير والتعبير، احاكمها واطوّعها كي تخدم مقاصدي وتنقل إيماءاتي وإشاراتي كما احدده انا ، لاتلك السلطة القامعة لحرية التفكير وارادة التجدد في طبيعة الخطاب ، 
باسم الفضلي / العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق