الجمعة، 6 أكتوبر 2017

تحفيزية السؤال / لعدم وبناء الوعي العام : مهمة من مهام شاعر الحداثة ! الشاعر جواد الشلال أنموذجاً / بقلم الاستاذ جاس آل حمد الجياشي / العراق

تحفيزية السؤال / لهدم وبناء الوعي العام
مهمة من مهام شاعر الحداثة 
الشاعر جواد الشلال أنموذجاً 
ــــــــــــــــــــــــــــ مقاربة : بقلم جاسم آل حمد الجياشي 
ماذا أفعل
اركض لوحدي
و
صرة الدمع
على راسي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الكلمة وحدها لا تمنح المعنى) والسؤال مجردا لايضعنا في خانة الحيرة والتعجب ! ،إلا إن إقترن بحال تمزيق الوعي المتعارف عليه ، هنا يكون حرياً بنا التوقف ، التململ، التأمل، التفكر، التدبر، التبصر، للاجابة عليه حين يبدأ النص. 
بسؤال/ ماذا أفعل؟/ سؤال مطلق مفتوح
تكون الأجابة عليه بسؤال آخر، بماذا تود أن تفعل؟ أيها المتسائل ! 
/ اركض لوحدي / 
كأنه يمارس بمهارة عملية الزحف والزوغان لينقض على نسيج وعينا المحمي باسيجة مكهربة وسواترمن آجرصلد شاهقة الارتفاع وهوَ الذي يجيد مهارة الزوغان والمراوغة! والاصرار للانقضاض على جثمان وعينا القابع خلف تلك الاسيجة !
فيضع لنا ( الواو) حتى تبدو للناظر وحيدة يتيمة مهجورة تائهة عن سرب النمل 
الزاحف بنهمٍ، بينما هي بمثابة الرهط الأول وحاملة راية البدء لتمزيق وعينا الهامد!
بغية إعادة بنائه من جديد.
/ ماذا أفعل/ أركض وحيداً / و / هذه الاحالة الذكية بواو العطف وحيدة !
جعلتنا نلاحقه لمعرفة تارة للخلف وتارة اخرى للأمام، فللخلف نود أن نعلم 
ماذا يود أن يفعل؟ وللامام لنعلم كيفية فعله، 
وإذا بالنملة الوحيدة ! تعلن لنا وبصرخة داخلية لانسمعها باذاننا بل نستوعبها استيعابا تدريجياً / صرة الدمع / فوق رأسي / لِمَ؟ لم يقل شاعرنا / و/ جرة الدمع / فوق رأسي / مع انها لن تضر بايقاع ومضته كون المتعارف عليه بوعينا التقليدي بأن السؤائل تُحمل بالجرار طالما إن الدمع من السوائل، وليس ب / صرة / فالصرة / ما يجمع فيه الشيء ويشد ويكون غالبا من القماش ! وتستمر اذا عملية انتاج الوعي من خلال هدم المتعارف عليه وبناءه بناءً جديداً، شاعرنا هنا يحيلنا نحو مسألة توعوية أخرى، هي أنه ارادها / صرة تحمل دمعه / بقصدية تامة كأشارة محتملة لترحال دائم لسبب أو آخرَ، وقد يكون اراد لنا بأن نعي نضوح الدمع بشكل دائم كون / الصرة / هي من قماش، وهو بدوره ايضا دائم الادخار للدمع الناتج عن حزن مستمر. هنا تحديدا نود ان نقف عند تعريفنا للسؤال المستفز، المحفز، الداعي ، الهادم ،لوعينا السائد! اذا لاسبيل أمام وعينا التقليدي إلا أن يثار ويبدأ بتوجيه الاسئلة، لغرض الاجابة عن سؤال شاعرنا جواد الشلال،/ ماذا افعل / ؟ 
مقاربات :
كيف أجن 
لاحس بنبض الكون المختل / صلاح عبد الصبور 
*
ما هذا التاريخ، أجرح أم سكين
أهوَ التباس إيقاع أم اشتقاق / أدونيس 
*
من أينَ أجيء، وكيف أجدد للكلمات الجنس وللغة 
الأحشاء 
لأقول الاشياء؟ / عبد الوهاب البياتي 
وهنا لابد لنا من القول بأن وعينا بدأ دورة الهدم والبناء من خلال ما حملته جيوش نمل الوعي المتجدد وخاصة في سؤال الشاعر البياتي، إذ يكون واضحاً تماما بدعوته لتجديد جنس الكلمات وللغة أحشائها !! هو سؤال داعٍ لهدم الوعي السائد وبناءه بناء جديدا .
تحياتي لالقك الدائم شاعرنا جواد الشلال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق