الاثنين، 9 يوليو 2018

لابَأْسَ يا وَطَنِي.. // الشاعر : رسول مهدي الحلو // العراق


لابَأْسَ يا وَطَنِي..
لابَأْسَ ياوَطَنِي
عِنْدَما يخذُلُكَ الحُمْاة
ويخُونُكَ الرُعاة 
تُسبى حمائِمُكَ والشُموع
ويُغتَصبُ العَفاف.
لا بَأْسَ ياوَطَنِي..
حِينَما تَقْضُمُ احشاءَكَ الضِباع
تَنامُ على ضفَّتَيَكَ عِيون المَوت
وتَمُوج بين شَفَتيكَ أرواحُ الحُفاة
وتُهدِيك الفَراشاتُ هَواطِلَ الرَّحِيق
منْ زهورِ الشَّتات.
لابَأْسَ ياوَطَنِي..
عِنْدَما يَجفُّ رَحِم السَّماء
وعِنْدَما تُكَفكِفُ دُموعَ رافِدَيك
يَصهِلُ الجُوع
في الحِقولِ
في السَّواعدِ السَّمراء
في تَجاعِيد الوهَن
فتملأ سِلال المَواجِع.
لابَأْسَ ياوَطَنِي..
عِنْدَما تَرتَدي مُدُنُكَ الأرزاء
قد وأدت أزقَّتَها الحُروب
وسَماؤك تعاقر الخَواء
نُجومُها لا تَتَلألأ
وبُروجَها افتِراء.
لابَأْسَ ياوَطَنِي..
حينما تَسرجُ خِيولِك القَراصِنة
في جِنحِ النَّهار
تُطلى نواصِيها بسِيولِ النَّار
تُعقر في بِلادِ الماس
وتَمنَحُ دِفأكَ للصَّقِيع
لابَأسَ ياوَطَنِي
عِنْدَما يُزرى بشموخِ النَّخِيل
ويخفُقُ عالِيا زَغَب التُراب
من قِفارِ وصَحَار
يَتَفَيَّأُُ ظِلال القِلاع
وتَطفو حَولَهُ الغانِيات.
لابَأْسَ ياوَطَنِي
فَكلُّ ذا زَبَدٌ
يَطفو على صَفَحات التَواري
يَتَشظَّى في قارِعَةِ الرِّياح
سَوفَ تخضّرُّ السِّيوف
في حَدَائِق الدِّماء
في الزَوراءِ
في البَيداء
في كُلِّ ارضِكَ ياعِراق.
رسول مهدي الحلو
العراق
٢٠١٨/٧/٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق