،،،،،،عمودي الاسبوعي،،في جريدةطريق الشعب ليس مجرد كلام ،،،الثلاثاء 10 تموز 2018،،
ليس مجرد كلام...
في كلِّ صيفٍ يحدثُ هذا ..!
قبل يومين تظاهر العاطلون عن العمل في قضاء المْدَيْنة شمالي البصرة فسقط أحدهم شهيداً وعدد من الجرحى برصاص شرطة حماية النفط . كما تظاهروا أمام مبنى محافظة البصرة للمطالبة بتعيينهم أيضا ، هذه التظاهرات جزءٌ لا يتجزأ من التظاهرات اليومية في عموم العراق ، العاطلون ، طلبة الدراسات العليا ، عمّال الأجر اليومي ، عمّال النظافة ، المطالبون بتحسين الخدمات ، تظاهرات الكهرباء ، الماء المالح ، ولم تنته أبداً بسبب تفاقم الأزمات طبعاً !
ما إن أطلّ الصيف اللاهب حتى بدأت معاناة العراقيين المزمنة مع الكهرباء التي صرفت عليها مليارات الدولارات دون أدنى بارقة أمل لتحسّنها رغم التصريحات النارية للمسؤولين حيث ذهبت هدرا في زوايا الفساد !
كما جاء اللسان الملحي ليتحول ماء الإسالة في البصرة إلى مالح غير صالح لكل شيء ، رغم انه كان مجّاً في جميع الفصول إلاّ انه في الصيف ومنذ سنوات يزداد ملوحة حتى يكاد يعمي العيون ، فمات الزرع والضرع حتى الطيور والزواحف والحشرات !
خلال الشتاء يكون آسناً ( ماء مجاري ) في بعض المناطق وفي الصيف مالحا واسنا لتنتشر الإمراض والأوبئة وغيرها !
قبل أيام شاهدت تقريرا تلفزيونيا عن أكبر محطة تحلية تقوم بإنشائها دولة الكويت ، وهذا يعني إن الكويت ستكون المصدر الأول في تمويل مياه الشرب للمنطقة بأكملها ، فعادت بي الذاكرة إلى حكايات أبي وأمي ــ يرحمهما الله ــ عندما كانا يقولان أن الكويتيين والخليجيين كانوا ينقلون الماء العذب من شط العرب بزوارقهم ولنجاتهم إلى مناطقهم في أربعينات وخمسينات وستينات القرن الماضي وما قبلها ، وهاهم اليوم يقومون بتحلية مياه الخليج وتصديرها إلينا !
قلت في قرارة نفسي :ــ مالذي حصل يا ترى وتغيّر الحال بنا هكذا؟ لكنني وجدت الإجابة فوراً ، إنها مسؤولية الحكام ومدى تماهيهم في عشق أرضهم وناسهم ووطنهم ، والعمل على تقدمه وازدهاره في مجالات الصناعة والزراعة والثروة المائية وغيرها، وارتباطا بهذا نسأل: هل نقبل أن تكون بيوتنا ومكاتبنا وشوارعنا ومدننا مليئة بالأوساخ وتفتقر إلى أدنى الخدمات من كهرباء وماء ونظافة وغيرها ؟! وهل نقبل أن يقال لنا إنكم لا تصلحون لبناء بلد ، لأنكم حولتموه إلى خراب في كل شيء ، وجعلتم الناس تتذمر منكم وتخرج في تظاهرات عليكم تطالبكم بالإصلاح والعمل الحقيقي الذي يرضي الضمير الإنساني؟! وهل نقبل أن يكتب التاريخ عنّا ذات يوم بأننا فاسدون ؟! وهل ..؟! وهل ..؟! ولأجل أن نجيب على هذه الــ ( هل ) علينا أن نشرع بمحاسبة الفاشلين والفاسدين لنقطع دابر الفساد وننهي الأزمات المتفاقمة كي يكون الصيف جميلا والشتاء أكثر جمالا!
عبد السادة البصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق