.......عشق أبديّ........
واللّيل يُلَمْلِمُ سرْباله على مَضَض همس طيْفٌ في أذن الفجر : أيّها الرّسول البهيّ هلْ لي أنْ أحمّلَكَ شوق السّماء للأرض ؟ لا تستغرب يا صاحبي ولا تتساءل؟، أنا كائن منسيّ أسقطته الغفلة في هاوية الفقد فخرجتُ من أرضي دون وداع ، وأنا يركض سقطتْ منّي أمنية ، تحوّلت زهرة حالمة منْ أجلها أركب كلّ ليلة ظهر شهاب متمرّد ،أنزلُ حيث هي ، عند سفح الصّخرة العجوز، ألتقيها لأرتق كلوم الشّوق، وأمسح بِوجْدي وجهها الشّاحب فتبثّني شوقها ليوم صفاء، ساقية تغمس فيها ساقيها فيتمطّى الماء في العروق رغبة واشتهاء.
زهرتي أحجية عَجَز الزّمن عن فكّ طلاسمها وهي هناك تنتظرني كلّ ليلة لأوقظها كأميرات الأساطير ، أمسح ُمن عينيها عبرة عَنَتٍ في أرض الشّقاء.
أنا يا صديقي مِنْ سلالة الخصب ، غزانا الجدب فالتهم بذرنا وحاصر أيّامنا , هجمة أهلكت الحرث والنّسل واقتطعت رحم الإنجاب فلا حمل ولا ولادة بل العقم آفة تستشري والشّيب يعتلي مفارق الهامات ، يرديها ، وينشرنا هباء.
لو نظرت اليوم إلى ربوعنا لهزّتك الصّفرة الضّاربة تجتاح كلّ شيء ، ذبول يُركع الأحياء في زنازين الشّدّة ، أرض تَيبّسَ الطّلّ في عيون ورودها بعد أن هجرها الغيم وسدّ الضّباب منافذ الضّوء ، ينبئ بالفناء.
تلك أرضي يا صاحبي ظلّتْ، رغم الغربة، نبضا في مسامّ الذّكرى حنينا يجرّني صباحا مساء.
تلك الزّهرة رقيقة وإنْ أكل الذّبول أوراقها، وإنْ اعتصر الحجر الصّلد جذورها ، تقف كلّ صباح صالبة عودها في وجه الرّيح ، مراوغة الهجير بقلب صحيح ، تبثّ في الصّخر أنفاسا تروّض كلّ جَموح ،تسقيه بقايا طلّ شارد فيرتخي بين يديها ، لحظات تساوي عمرا تستردّه وقد كان قاب الفناء.
تلك أمنيتي بلْ أنا على مشارف " الحلم أقاتل" ، أبني صرحي مِنْ لبنات ذات ترابط على أعتاب الثّبات.
أنا بل زهرتي رغم ضعفها البادي عصيّة على دورة الفصول لا يرهبها الجدب ولا يكسرها الذّبول ، تبتكر فصلا خامسا أيّامه خُضر ولياليه أنباء رسول. تهاجر كما الأطيار لتعود بزاد يبثّ الخصب في الأرض ويتحدّى الضّباب معلنا انتصار الضّوء ، واللّيل كما ترى ينسحب ذليلا على آثاره تتباهى الشّمس ، تغازل الكون صادحة أنْ لا أفول.
هنا تفكّ ّ الذّات أحجية الأرض، هي الأصل والنّسل مِنْ صلبها ، تتوالد لتظلّ على الأديم نافذة في شرفتها كلّ ليلة أتهجّد الأنْس ، أزرعه قلائد ضوء على صدرها ،منها أبدأ وإليها أعود.
تونس.......25/7/2018
زهرتي أحجية عَجَز الزّمن عن فكّ طلاسمها وهي هناك تنتظرني كلّ ليلة لأوقظها كأميرات الأساطير ، أمسح ُمن عينيها عبرة عَنَتٍ في أرض الشّقاء.
أنا يا صديقي مِنْ سلالة الخصب ، غزانا الجدب فالتهم بذرنا وحاصر أيّامنا , هجمة أهلكت الحرث والنّسل واقتطعت رحم الإنجاب فلا حمل ولا ولادة بل العقم آفة تستشري والشّيب يعتلي مفارق الهامات ، يرديها ، وينشرنا هباء.
لو نظرت اليوم إلى ربوعنا لهزّتك الصّفرة الضّاربة تجتاح كلّ شيء ، ذبول يُركع الأحياء في زنازين الشّدّة ، أرض تَيبّسَ الطّلّ في عيون ورودها بعد أن هجرها الغيم وسدّ الضّباب منافذ الضّوء ، ينبئ بالفناء.
تلك أرضي يا صاحبي ظلّتْ، رغم الغربة، نبضا في مسامّ الذّكرى حنينا يجرّني صباحا مساء.
تلك الزّهرة رقيقة وإنْ أكل الذّبول أوراقها، وإنْ اعتصر الحجر الصّلد جذورها ، تقف كلّ صباح صالبة عودها في وجه الرّيح ، مراوغة الهجير بقلب صحيح ، تبثّ في الصّخر أنفاسا تروّض كلّ جَموح ،تسقيه بقايا طلّ شارد فيرتخي بين يديها ، لحظات تساوي عمرا تستردّه وقد كان قاب الفناء.
تلك أمنيتي بلْ أنا على مشارف " الحلم أقاتل" ، أبني صرحي مِنْ لبنات ذات ترابط على أعتاب الثّبات.
أنا بل زهرتي رغم ضعفها البادي عصيّة على دورة الفصول لا يرهبها الجدب ولا يكسرها الذّبول ، تبتكر فصلا خامسا أيّامه خُضر ولياليه أنباء رسول. تهاجر كما الأطيار لتعود بزاد يبثّ الخصب في الأرض ويتحدّى الضّباب معلنا انتصار الضّوء ، واللّيل كما ترى ينسحب ذليلا على آثاره تتباهى الشّمس ، تغازل الكون صادحة أنْ لا أفول.
هنا تفكّ ّ الذّات أحجية الأرض، هي الأصل والنّسل مِنْ صلبها ، تتوالد لتظلّ على الأديم نافذة في شرفتها كلّ ليلة أتهجّد الأنْس ، أزرعه قلائد ضوء على صدرها ،منها أبدأ وإليها أعود.
تونس.......25/7/2018
جميلة بلطي عطوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق