الجمعة، 14 ديسمبر 2018

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // لم أنتبه // بقلم الشاعرة // وفاء تقي الدين // سوريا

لمْ أنتبهْ
لمْ أنتبهْ!
حتى عبرتِ المحنُ إليَّ... وغفتْ واستوطنت
لمْ انتبهْ! 
وقطفت من أشجارِ السِّنينَ عمري... ومضتْ 
لغةٌ من الحدسِ القديمِ ساوَرتْني
وعبرتْ أوردتي ؛ وشراييني سكنتْ
ومزَّقتْ أشرِعَتي، وتبسمت
وأنا أتضوع رحيقَ صلواتي على صمت
وجذوةٌ في الثَّلجِ تكفي كي أكونَ قديسةً عندَ الرهق 
فهلا ياربي...فؤادي المعتصر ألهمت 
وما انصاعَ لي المعنى العنيدُ والمآل 
ولم تفيدني قراءات "جالينوس وأبقراط وكل أبناء الإله أسكليبوس" وعلوم المنطق 
والمعاني تتوالى وتتوالد، وأعوم في هذا اليم العميم وبعقلي الصغير تهيم 
حتَّى شفَّني الهم اللئيم 
.متقمِّصًةً صحوَ السَّماءِ
مُفخَّخًا بالحُبِّ لا بالسم 
بنتٌ
ابنٌ
حفيدٌ حاضرٌ
وآخرَ أنتظر ُ
أمشي ..وخلفي تركضُ الأشياءُ
وتذوبُ دونَ نجومِي الأضواءُ
لمْ تستقلْ لغةُ المجازِ 
وإنما اغتربتْ وراءَ حضورِي الأسماءُ!
فارقدي يا شمسُ.. نامي..نامي 
بينَ أحضانِ الندمِ 
ماتَ جمالُ الأمسِ مع الأنبياء 
تحتَ الأنجمِ
واستحالَ الغيم دمعاً مدرارا ؛ 
رهك ساحل الجفون ينوآن بالإعياء 
في حواشي الألمِ 
يغسلُ الروض 
بالمطر والأنواء
ويلهو فوقَ ثغرِ البرعمِ
يمسح النور التليد 
عن الوردِ الذي لمْ يلثم
علمني ياإلهي صلاة تكون لمكنوناتي مراح 
ولقلبي المحزون مستراح 
أغسل روحي برحمتك الربانية ياإلهي لأرتاح 
فأنا ما زلت أمشي وأمشي ..وخلفي تركضُ الأشياءُ،
وتلمع الأضواء، وتحتدم الأنواء.
وفاء تقي الدين 
لبنان بيروت 
7.7.2018م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق