الخميس، 25 أغسطس 2016

الخيط الرفيع // بقلم الاستاذ حسن المهدي // العراق

الخيط الرفيع..
لم تعد مساقط الضوء ترسم لي ظلالا وسط كائنات شبحية في المكان تتزاحم بالمناكب مع مخلوقات جوفاء تعاني هشاشة العظام فيدب الرعب كنمال في اقدام مشلولة..
ففي بحر النجف مثلا دخل المناوب الموضع قبيل الفجر بقليل صارخا ..انزال ..انزال..
ياالهي .. قطيع الخراف في الحضيرة يعدو منقادا صوب حتوفه امام ذئاب الجبل دون ادنى جلبة..
.....اوصال تقطع بلا انين ..
طائرات اف 16 وطرادات واذا السماء مساقط ضوء اصفر شفقي فيتسلل الخدر بهدوء دبيب الخمر عبر فتحات حواس الراس ليخترق المسامات وكما تشل افعى فريستها ..
وحين زحفنا انا وبطرس حيث تعطلت حركة اقدامنا فلم يعد هو يحلم بالعودة الى عين كاوة..
ربما بنسلفينيا باتت اقرب بكثير..
خيط رفيع اقرب للمستحيل هي الفجوة بين البحر والنهر ...
لم نعثر انا وبطرس في خندقنا الشقي الذي وصلناه زحفا على ظلالنا رغم ان ازيز الطائرات تلاشى فيما قنابر الانارة ما زالت تتدلى بمظلاتها ..
هدوء ..هدوء من يجالس نعشا..
ادار بطرس المذياع الصغير وكان العالم يغفوا منتشيا بحبوب الارتين والستاليزين وليس سوى صوت اورشليم القدس يغدق على سماره المنهكين في حلبة الموت العبثي :
(..بعد قليل سيلقي الرئيس بوش خطابا يعلن فيه وقف الحرب ....)
خيط رفيع يفصل بنسلفانيا عن عين كاوة..
حسن المهدي
العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق