السبت، 20 أغسطس 2016

وطن المطر // الاديب ستار مجبل طالع // العراق

وطن المطر( ستار مجبل طالع)
مَحمولٌ يا وطنٌ
وجدتكَ في قلبي من أزلٍ
طفلٌ غَّضُ اللحمِ تضمه أُمٌ خائفةٌ
روحٌ تسكنُ روحي
عينُ حياةٍ تَزّْمُ لي بلا قدرٍ ولا اجلٍ
مُنزلٌ أنت يا وطنٌ من خزائنِ الأرزاقِ
لا أخشى عليك نقصانٍ او وطناً بدل
مرسومٌ على صحفي ملامحٌ
سمرةُ طينِ السهولِ وصوتُ النهرِ
طَعْمُ التمرِ الزّهْديِّ
وعطرُ الشيلةِ السوداءِ في هجيرِ الظهرِ
ومِسْآك الله بالخيرِ في كلِّ مُلتقى
ملامحٌ لكلِّ ذي نظرِ
مُعذبٌ القاك
مُعذبٌ ما لقيتك
تغني عذابك أنشودة مطر
أنت مطر 
يبوسُ الفيافي
يُغرق أنهار الشفاه 
حين يستبد بها الظمأ
يُعفرُ كل الأيادي
التي دنسها دنس
يأخذ من العفو عفوا
فيعفوا
عن كل أكول جحد
عن كل آمنٍ غدر
عن كلِّ رَحمٍ غذيته فعق
وتبقى مطر 
نازلٌ لكل يد
تنتظر المطر
أُقيمُ فيك وتُّقييم فيَّ
اُسقم حين اُغادرك
يُوجعني حنيني إليك
كأني التي هدهدت ولدها
فتنبهت انه نائم بلا عشاء
ولا تسقم حين أهجرك
بأسمك من وجعي ترقيني
ولحزن الغربة فيك
ماءك ترياق تسقيني
يا سُّمُ وجعي فيك
لا ينفعُ فيه كلَّ ترياقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق