السبت، 20 أغسطس 2016

مرثية الصمت // الاديب عبد الجبار الفياض // العراق

مرثيّةُ الصّمت
ترجّلْ عن امتطاءِ الرّيح
السّيوفُ الخشبيّة لعبةُ الصّغار
الموتُ ليس صغيراً
وليستْ صغيرةً الحياة !
سنواتُ الرّقيمِ
تهرّأتْ على جسمِكَ المنهك
بِتَّ بقايا
أدعيةً
في كُتبِ الأولياء . . .
رُبَما غصّتِّ بشخيرِكَ الوسادةُ ذاتَ يوم . . .
المرارةُ 
يشربُها الكأسُ أوّلاً !
لا ندبةَ 
لما أضعتْهُ في كومةِ قَش . . . 
. . . . .
القى ابن سيرينَ تفسيرَهُ المُنتفخَ في غيابةِ جُب
أضغاثٌ
أحلامٌ ميّتة
تفسّختْ
أصبحتْ رائحتُها لا تسرُّ أنفَ كلب !
بضاعةً 
افسدَها بخيلٌ من بخلاءِ الجاحظ . . . 
. . . . . 
حكّاؤون
يُزيلونَ الغبارَ عن أساطيرِ الأوّلين
(كان يا ما كان)
من نُعاسٍ
ما تبقّى 
قطعُ خوفٍ مستور 
لا تتحركُ معهُ في الظّلامِ يد . . .
همومٌ راكدة
جفونٌ 
تيبّستْ من نوم . . . 
أليسَ بكافٍ لنهرٍ أنْ يتوضأَ لصلاةِ الاستسقاء ؟!
. . . . . 
أسئلةٌ
تبرّجتْ تبرجَ أمرأةٍ من سدوم
ما لونُ كلبِ أصحابِ الكهْف ؟
كم سنبلةً داستْها ناقةُ البسوس ؟
ماذا همسَ ابرهةُ بإذنِ الفيل ؟
‌أتملأُ فمَ التّنورِ خُبزاً ؟
شعاعٌ بنفق ؟
ثوبٌ لعُري ؟ 
منابرُ مُتخمةٌ بوسخٍ
تلعنُهُ كانَ
حينَ تنتصبُ بعدَها سنابلُ فارغة
وترتفعُ في آخرِها ذيولُ حمير!
. . . . . 
عَتمةٌ
تطبخُ قديدَها على خشبٍ مسروق . . .
حتى هذا !
أنت
تتدفأُ على لظاكَ المُستعرِ جوعاً
شراباً
يعصرُهُ انتظار
تركَ قدميهِ على رصيفٍ
أغرقَتْهُ هُتافاتٍ
تشرذَمتْ
دروباً لا يجمعُها خيطٌ من فجر . . . 
. . . . .
أقبلَ السّامريّ
يحملُ ذهباً 
فضّةً
لم يصنعْ عجلاً
رأى قطيعاً من عجول
مسوّمةٍ
بقرونٍ لا يُفزعُها اللّونُ الأحمر!
. . . . . 
تعودُ
تقبضُ ماءً آسن
تصبغُ
شفاهَك بلحاءِ شجرٍ ميّت
كأنّك فرغتَ من وليمةِ ثريد . . . 
متى كانَ الجوعُ ماعوناً 
شَبِعَاً 
ينضَح ؟!
. . . . .
لِمَ تواري سوءاتٍ
تبرأَتْ منها حُفر ؟
الغُرابُ
يدفنُ نفسَهُ
فقد تعلّم الكثير !
ألعنةُ الفراعنة ؟
لسنَ سبعاً بسبع
مغزلٌ يقتاتُ دورانَه . . . 
اليَباسُ
أكلَ كُلَّ الاخضر
شرِبَ غيْمَ القيْظ !
لا تتغيرُ لوحدِها الاشياء . . .
. . . . . 
أنتَ
تأتزرُ خوْفاً
صمْتاً
يدفنُ موتاهُ من غيرِ كَفن . . .
. . . . .
آنَ يمتطي بُهلولُ قَصَبةً
يركبُ جُحا حمارَهُ مقلوباً
يرتقي باقلُ منبراً . . . 
إنَّها . . . !
سيكتبُ عنها رجلٌ آلي !
. . . . .
لحسَ الطّريقُ قدميْ جودو . . .
أيُوقدُ الطّينَ شُعلةَ 
ديموزي ؟!!
. . . . . 
عبد الجبار الفياض 
18/8/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق