السبت، 20 أغسطس 2016

وداعا محمد جبار حسن // عميد ادب الطفولة // للاديب كاظم مجبل الخطيب // العراق

[ وداعاً محمد جبار حسن -عميد ادب الطفولة ]
...........................................
ما للمودّعِ لا يجيب مودّعا 
أتُراهُ عن قصدٍ يسدُّ المسمعا
**
ما عذرهُ والشوق قد بلغ الهوى 
أجزاؤنا في الودّ ان يتمنّعا؟
**
أتظنّها الاقدار ترجعُ راحلاً
وهي التي تأبى لكي لا يرجعا
**
الموت لو تجدي الوقاية دفعهُ
كنّا ارتدينا الدرع حتى ندفعا 
**
أبكي دماً دعني عليكَ محمدٌ
فلمثل فقدكَ لا أهيل الادمعا 
**
أرثيكَ علّي في الرثاء مداوياً
جرحاً بقلبي راح يدمي الأضلعا 
**
الموت يخطف من نحبُّ بغفلةٍ
منْ رجع جفن العين يبدو أسرعا 
**
يا صاحبي الموت كيف لقيتهُ
أوليس حقّاً ما لقيتَ ومفجعا
**
فعلامَ جئنا والرحيل مصيرنا ؟
أم قد نرى في القادمات الأبشعا ؟
**
مهما اجتمعنا فالفراق محتّمٌ
لا بدَّ كل الوصل أن يتقطّعا 
**
يا كوكباً لمّا هوى متساقطاً
فلكي يحيل الأرض نجماً ألمعا 
**
أنا لو ندبتكَ قد تضجُّ بأهلها 
لولا التصبّرزاعماً أن ينفعا 
**
يا أيها الطفل الكبير بشعرهِ
وعميدُهُ عاش الطفولة مبدعا 
**
قد خضتَ بحراً موجهُ متلاطمٌ
ومضيتَ وحدكَ للمراكب مشرعا 
**
كم مدّعٍ للدرّ قال وجدتهُ
والدرُّ عندكَ كي يفنّدَ ما ادّعا
**
ما اخترتَ في دنياكَ غير صعابها 
فكبرتَ حين الصعبُ شيّب رضّعا 
**
يا ابن الكرام وما ركنتَ مهادناً
ترجو لنفسكَ لو دعيت المخدعا 
**
أبكيكَ يا ساقي الطفولة بعدما 
كنتَ الفرات وكنت انتَ المنبعا 
**
أفنيتَ عمركَ بالعراق متيّماً 
فانظر لقد جاء العراق مشيّعا 
**
يا فارساً شهد الخصوم قدومهُ
لكنّهُ وعدٌ ليلقى المصرعا 
**
لم يشكُ ما دارت عليهِ نوائبٌ 
فتراهُ في أقسى السجال الأشجعا 
**
وهو المجيبُ فقيرها لحيائهِ
يعطيهِ ممّا عندهُ كي يشبعا 
**
يا وحشة الدنيا وراءكَ صاحبي 
ولقد سكنتَ القبر أوحش موضعا 
**************
أنا ميّتٌ يا صاحبي انْ زرتني 
لكنّما جسمي لقبري ضيّعا 
**
ولَكمْ سُقيتُ الموت كأساً مكرهاً 
صبراً لتلك الكأس ان أتجرّعا 
**
عمري مضى من غير يومٍ مفرحٍ
ورداء حزني يستحي أنْ يخلعا 
**
دنيايَ مثل الحلم عزَّ بليلةٍ 
من اين يأتي النوم كي أتمتّعا 
**
مَنَحتْ لئام النفس دون تمنّعٍ
ولقيتُ منها انْ طلبتُ تمنّعا 
**
ما دامت الدنيا تضيقُ بوسعها 
فلقد وجدتُ القبر منها أوسعا 
**
ليت القصيدة تنتهي أوجاعها 
فكأنّني للآن قلت ُ المطلعا 
...............................
كاظم مجبل الخطيب -العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق