[ وداعاً محمد جبار حسن -عميد ادب الطفولة ]
...........................................
ما للمودّعِ لا يجيب مودّعا
أتُراهُ عن قصدٍ يسدُّ المسمعا
**
ما عذرهُ والشوق قد بلغ الهوى
أجزاؤنا في الودّ ان يتمنّعا؟
**
أتظنّها الاقدار ترجعُ راحلاً
وهي التي تأبى لكي لا يرجعا
**
الموت لو تجدي الوقاية دفعهُ
كنّا ارتدينا الدرع حتى ندفعا
**
أبكي دماً دعني عليكَ محمدٌ
فلمثل فقدكَ لا أهيل الادمعا
**
أرثيكَ علّي في الرثاء مداوياً
جرحاً بقلبي راح يدمي الأضلعا
**
الموت يخطف من نحبُّ بغفلةٍ
منْ رجع جفن العين يبدو أسرعا
**
يا صاحبي الموت كيف لقيتهُ
أوليس حقّاً ما لقيتَ ومفجعا
**
فعلامَ جئنا والرحيل مصيرنا ؟
أم قد نرى في القادمات الأبشعا ؟
**
مهما اجتمعنا فالفراق محتّمٌ
لا بدَّ كل الوصل أن يتقطّعا
**
يا كوكباً لمّا هوى متساقطاً
فلكي يحيل الأرض نجماً ألمعا
**
أنا لو ندبتكَ قد تضجُّ بأهلها
لولا التصبّرزاعماً أن ينفعا
**
يا أيها الطفل الكبير بشعرهِ
وعميدُهُ عاش الطفولة مبدعا
**
قد خضتَ بحراً موجهُ متلاطمٌ
ومضيتَ وحدكَ للمراكب مشرعا
**
كم مدّعٍ للدرّ قال وجدتهُ
والدرُّ عندكَ كي يفنّدَ ما ادّعا
**
ما اخترتَ في دنياكَ غير صعابها
فكبرتَ حين الصعبُ شيّب رضّعا
**
يا ابن الكرام وما ركنتَ مهادناً
ترجو لنفسكَ لو دعيت المخدعا
**
أبكيكَ يا ساقي الطفولة بعدما
كنتَ الفرات وكنت انتَ المنبعا
**
أفنيتَ عمركَ بالعراق متيّماً
فانظر لقد جاء العراق مشيّعا
**
يا فارساً شهد الخصوم قدومهُ
لكنّهُ وعدٌ ليلقى المصرعا
**
لم يشكُ ما دارت عليهِ نوائبٌ
فتراهُ في أقسى السجال الأشجعا
**
وهو المجيبُ فقيرها لحيائهِ
يعطيهِ ممّا عندهُ كي يشبعا
**
يا وحشة الدنيا وراءكَ صاحبي
ولقد سكنتَ القبر أوحش موضعا
**************
أنا ميّتٌ يا صاحبي انْ زرتني
لكنّما جسمي لقبري ضيّعا
**
ولَكمْ سُقيتُ الموت كأساً مكرهاً
صبراً لتلك الكأس ان أتجرّعا
**
عمري مضى من غير يومٍ مفرحٍ
ورداء حزني يستحي أنْ يخلعا
**
دنيايَ مثل الحلم عزَّ بليلةٍ
من اين يأتي النوم كي أتمتّعا
**
مَنَحتْ لئام النفس دون تمنّعٍ
ولقيتُ منها انْ طلبتُ تمنّعا
**
ما دامت الدنيا تضيقُ بوسعها
فلقد وجدتُ القبر منها أوسعا
**
ليت القصيدة تنتهي أوجاعها
فكأنّني للآن قلت ُ المطلعا
...............................
كاظم مجبل الخطيب -العراق
...........................................
ما للمودّعِ لا يجيب مودّعا
أتُراهُ عن قصدٍ يسدُّ المسمعا
**
ما عذرهُ والشوق قد بلغ الهوى
أجزاؤنا في الودّ ان يتمنّعا؟
**
أتظنّها الاقدار ترجعُ راحلاً
وهي التي تأبى لكي لا يرجعا
**
الموت لو تجدي الوقاية دفعهُ
كنّا ارتدينا الدرع حتى ندفعا
**
أبكي دماً دعني عليكَ محمدٌ
فلمثل فقدكَ لا أهيل الادمعا
**
أرثيكَ علّي في الرثاء مداوياً
جرحاً بقلبي راح يدمي الأضلعا
**
الموت يخطف من نحبُّ بغفلةٍ
منْ رجع جفن العين يبدو أسرعا
**
يا صاحبي الموت كيف لقيتهُ
أوليس حقّاً ما لقيتَ ومفجعا
**
فعلامَ جئنا والرحيل مصيرنا ؟
أم قد نرى في القادمات الأبشعا ؟
**
مهما اجتمعنا فالفراق محتّمٌ
لا بدَّ كل الوصل أن يتقطّعا
**
يا كوكباً لمّا هوى متساقطاً
فلكي يحيل الأرض نجماً ألمعا
**
أنا لو ندبتكَ قد تضجُّ بأهلها
لولا التصبّرزاعماً أن ينفعا
**
يا أيها الطفل الكبير بشعرهِ
وعميدُهُ عاش الطفولة مبدعا
**
قد خضتَ بحراً موجهُ متلاطمٌ
ومضيتَ وحدكَ للمراكب مشرعا
**
كم مدّعٍ للدرّ قال وجدتهُ
والدرُّ عندكَ كي يفنّدَ ما ادّعا
**
ما اخترتَ في دنياكَ غير صعابها
فكبرتَ حين الصعبُ شيّب رضّعا
**
يا ابن الكرام وما ركنتَ مهادناً
ترجو لنفسكَ لو دعيت المخدعا
**
أبكيكَ يا ساقي الطفولة بعدما
كنتَ الفرات وكنت انتَ المنبعا
**
أفنيتَ عمركَ بالعراق متيّماً
فانظر لقد جاء العراق مشيّعا
**
يا فارساً شهد الخصوم قدومهُ
لكنّهُ وعدٌ ليلقى المصرعا
**
لم يشكُ ما دارت عليهِ نوائبٌ
فتراهُ في أقسى السجال الأشجعا
**
وهو المجيبُ فقيرها لحيائهِ
يعطيهِ ممّا عندهُ كي يشبعا
**
يا وحشة الدنيا وراءكَ صاحبي
ولقد سكنتَ القبر أوحش موضعا
**************
أنا ميّتٌ يا صاحبي انْ زرتني
لكنّما جسمي لقبري ضيّعا
**
ولَكمْ سُقيتُ الموت كأساً مكرهاً
صبراً لتلك الكأس ان أتجرّعا
**
عمري مضى من غير يومٍ مفرحٍ
ورداء حزني يستحي أنْ يخلعا
**
دنيايَ مثل الحلم عزَّ بليلةٍ
من اين يأتي النوم كي أتمتّعا
**
مَنَحتْ لئام النفس دون تمنّعٍ
ولقيتُ منها انْ طلبتُ تمنّعا
**
ما دامت الدنيا تضيقُ بوسعها
فلقد وجدتُ القبر منها أوسعا
**
ليت القصيدة تنتهي أوجاعها
فكأنّني للآن قلت ُ المطلعا
...............................
كاظم مجبل الخطيب -العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق