عـارف العبـادي .. وترويـض اللغـة
بقلم/حسـين السـاعـدي
اللغة مكون حي لها فقهها وقواعدها وقوانينها ، فهي تشكل المرجعية المعجمية للشاعر حين يستمد منها قوة نصوصه وجمالياتها ، لغرض الوصول الى ذروة مبتغاه ، فتكون منطلقاً في تشكيل النص على الشكل الذي يريد ان يكون نصه ، وفي ضوء هذا النسج تتشابك كل تلاوين اللغة لتصب في قالب تشكيلي يبرز مفاتنها الشعرية للوصول الى المواطن الجمالية واللغوية في تكوينات النص المعرفية ، من خلال التمايز اللفظي أو الرمزي (الدلالي ، الإيحائي) .
هناك الكثير من الشعراء يكتبون القصائد ولكن هناك قلة منهم من يتميز بلغة مختلفة في تركيب اللغوي والبلاغي والصورة الشعرية والامساك بالمفردة وترويضها .وهذا يعود الى صعوبة الإمساك باللغة الشعرية مما يؤدي الى ضعف بنية الجملة الشعرية فتكون خالية من الروح .
(عارف العبادي) شاعر يبتدع الكلمات وينثرها بصمت ، فتظهر بتدفقات أنفعالية وومضات شعورية تظهر ما يختلج في دواخله ، فهو يهتم بتصفية اللغة من الشوائب والاعتماد على الاختزال والتكثيف الحسي . فلغته هي تفاعل روحي تم من خلال التمازج بين ثقافتين أحدث من خلال هذا التفاعل مزاوجة بين جذره الموغل في العمق السومري ومتطلبات الحداثة وما بعدها ، فأخرجت معادلة (اللغة + القصيدة) .
دعامة القصيدة هي اللغة. وهناك من يصف (عارف العبادي) بالشاعر المشاكس الذي يشاكس اللغة ، وأنا أرى أن اللغة هي التي تشاكس (عارف العبادي) فهي المشاكسة المتمردة ، وحتى تعطي هذه اللغة المشاكسة المعنى الشعري يجب ترويضها وكبح جماحها والقبض على مفرداتها المتمردة ، وهنا تطلب من (عارف العبادي) مران ومطاولة في عملية الترويض وبراعته في التقاط مفرداته ومن ثم ترويضها وتطويعها بعد ذلك ، لبيان جوانبها الجمالية في قراءة النص الشعري والدهشة في قدرته على ذلك ، ولكن ماهي متطلبات هذا الترويض ؟ الترويض نقصد به (التغيير المناسب في المفردة) ، وهذا يستلزم الأبتعاد عن العالم المحسوس وتسخير الخيال الى أن يصل به الى حدود العقل ، وهذا لايعني أغراقها في الرمزية والغموض فتكون تراكيبها غير مترابطة وصورها تكون خارج اطار الانساق كما يفعل البعض . فتجنب ذلك يؤدي الى رسم لوحات سوريالية بألوان زاهية شفافة أراد أن يحتفظ بها لذاته دون مشاركة الأخرين بها .وإذا بها تترسخ في ذهن المتلقي فيسقطها المتلقي بدوره على ما في دواخله ، فـ( عارف العبادي) شاعر يلتهم الكلمات ويغوص في أعماقها محاولاً التقاط جمال معانيها ، لينسجها بجسد أنثوي براق كلوحة ذات جمالية رائعة .
بقلم/حسـين السـاعـدي
اللغة مكون حي لها فقهها وقواعدها وقوانينها ، فهي تشكل المرجعية المعجمية للشاعر حين يستمد منها قوة نصوصه وجمالياتها ، لغرض الوصول الى ذروة مبتغاه ، فتكون منطلقاً في تشكيل النص على الشكل الذي يريد ان يكون نصه ، وفي ضوء هذا النسج تتشابك كل تلاوين اللغة لتصب في قالب تشكيلي يبرز مفاتنها الشعرية للوصول الى المواطن الجمالية واللغوية في تكوينات النص المعرفية ، من خلال التمايز اللفظي أو الرمزي (الدلالي ، الإيحائي) .
هناك الكثير من الشعراء يكتبون القصائد ولكن هناك قلة منهم من يتميز بلغة مختلفة في تركيب اللغوي والبلاغي والصورة الشعرية والامساك بالمفردة وترويضها .وهذا يعود الى صعوبة الإمساك باللغة الشعرية مما يؤدي الى ضعف بنية الجملة الشعرية فتكون خالية من الروح .
(عارف العبادي) شاعر يبتدع الكلمات وينثرها بصمت ، فتظهر بتدفقات أنفعالية وومضات شعورية تظهر ما يختلج في دواخله ، فهو يهتم بتصفية اللغة من الشوائب والاعتماد على الاختزال والتكثيف الحسي . فلغته هي تفاعل روحي تم من خلال التمازج بين ثقافتين أحدث من خلال هذا التفاعل مزاوجة بين جذره الموغل في العمق السومري ومتطلبات الحداثة وما بعدها ، فأخرجت معادلة (اللغة + القصيدة) .
دعامة القصيدة هي اللغة. وهناك من يصف (عارف العبادي) بالشاعر المشاكس الذي يشاكس اللغة ، وأنا أرى أن اللغة هي التي تشاكس (عارف العبادي) فهي المشاكسة المتمردة ، وحتى تعطي هذه اللغة المشاكسة المعنى الشعري يجب ترويضها وكبح جماحها والقبض على مفرداتها المتمردة ، وهنا تطلب من (عارف العبادي) مران ومطاولة في عملية الترويض وبراعته في التقاط مفرداته ومن ثم ترويضها وتطويعها بعد ذلك ، لبيان جوانبها الجمالية في قراءة النص الشعري والدهشة في قدرته على ذلك ، ولكن ماهي متطلبات هذا الترويض ؟ الترويض نقصد به (التغيير المناسب في المفردة) ، وهذا يستلزم الأبتعاد عن العالم المحسوس وتسخير الخيال الى أن يصل به الى حدود العقل ، وهذا لايعني أغراقها في الرمزية والغموض فتكون تراكيبها غير مترابطة وصورها تكون خارج اطار الانساق كما يفعل البعض . فتجنب ذلك يؤدي الى رسم لوحات سوريالية بألوان زاهية شفافة أراد أن يحتفظ بها لذاته دون مشاركة الأخرين بها .وإذا بها تترسخ في ذهن المتلقي فيسقطها المتلقي بدوره على ما في دواخله ، فـ( عارف العبادي) شاعر يلتهم الكلمات ويغوص في أعماقها محاولاً التقاط جمال معانيها ، لينسجها بجسد أنثوي براق كلوحة ذات جمالية رائعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق