الأربعاء، 9 نوفمبر 2016

انفصام أم انفصال ؟ / شعر / للاستاذ عبدو الكسيري الكوشي / المغرب

انفصام أم انفصال؟
نتنقل بين الأقطار
نفتش الأمصار
عن بقايانا المبعثرة
لا نكاد نتبينها
بين سلع معروضة
و أشياء مفروضة
فوضية الترتيب
تجعل العين في حيرة
بين التصديق 
أو التصفيق
لا لشيء فهذا الداني
يجيد ترتيب الفوضى
أتراه يصنع ما يصنع
مخيرا؟ أم يد العابث
تندس ليلا بين الضمائر؟
فتقلب الأفعال و تحرف
الأقوال.. لنصبح على 
غد كسابقه أو أشد فوضى
منخرطين في متاهات
الدنيا كل يلهث خلف غايته
لا نخمن للحظة 
أن نتلقف بعضنا
ضما نكبل أكفا 
بأنامل متلاحمة
حد الإنصهار
كدسار متينة تضم 
أضلع الفلك
بعضها ببعض ضما
بلا خرق يلجه 
الماء الأجاج
فتغدو حيدا
نسيا منسيا
قف بنا فوق ربوة 
المنتصف
نجول بالبصر
ذات اليمين 
و ذات الشمال 
نتأمل بيوتا 
توشحت بالشجن 
و أخر
اشرأبت أسطحها
تكاد تنطح السماء
متبجحة بزينة الأنوار
تتراقص في حلكة ليل 
كأنها شموس
قلبت العتمة 
صبحا فصبحا
حتى ضج الليل
من صخب 
و ما عاد
لباسا و سكنا..
و قد فصل 
بدوي الأمس
أطراف الوطن 
بإقطاعية
دفنها بنو الأصفر
بنهضوية
حين مجدوا العقل
و الإنسان
و أنت أيها البدوي الداني 
ظننت عبثا أن المال و وهم
الأعمال المنسوخة 
و الممسوخة..
تعيد لك مجدا دفنته حين
اتبعت طائفية رعناء
و اتبعتها قبلية خرقاء
و قد نسيت أو تناسيت
أن المصطفى أخرجك
بنور من رب الأرض و 
السماء من جاهلية 
و فوضية.. 
حين كنت ممزقا بين
قول في الغزل و البيداء
و تطاحن فوق
ربوع الصحراء
تنتظر عبر مسالك القفر
رحلتي الصيف و الشتاء
كفانا قولا في الهاء أو بالهاء
فالقول فيها أو بها أمر سيان
فشتان بين الخطاب و الخطاب
و الدفع بالألقاب أو تبديل الأصحاب
هذا ابن فلان و الآخر معه خزائن
من مال و عربات تسبق الغزلان
و ذاك فقير ابن حقير
فاللهم أرزقنا صحبة الحكماء
و علم العلماء
و عيشة البسطاء
و جود الفقراء
حتى لا تنزلق الضمائر
و يشتد البطش بالعباد
و نصنف من الأوغاد
و نظن وهما أننا 
من الأسياد..
عبدو الكسيري الكوشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق