الأحد، 26 فبراير 2017

مشاهد الحب /// قراء نقدية في قصيدة " وجهك الصباح " للاستاذ أوس غريب /// العراق

مشاهد الحب , قراءة في قصيدة "وجهك الصباح " للشاعرة Hana Al Omar.
القراءة :
أردت أن أكتب عن هذه القصيدة لأنها قصيدة عشق ، لأنها متصلة بالحب، والحب عزيز عزيز ، لا نكاد نظفر به ، أو نستشعره من فرط حضور البغضاء وانتشار العداء .
ولكن هل تستطيع هذه القصيدة ان تحمل الحب وتكشفه وتجلوه هل تستطيع أن تقطف لنا من ثماره وتنفحنا من شذاه، وتوقفنا على اوضاحه ، لنر ، ولكن قبل ذلك أنوه أنني لن اتوسع في النص ، سأختار منه مشاهد التعبير عن الحب بألفاظه الصريحة وحسب أي :الوجد، الوله ،العشق .
تقول الشاعرة : 
"قلبيَ .. في مهبِّ وجدكَ طليق"
إن هاتفتك ريشة حبري 
من دهاليز الروح أسريك نزفا 
لمحار القصيد "
لنتأمل في عبارة " وجدك " هل تريد وجدك بي أم وجدي بك ؟؟. لا يهم فالحب متسع للطرفين معا وهو كما تقول مسرح لاندفاعهما وانطلاقهما .الحب هنا تحرير . كسر للقيود .
تقول الشاعرة ايضا : 
"
إن تصّاعدتْ أبخرةُ الولهِ
حارتِ القهوةُ .. حجبَتْ سُمرتَها"
الوله هو الحب الشديد فإذا ما تهيأ للحبيبين أن يجتمعا ليحتسيا القهوة فاق بخار الوله بخار القهوة حتى حجبت وجهها حياء وانكسارا 
تقول الشاعرة :
وعشق رذاذي إغواء 
بثوب غجرية عارجا يتبختر 
الاغواء هو الاستمالة الى الهوى ، والتبختر هو الاختيال والزهو أن تمشي معجبا بنفسك تتمايل وتتثنى في كبر وخيلاء
والعروج الارتقاء والارتفاع، إذا اضفنا هذه المعاني إلى الغجرية ونحن نعلم كيف ان الغجري مرتبط بالتجوال والانتشار في البلاد ومدى حريته و انفكاكه من مواضعات المجتمع الحب هنا وقد عبرت عنه بالعشق يمكن للعاشق من التحقق التام حتى يرتفع بسيره من الخط الافقي الذي تمايل فيه وتثنى إلى العمودي الذي يرتقي فيه ويرتفع 
ولكن من حقنا أن نتريث ولا نندفع مع الشاعرة هكذا فنسائلها لماذا اختارت في التعبير عن الحب اسماءه التي يزدوج فيها مع الحزن فالوجد هو الحزن الشديد والوله هو الحزن الشديد ايضا 
اريد ان اتوقف قليلا امام المشاهد الثلاثة التي انقضت مشهد الوجد ومشهد الوله ومشهد العشق في مشهد الوجد ، تقول الشاعرة :
إن هاتفتك ريشة حبري 
من دهاليز الروح اسريك نزفا 
لمحار القصيد 
وتقول في مشهد الوله: 
تصاعدت ابخرة الوله
حارت القهوة .. حجبت سمرتها
نلاحظ حديث النزف والدم و الذي يسيل هو العاشق "اسريك نزفا "
العاشق دم يسيل في مدادها حتى ينتهي لمحار القصيد ثم هذا المسلك الضيق الذي توحي به كلمة "دهاليز" التي جاءت جمعا مما يزيد في إشارة الضيق 
ليس الحب صافيا إذن فهو قرين الدم والضيق 
وفي حديث الوله تصاعدت أبخرة الوله 
أيضا كلمة ابخرة جمع تشير إلى ما يتصاعد من السائل الحار بل السائل الذي يغلي
كما اقترن الوجد بالدم والضيق يقترن هنا بالنار واللهيب 
في المشهد الثالث مشهد العشق والعشق يحمل معنى الالتصاق والتداخل وهو ايضا حب شديد نجد كل هذا الزهو والتكبر والخيلاء مع مافي دلالة الغجرية من معاني الانتقال والانتشار والانعتاق من مواضعات المجتمع .
الحبيبان يكونان منفصلين ، يلتقيان بالحب فيجاهدان ويناضلان ويتحديان المجتمع الذي يراكم في وجهيهما عقباته حتى إذا انتصرا ونجحا تعانقا وتداخلا يملؤهما الزهو ويشيع في خطواتهما التخايل والعجب .
الحب إذن هو الهوية التي ترتفع بك ان تكون نسخة او فردا في قطيع ، هو الذي يحرر طاقاتك ويحققك وهو من جهة ثانية لا يعطيك ما يعطيك ويهبك ما يهبك مجانا فهو قرين النار والضيق والدم احيانا إنه باختصار شديد حرية 
والحرية هي افعال في المجتمع تتجه إلى تغييره تحت سياطه ومعاندته إنها الأفراد الذين يتغير بجهادهم المجتمع وقد علق بأجسادهم ما علق من طعناته وحرائقه 
نص القصيدة :
(وجهكَ الصباح)
صوتُكَ الرفيفُ
وقلبيَ .. في مهبِّ وجدكَ طليق
إن هاتفتْكَ ريشةُ حبري ،
من دهاليزِ الروحِ أسريكَ نزفاً 
لمحارِ القصيد .. 
تربةُ اللغةِ تفكُ أزرارَها توقاً
لخصبِ أنفاسِكَ الغمام 
وهذا السكونُ بياتُ ليلٍ لصُبحٍ 
بأقمارِ شوقِه معتقاً يطلُّ
شهيّا !
لخطوطِ راحتيكَ الحانية
أناملي تحنُّ ..
بنهرِ خفقِها تسيلُ .. تسيل 
إن تصّاعدتْ أبخرةُ الولهِ
حارتِ القهوةُ .. حجبَتْ سُمرتَها
وإذا ما اكتحلَ بفتونِ لحظِنا غروبٌ
على إيقاعِ نورنا دندنتْ 
نَجمْاتُ السّمرِ !
في بحرِ أسراريَ .. موجةً موجةً 
أحملكَ .......
وعشقُ رذاذيَ إغواءٌ
بثوبِ غجريةٍ عارجاً يتبختر
سنا برقيَ صلاةٌ
تناجيهِ عيناكَ السحاب
كلّما تأججتَ لعناقٍ
حتى الرمقِ من الرحيق
أمطرْتَني ..غزيراً
غزيرا !!
أتعلمُ ... ؟
أغفرُ .. وكثيراً ما أغفرُ لك الغيابَ 
فكلّما تلألأَ تَ
توارتْ مواجعي
ترامتْ على ثغري رفوفُ البسمات 
و فاحَ شذاكَ .... حلقَ
وغردَ !!

هناك تعليق واحد:

  1. هي الهناء الفتاة التي اتعبت القصيدة و سمحت لاحرف الهجاء ان ترقص برتمها الخاص .. شكرا لك سيد أوس على هذه القراءة فالهناء تستحق المتابعة

    ردحذف