جدليـة الألــم و الحـزن
فـي الشـعر العراقـي المعاصـر
بقلـم / حسـين السـاعـدي
كتب بلزاك( 1799 / 1850) يقول :"الألم لا نهائي ، أما الفرح فمحدود".
قد تكون ظاهرة الألم والحزن دالة يُعرف بها الشعر المعاصر ، ولكن يتفرد بها الشعر العراقي المعاصر ، حيث شكلت هذه الظاهرة ، حالة أنفعالية ، ومركز أستقطاب ، وسمة مستديمة بارزة في نصوص الشعر العراقي المعاصر ، حتى أضحت إيقاع أستوطن ويستوطن في نفوس وقلوب الشعراء العراقيين ، المنقوعة بالألم والحزن المركب ، فنرى هذه السمة ترسم لنا رؤية وجودية مستندة الى المعاناة والألام التي يعاني منها المجتمع العراقي بمجمله . فالشاعر لسان حال مجتمعه نراه يحمل كل هذا الألم والحزن ، فهو الذاكرة الحية للمجتمع من خلال قصائده ، فلا نجد تعبيراً مكثفاً عنهما - الحزن والالم -أنعكس في النصوص الشعرية مثل ما يطرحه ، فتعبيره أشد تعبيراً عن واقع الإنسان العراقي ، فالنص الشعري العراقي يفيض بالحزن والبكائية في لغته و عاطفته وتكوينه الوجداني . فهو ينطلق من الأعماق ، ولا يكون مجرد ترف فكري ، ولا تختلف إرهاصاته في كتابة النص وأحاسيسه عن آلام المخاض والولادة .
أن ثنائية الحزن والألم شكلت نتاجاً لواقع أجتماعي يحياه الإنسان ويعاني منه . حتى أضحى هذا الواقع المحرك الأساس في عملية الإبداع الشعري التي لا تتم إلا في معادلة الحزن والألم ، فكان للبيئة الأثر في إثراء المعجم الشعري للشاعر ، فنرى الشاعر العراقي يحترق وهو يحمل فوق كاهله الفواجع ، والهموم ، والأحزان .
أن العامل الاساسي والمؤثر في الشخصية العراقية ، هو الحزن وعدم القدرة على تجسيد الروح المتفائلة ، مما جعل المبدع العراقي لا يستطيع تقديم حتى الفرح ، أو الإحساس به . ومسببات ذلك عند الشعراء متباينة ، منها العاطفية أو السياسية أو الأجتماعية . كذلك طبيعة الحزن عند الشاعر مختلفة المشاعر في رؤيته للواقع ، فالوجع الشعري مرآة لهذا الواقع ، في تعبيره عن القضايا الوطنية والأجتماعية والنفسية ومعالجتها في نصوصه الشعرية .
والشعر المعاصر يعبر بوضوح عن هذه الظاهرة من خلال نغمة الحزن التي صارت علامة فارقة تلفت الانتباه ، فتحرض الشاعر على الابداع ومنبع إلهام يعتمده في إنتاج نصوصه الشعرية ، " فالقصائد لا تولد من تحقيق ورضا وإنما تولد من الحزن والإخفاق والبحث الذي لا يُغني " ،
يتضح أن الحزن يكاد يكون قاسماً مشتركاً ومحوراً أساسياً بين شعرائنا المحدثين والمعاصرين ، التي أتسمت أشعارهم بالنزعة التشاؤمية الناتجة من الإحساس بالتأزم النفسي والشعور بالألم ، حزن عبر عنه الشاعر نزار قباني حين قال:
أنـا جـرحٌ يمشي على قدميه
وخيولي قـد هـدَّهـا الإعيـاءُ
فالشعراء تتباين دواعي حزنهم بإختلاف شخصياتهم وتكوينهم النفسي . ولكن السؤال ، الى متى يحمل الانسان والشاعر العراقي هذا الألم وأبجدياته ؟ أما من ضوء في نهاية النفق المعتم ؟ إن الحزن العراقي عموماً ذات طابع بنيوي يدخل في تركيبة الشخصية العراقية ، فهو أنين يمتد من سومر إلى يومنا هذا ، ويندر أن تجد شاعراً حدیثاً یخلو شعره من مضمون الحزن ، فالحزن (خبز الشعراء) كما قيل عنه ، أما الفرح والتفاؤل فهو أستثناء . وصدق الشاعر محمد الماغوط حين يقول " ليس الفرح مهنتنا " .
فـي الشـعر العراقـي المعاصـر
بقلـم / حسـين السـاعـدي
كتب بلزاك( 1799 / 1850) يقول :"الألم لا نهائي ، أما الفرح فمحدود".
قد تكون ظاهرة الألم والحزن دالة يُعرف بها الشعر المعاصر ، ولكن يتفرد بها الشعر العراقي المعاصر ، حيث شكلت هذه الظاهرة ، حالة أنفعالية ، ومركز أستقطاب ، وسمة مستديمة بارزة في نصوص الشعر العراقي المعاصر ، حتى أضحت إيقاع أستوطن ويستوطن في نفوس وقلوب الشعراء العراقيين ، المنقوعة بالألم والحزن المركب ، فنرى هذه السمة ترسم لنا رؤية وجودية مستندة الى المعاناة والألام التي يعاني منها المجتمع العراقي بمجمله . فالشاعر لسان حال مجتمعه نراه يحمل كل هذا الألم والحزن ، فهو الذاكرة الحية للمجتمع من خلال قصائده ، فلا نجد تعبيراً مكثفاً عنهما - الحزن والالم -أنعكس في النصوص الشعرية مثل ما يطرحه ، فتعبيره أشد تعبيراً عن واقع الإنسان العراقي ، فالنص الشعري العراقي يفيض بالحزن والبكائية في لغته و عاطفته وتكوينه الوجداني . فهو ينطلق من الأعماق ، ولا يكون مجرد ترف فكري ، ولا تختلف إرهاصاته في كتابة النص وأحاسيسه عن آلام المخاض والولادة .
أن ثنائية الحزن والألم شكلت نتاجاً لواقع أجتماعي يحياه الإنسان ويعاني منه . حتى أضحى هذا الواقع المحرك الأساس في عملية الإبداع الشعري التي لا تتم إلا في معادلة الحزن والألم ، فكان للبيئة الأثر في إثراء المعجم الشعري للشاعر ، فنرى الشاعر العراقي يحترق وهو يحمل فوق كاهله الفواجع ، والهموم ، والأحزان .
أن العامل الاساسي والمؤثر في الشخصية العراقية ، هو الحزن وعدم القدرة على تجسيد الروح المتفائلة ، مما جعل المبدع العراقي لا يستطيع تقديم حتى الفرح ، أو الإحساس به . ومسببات ذلك عند الشعراء متباينة ، منها العاطفية أو السياسية أو الأجتماعية . كذلك طبيعة الحزن عند الشاعر مختلفة المشاعر في رؤيته للواقع ، فالوجع الشعري مرآة لهذا الواقع ، في تعبيره عن القضايا الوطنية والأجتماعية والنفسية ومعالجتها في نصوصه الشعرية .
والشعر المعاصر يعبر بوضوح عن هذه الظاهرة من خلال نغمة الحزن التي صارت علامة فارقة تلفت الانتباه ، فتحرض الشاعر على الابداع ومنبع إلهام يعتمده في إنتاج نصوصه الشعرية ، " فالقصائد لا تولد من تحقيق ورضا وإنما تولد من الحزن والإخفاق والبحث الذي لا يُغني " ،
يتضح أن الحزن يكاد يكون قاسماً مشتركاً ومحوراً أساسياً بين شعرائنا المحدثين والمعاصرين ، التي أتسمت أشعارهم بالنزعة التشاؤمية الناتجة من الإحساس بالتأزم النفسي والشعور بالألم ، حزن عبر عنه الشاعر نزار قباني حين قال:
أنـا جـرحٌ يمشي على قدميه
وخيولي قـد هـدَّهـا الإعيـاءُ
فالشعراء تتباين دواعي حزنهم بإختلاف شخصياتهم وتكوينهم النفسي . ولكن السؤال ، الى متى يحمل الانسان والشاعر العراقي هذا الألم وأبجدياته ؟ أما من ضوء في نهاية النفق المعتم ؟ إن الحزن العراقي عموماً ذات طابع بنيوي يدخل في تركيبة الشخصية العراقية ، فهو أنين يمتد من سومر إلى يومنا هذا ، ويندر أن تجد شاعراً حدیثاً یخلو شعره من مضمون الحزن ، فالحزن (خبز الشعراء) كما قيل عنه ، أما الفرح والتفاؤل فهو أستثناء . وصدق الشاعر محمد الماغوط حين يقول " ليس الفرح مهنتنا " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق