الأحد، 19 فبراير 2017

نحن والثقافة /// بقلم الاستاذ فضل ابو النجا /// فلسطين

نحن والثقافة
التخصص يعني أن تعرف الكثير عن القليل والثقافة أن تلم من كل علم بطرف ولا يمتنع أن يكون ذلك إلى جانب التخصص . 
هل ثقافتنا كذلك نلم فيها من كل علم بطرف ؟
قطعا لا . فثقافتنا أحادية الجانب ، ننظر فيها للآخر من طرف واحد نركز على السلبيات ونتغاضى عن الإيجابيات ونضرب بها عرض الحائط
فنقدح ونذم ونفرق ولا نلم بلا روية ولا تأن ولا فهم فنتجنى ولا نتأنى وما ذلك إلا قصور ونقص منا .
هل من المعقول أن يقدح أصحاب هذا المذهب بالآخر ويركزون على مسألة ويتركون الباقي
النقد حسب الأصول يتناول المبدأ وليس على التطبيق ، فالتطبيق بشري لا بد أن يلحقه القصور والتقصير من الناقد والمنقود ألا إذا أحدهم معصوما وهذا محال ومتصر على الأنبياء فالله هو من يعصمهم .
إن أغلب مايكتب في قدح الآخرين ليس مبنيا على دراسة كتبهم بل رجما بالغيب واعتمادا على معلومات قليلة بل نادرة كتبها عنهم غيرهم ،والمثال الصارخ ماكتب عن المعتزلة فلن يعثر على كتبهم ، كتاب واحد عثر عليه باليمن قريبا عند ترميم مسجد اثري قد ، فمن جاء نقدهم وكيل القدح لهم ؟
إن الآخر في ثقافتنا مبتلى ومنبوذ وقد يكون أفضل منا بدرجات وربما ولا نملك لحجته ردا سوى العنصرية.
راحعت أحدهم عن فقرة من منشوره وهل كتبها مستندا ألى معلومات ، قال لا ، ليس هناك دراسة أو معلومات حول ذلك .
فكيف كتب ماكتب بدون معلومات ، يظهر أن الرجم بالغيب جزءا يعتمد عليه المثقفون في كتاباتهم ، وذلك مايقدح في الثقافة.
وللأسف أن معين ثقافتنا أخذ ينضب والجداول التي ترفدها جفت ، ونمتاح من القديم الذي قد يصلح ولا يصلح لعصرنا .
اترك بعث سبل بعث الحياة في الثقافة لمن شاء
واللى اللقاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق