الأحد، 19 فبراير 2017

عدوى الإبداع /// بقلم الاستاذ صلاح البابلي /// العراق

عدوى الإبداع...
هناك كثيرٌ من الأصدقاء والأساتذة يؤمن بمقولة دوستويفسكي ان هناك عدوى ابداعية تنتقل لا إراديّاً من المبدع الى المتلقي بحيث يُعجب المتلقي أو يتماهى مع ما بثّه المبدع من فكره أو سمّها ماشئت في نصٍّ ما..
هل هذا صحيح ؟
هنا ينبغي النظر الى قضيّةٍ جوهريّةٍ ذات وجهين 
الوجه الأوّل هو مدى عقلانيّة هذا الإعتقاد
والثاني هو كيف يمكن أن تُعيد (العدوى ) انتاج نفسها..
الوجه الأول ..
هذا الإعتقاد كما أراه غير عقلاني بتاتاً اذا كنّا نبحث أساساً عن بُنية معرفية يمكن أن تكون ركيزة عقلية لوصف سلاسل التأثير وتوالد التأثير 
في هذه العدوى المزعومة أو إنشاء قاعدةٍ عليا 
تكتشف سيرورة الإحتمالات المعرفية المتعددة 
لأقنية الترشيح داخل وعي (المتأثّر) العقلي وبمختلف المستويات في كل نظامٍ ابستيمولوجي 
بمحمولاته الخارجية ومجالي ظهورها.
الوجه الثاني ..
هنا لابد من الرجوع الى اللغة بوصفها الكيان القابل الذي تُمارس به ومن خلاله عملية انتاج التأثير .
وأحيل بهذا الصدد الى قول دريدا ان اللغة هي الوسط الذي تُمارسُ فيه لعبة الحضور والغياب 
ولهذا نستطيع أن نحدد ثلاثة أركانٍ رئيسية 
في هذه الجملة .
حضور، موثّر
لعبة، أثر 
غياب ، متأثّر.
فالمبدع وفق ما أراه هو غياب مقصود لذاته وتمترس خلف ظاهرة الصوت، الكتابة 
وهذه الظاهرة تعيد انتاج نفسها بمستويات متعددة في غياب .. حضور مضمر، أو هو حضور اجمالي في مجلى بروز أثر هذه اللعبة 
اعتماداً على الأقنيةِ العقلية المرشحة للمعلومات الخارجية في وعي المتلقي 
وفق منظومة التوالد الذاتي في البنية اللغوية 
وهنا 
تكون اللغة هي الركيزة العقلانية في عملية خلق صور التأثّر في كل مجالي ظهورها .
ولا دخل لمفاهيم فوقية في انتاج هذا التأثير.
---صلاح النبهاني---

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق