الوطنية قاموس العناوين
—————————
هل الوطنية فسيلة
ممكن غرسها في أي بستان
أم هي فصيلة دم ينتمي إليها البدن
هل هي عطر تستنشقه
من قارورة تقطر على الليالي والأيام
أم ثقل يتحمله ظهر الإنسان
هل هي ضمن الحواس الخمس
لتكون السابعة بعد السادسة
أو الأولى قبل كل إحساس
هل هي نطفة تجر الحبل السري للوليد
أم حبر يُكتب به لتُنظم هوية الأحوال الشخصية٠
ما أعرف لِمَ تكثر الاسئلة عندما نذكر الوطن
هل هي جغرافية وحدود
أم تضاريس الأرض وفضاء بلا سماء
ماذا لو أنتقل الناس الى كوكبٍ آخر
ويبقى الوطن مفتحة المنافذ والأبواب
دبيب النمل وصهيل الخيول ترسم عاصمته المتمركزة في وسط القلوب
أنا مواطن عادي جداً ولا يعرفني أحد
لكن عندي مفردات أكتبها بكميات تفوق المداد
أذكر الوطن أكثر مما أقوله عن أمي وحبيبتي
أو حتى عن قلبي الخافق
قد يكون معقولاً لأني مجنون هذا البلد
الوطن العاقل الرزين لا يحب أحداً
لا يقول يوماً أني أهواك يا منْ على أرضه تمشون٠٠
قد يكون الجواب أغبى من السؤال
ينفرد بشرود الذهن الى ما وراء طبقات الغيوم ،
مجرد أمنية من هذه الغيوم
مطر يهطل أو يشتتها الرّيح وشمس الكون٠٠
تلك إذن هي فوضى العارمة للكلام
يتشعب على الوطن الإنتساب
تارة لله ، للدين ، للأحزاب ، للعسكر ،
للدكتاتور الذي يحكم بقبضة من فولاذ..
لله درك يا وطن
كم أنت صغير بقدر قبضة رأس القلم ويتطرف بك الفكر
أو تكون بحجم القلب القابع خلف قبضة الأضلاع
وأسلاك الشرايين الشائكة..
الأرض نفس الأرض
والناس نفس الناس
والوقت نفس الوقت
إلا ترابك يبقى يتنقل بين الرفات بكل غرور وإباء
سحقاً لتوابيت تنقل الأجساد بلا وعيٍ
هراء الخشب الذي يصمت بوجه الأرواح
وهي تحوم حول صورةٍ معلقة على عمود قنديل
تحت شمس الوطن
هكذا الوطن يبقى معلقاً
مع ألواح الراحلين
يذكر فيها تأريخ الميلاد قبل تأريخ الوفاة٠٠
""""""""""""
عبدالزهرة خالد
البصرة ٢١-٨-٢٠١٧
—————————
هل الوطنية فسيلة
ممكن غرسها في أي بستان
أم هي فصيلة دم ينتمي إليها البدن
هل هي عطر تستنشقه
من قارورة تقطر على الليالي والأيام
أم ثقل يتحمله ظهر الإنسان
هل هي ضمن الحواس الخمس
لتكون السابعة بعد السادسة
أو الأولى قبل كل إحساس
هل هي نطفة تجر الحبل السري للوليد
أم حبر يُكتب به لتُنظم هوية الأحوال الشخصية٠
ما أعرف لِمَ تكثر الاسئلة عندما نذكر الوطن
هل هي جغرافية وحدود
أم تضاريس الأرض وفضاء بلا سماء
ماذا لو أنتقل الناس الى كوكبٍ آخر
ويبقى الوطن مفتحة المنافذ والأبواب
دبيب النمل وصهيل الخيول ترسم عاصمته المتمركزة في وسط القلوب
أنا مواطن عادي جداً ولا يعرفني أحد
لكن عندي مفردات أكتبها بكميات تفوق المداد
أذكر الوطن أكثر مما أقوله عن أمي وحبيبتي
أو حتى عن قلبي الخافق
قد يكون معقولاً لأني مجنون هذا البلد
الوطن العاقل الرزين لا يحب أحداً
لا يقول يوماً أني أهواك يا منْ على أرضه تمشون٠٠
قد يكون الجواب أغبى من السؤال
ينفرد بشرود الذهن الى ما وراء طبقات الغيوم ،
مجرد أمنية من هذه الغيوم
مطر يهطل أو يشتتها الرّيح وشمس الكون٠٠
تلك إذن هي فوضى العارمة للكلام
يتشعب على الوطن الإنتساب
تارة لله ، للدين ، للأحزاب ، للعسكر ،
للدكتاتور الذي يحكم بقبضة من فولاذ..
لله درك يا وطن
كم أنت صغير بقدر قبضة رأس القلم ويتطرف بك الفكر
أو تكون بحجم القلب القابع خلف قبضة الأضلاع
وأسلاك الشرايين الشائكة..
الأرض نفس الأرض
والناس نفس الناس
والوقت نفس الوقت
إلا ترابك يبقى يتنقل بين الرفات بكل غرور وإباء
سحقاً لتوابيت تنقل الأجساد بلا وعيٍ
هراء الخشب الذي يصمت بوجه الأرواح
وهي تحوم حول صورةٍ معلقة على عمود قنديل
تحت شمس الوطن
هكذا الوطن يبقى معلقاً
مع ألواح الراحلين
يذكر فيها تأريخ الميلاد قبل تأريخ الوفاة٠٠
""""""""""""
عبدالزهرة خالد
البصرة ٢١-٨-٢٠١٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق