الأحد، 27 أغسطس 2017

بين اللغة والنص الأدبي / أين يكمن أعجاب القاريء // بقلم الاستاذ سعد الساعدي // العراق

بين اللغة والنص الأدبي ..أين يكمن اعجاب القاريء ؟
؛؛-؛؛-؛؛-؛؛-؛؛-؛؛-؛؛-؛؛-؛؛-؛؛-؛؛-؛؛-؛؛-؛؛-؛؛-؛؛-؛؛-؛؛-؛؛
سعد الساعدي
تعد لغة الأدب لغة خاصة غنية بمفرداتها واسلوبها حين يبدأ الأديب - الكاتب بالاسترسال ، والانتقال شيئا فشيئا من مرحلة إلى أخرى وهو يرسم ما يريد ايصاله للمتلقي عبر اية وسيلة إعلامية ، وسواء كان هذا الكاتب شاعرا أو قاصا أو ناقدا أو أي ممن يكتب لتقرأ له الجماهير ..
والذي آثار انتباهي لاسطر هذه الكلمات وأحاول اختصارها جدا، ما اقرأه يوميا في المواقع الإلكترونية أو عليها او بين صفحاتها من كتابات ( اخجل اللغة العربية الفصحى ) كتابها وهم يرصفون الكلمات رصفا مبعثرا لاسيما من يتوهم انه يكتب شعرا عموديا فصيحا يفتقر لأبسط موازين الشعر -حتى العامي - وليس الفصيح .
كثيرون ممن يكتبون الشعر باجادة ومهارة وتقنية عالية جدا ، وحين تسأله عن شعره يجيبك بأنه ليس بشاعر إنما هي محاولات لكتابة كلمات موزونة يستأنس بها كاتبها أولا ، ويحاول إمتاع القاريء بما اوتي من مهارة في السبك والنقش على ورقته البيضاء .
وقد لاحظ غيري كما لاحظت انا تلك السذاجة والفوضى في كتابات البعض بين أخطاء إملائية وافتقار الوقوف على الوزن والقافية ناهيك عن الابتعاد كل البعد عن بحر الشعر ، وهنا مقصودي ليس القصيدة النثرية أو السردية الحديثة في الشعر إنما القصد هو الشعر العمودي ومن يدعي كتابته من المحدثين ،والاعحب من ذلك من يطلقون كلمات الثناء والإعجاب على شيء غير مفهوم البتة ، لمجرد كتابة بعض العبارات : 
رائع..مبدع ..يسلم نبض حرفك ....وأي حرف هذا الذي كتبت به كلمات مشوهة المعنى تحتاج من يفسرها لكاتبها أولا قبل القاريء ، وهنا تذكرت أحد الأصدقاء الأطباء حين كتب وصفة طبية لتصرف من صيدلية مجاورة أيضا صاحبها صديق قديم ، كتب الطبيب وصفته وتعذر على الصيدلي قراءة احد مواد الوصفة فاعادها مع المريض ليوضح ما كتب الطبيب ، إلى هنا الأمور جيدة جدا ولكن الذي حصل أن صديقنا الطبيب جاء إلى الصيدلية و سأل صديقنا الصيدلي مستفهما عن الذي لم يستطع قراءته في الوصفة الطبية ( طبعا السبب هو رداءة الخط وكأنه رموز وطلاسم ) قال الطبيب : المادة الاولى كذا والثانية كذا والثالثة كذا والرابعة ...هنا توقف صديقنا الطبيب ولم يعرف ما كتب وقاطعه الصيدلي قائلا : 
هي هذه المادة الرابعة غير مفهومة .. أجاب الطبيب اتركها فهي غير مهمة !! وعذرا لصديقنا الذي لم يستطع معرفة خط يده !!
ونحن أيضا نقول لمن يكتب طلاسم شعرية غير مفهرسة : ليست المادة الرابعة غير مفهومة بل كل المواد ، تاهت علينا قبل غيرنا ..
واشير هنا لزملائنا المشرفين على بعض الصفحات في مواقع التواصل التي أصبحت الكتابات مقروءة فيها قبل أي كتاب وصحيفة ومجلة ، أقول لهم تابعوا ما يكتب قبل النشر حتى توضع كلمة الإعجاب . . ورائع .. وجميل في مكانها ولمن يستحقها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق