خاطرة بعنوان : (هنا دمشق/من ديوان: من قلب القبطان/ لعلاء طبال)
...
هنا دمشق 1"(من وحي كتاب هكذا تكلم زرادشت للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه)"
...
كلٌ يصيح لكن لا أحد يسمع أو يفقه كلٌ يغني في حمر لياليه و ما أدركوا أن لياليهم كالحة سوداء كبياض راياتهم السوداء كلٌ يقرع الطبول لهتك أثمن ما في النفوس .
كأن نيتشه هنا يتكلم عن ما آلت إليه الحياة في دمشق أو 2"الرايخ الألماني", لا فرق فالأرض واحدة.... إن من أشد الصعاب و أكثرها جسامةً و وطأةً على الإنسان هي أن يشعر أنه غريبٌ في وطنه, أن يشعر بأنه رهينٌ تحت جلده و جلده رهينٌ فوق وطنه, هذه الصعوبة تكون أشد و أقسى من ذلك عندما تصبح حالةً شبه دائمة في سجنٍ بلا جدران, هي حالة يعيشها الشبان و الشابات السوريين و السوريات في معتقلٍ اسمه دمشق, هي حالةٌ خبرها كثر كنيتشه فكان يشعر بالغربة في وطنه يشعر بأنه ميتٌ دونما كفن فبقينا و بقي هو وحده تماماً 3"كأبو ذر", لذلك لم يكن من المستغرب بالنسبة لي أن يطلق نيتشه و نحن عقيرتنا : 4"(أيتها الغربة أنتِ وطني)", لكن كل عجبي و استغرابي أن نموت لوحدنا كأبو ذر و فجيعتي أن نموت حتى بلا عصا حتى أبو ذر مات مع عصاه.... صدق من قال :
5"(بلادنا اكتست بالسواد و الأكفان
حزناً على الإنسان)"
هنا السرداب, هنا دمشق...
هكذا تكلم 6"حافي القلب", عندما انتهى من الكلام طفرت دموعه ضاحكةً و صاحت : لقد تحررت أخيراً.......
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1: صفحة 212 و 213 من كتاب هكذا تكلم زرادشت :
أما هنالك فكل شيء يتكلم و لا سميع, فإذا ما أذاع أحدٌ فضائله بقرع الأجراس خنق الدويّ في الساحات رنين الفلوسالكبيرة تقلبها أيدي البائعين.
و هنالك يتكلم الكل و ليس من أحد يفهم ما يقال .
فكل شيء يقع في المياه الجارية و لا يتسرب شيء إلى أعماق منابعها.
هنالك كل شيء يتكلم و لا شيء يبلغ نجاحاً أو تكاملاً
كلٌ يصيح و ليس من يرضى باحتضان البيوض في الأعشاش, كلٌ يتكلم و كل كلامٍ متراحٍ مديد, و ما كان يقسو من البيان على أفواه أبناء الأمس أصبح ليناً تلوكه الأشداق في هذا الزمان .
هنالك كل ٌ يتكلم و لم يبقَ من مستورٍ لم ينهك, فما كان يعد بالأمس سراً كميناً في أعماق النفوس تتناوله اليوم مقارع الطبول و حناجر الصائحين, فيا للطبيعة البشرية, ما أنتِ إلا ضجة في المسالك المظلمة.........
2: هو الاسم الرسمي لألمانيا في الفترة من 1871م حتى 1945م باللغة الألمانية و الرايخ (Reich)
تعني : (إمبراطورية أو مملكة)
3 : المقصود هنا أبو ذر الغفاري أحد صحابة رسول الله (ص)
4: صفحة 211 من كتاب هكذا تكلم زرادشت, ترجمة :فليكس فارس
5:للشاعر العراقي الكبير أحمد مطر من قصيدته : (مُقَاوَمٌ بالثرثرة)
6: إنسان أتى في غير أوانه و في غير مكانه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
...
هنا دمشق 1"(من وحي كتاب هكذا تكلم زرادشت للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه)"
...
كلٌ يصيح لكن لا أحد يسمع أو يفقه كلٌ يغني في حمر لياليه و ما أدركوا أن لياليهم كالحة سوداء كبياض راياتهم السوداء كلٌ يقرع الطبول لهتك أثمن ما في النفوس .
كأن نيتشه هنا يتكلم عن ما آلت إليه الحياة في دمشق أو 2"الرايخ الألماني", لا فرق فالأرض واحدة.... إن من أشد الصعاب و أكثرها جسامةً و وطأةً على الإنسان هي أن يشعر أنه غريبٌ في وطنه, أن يشعر بأنه رهينٌ تحت جلده و جلده رهينٌ فوق وطنه, هذه الصعوبة تكون أشد و أقسى من ذلك عندما تصبح حالةً شبه دائمة في سجنٍ بلا جدران, هي حالة يعيشها الشبان و الشابات السوريين و السوريات في معتقلٍ اسمه دمشق, هي حالةٌ خبرها كثر كنيتشه فكان يشعر بالغربة في وطنه يشعر بأنه ميتٌ دونما كفن فبقينا و بقي هو وحده تماماً 3"كأبو ذر", لذلك لم يكن من المستغرب بالنسبة لي أن يطلق نيتشه و نحن عقيرتنا : 4"(أيتها الغربة أنتِ وطني)", لكن كل عجبي و استغرابي أن نموت لوحدنا كأبو ذر و فجيعتي أن نموت حتى بلا عصا حتى أبو ذر مات مع عصاه.... صدق من قال :
5"(بلادنا اكتست بالسواد و الأكفان
حزناً على الإنسان)"
هنا السرداب, هنا دمشق...
هكذا تكلم 6"حافي القلب", عندما انتهى من الكلام طفرت دموعه ضاحكةً و صاحت : لقد تحررت أخيراً.......
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1: صفحة 212 و 213 من كتاب هكذا تكلم زرادشت :
أما هنالك فكل شيء يتكلم و لا سميع, فإذا ما أذاع أحدٌ فضائله بقرع الأجراس خنق الدويّ في الساحات رنين الفلوسالكبيرة تقلبها أيدي البائعين.
و هنالك يتكلم الكل و ليس من أحد يفهم ما يقال .
فكل شيء يقع في المياه الجارية و لا يتسرب شيء إلى أعماق منابعها.
هنالك كل شيء يتكلم و لا شيء يبلغ نجاحاً أو تكاملاً
كلٌ يصيح و ليس من يرضى باحتضان البيوض في الأعشاش, كلٌ يتكلم و كل كلامٍ متراحٍ مديد, و ما كان يقسو من البيان على أفواه أبناء الأمس أصبح ليناً تلوكه الأشداق في هذا الزمان .
هنالك كل ٌ يتكلم و لم يبقَ من مستورٍ لم ينهك, فما كان يعد بالأمس سراً كميناً في أعماق النفوس تتناوله اليوم مقارع الطبول و حناجر الصائحين, فيا للطبيعة البشرية, ما أنتِ إلا ضجة في المسالك المظلمة.........
2: هو الاسم الرسمي لألمانيا في الفترة من 1871م حتى 1945م باللغة الألمانية و الرايخ (Reich)
تعني : (إمبراطورية أو مملكة)
3 : المقصود هنا أبو ذر الغفاري أحد صحابة رسول الله (ص)
4: صفحة 211 من كتاب هكذا تكلم زرادشت, ترجمة :فليكس فارس
5:للشاعر العراقي الكبير أحمد مطر من قصيدته : (مُقَاوَمٌ بالثرثرة)
6: إنسان أتى في غير أوانه و في غير مكانه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق