ماهية البلاغة والتعبير
داخل النص النثري
ورقة نقدية
على طاولة الشاعر العراقي
قاسم سهم الربيعي .
تقول نازك الملائكة.
لا بد لنا أن نعرف أن هناك وجود ما ورابطة خفية بين الشاعر ولغته التي يستعملها في نظم الشعر وتلك رابطة يختص بها الأديب الناثر والشاعر الماهر هو الذي يبقي لغته الشعرية سر وجوده وخلوده.
من أجل الذات وذات الآخر يقدم لنا الشاعر العراقي قاسم سهم هذا الترابط المبذول بكل بلاغة المجاز وقوة الخلق. ..
وهنا بالذات كل ما يمكن أن يسمح بالقول عنه أن الكينونة الفاعلة في هذا المنجز السفلي الذي يدعو إلى السفر والسياحة في عوالم ما وراء الضوء. العوالم التي تجري فيها الأنهار المعتمة بالآهات
والحسرات والخسارات الهشة.
كل ما يسمح القول عن هذا النص هي البيئة المكتظة بكل مواسم الاِتساق بخطيئة الوجود. الخطيئة التي تباغت المعنى وتقدم المفاجأة لكل معني بالأشواك. رافضة استثمار الفرح في حدائق الوجود.
نص يُسخر المجاز عبر بلاغة الوصف. نعم انه بلا شك يمثل خطاب النصوص الذي يحمل من الأسئلة ما يسع كل المغامرات وجميع معاني السفر.
أسئلة الماهية التي تنطوي على مدخلين. .
1- الوجود وحقيقته
2_ والعدم ونتيجته .
وهذان المدخلان يقودان الفكر إلى التفاعل. ..مع طرح الفكرة
والخوض في بلاغة المجاز القادم من كلاسيكية التأويل. وبلاغة الجدل الدلالي والتأويلي معاً.
ماهية يحرص الكثير من الأدباء والكتاب المُحدثّين للشعر أن يُمارسوا هذا النمط الحداثوي المّمزوج بنكهة الجذور اللغوية.
نمط لا يخلو من التأويل والدلالات اللا متناهية .
،،على مشارف الأفول، ،
نص الشاعر الذي أراد أن يعبر وعبر ممرات هذا النص إلى عوالم وخصائص الاختلاف. ..وجهة نظر نص مغاير. .
يوجه الحس والإحساس الباطن للماهية اللافته للكلاسيكية الملونة بالشجن والألم الإنساني.
تلك الكلاسيكية التي تعالج جرح الواقع. ..
بمطهرات وأدوية اللغة .
وهي من العلاجات الأدبية التي تحاول التخفيف من الألم المستبد والغياب. .وجراحات الذكريات بواقع الواقع.
،،على مشارف الأفول، ،
النص الذي يعري القشريات الخارجية للحياة
ويقدم الذهنيات المتشابكة عبر الضروريات الواهنة والخيبات التي تتسارع مثل ظل صبغ بالمأساوية الإنسانية الضائعة
على مشارف الأفول نص الضياع
ونص التيه. ونص السفر الذي يجر محطاته صوب اللا عودة.
على مشارف الأفول
ترجمة حقيقية الشعر اضناها القحط الطويل .
واليباس الذي كان عارفاً بذات اللهب .اللهب الذي لا دخان له .
قاسم الربيعي الشاعر الذي يقدم
نوارسه بشكل العودة. ..والرجوع الذي يحمل غنائية الحزن . الحزن الذي انكرته شواطئ الفرح.يعود بكل نوارسه التي اقسمت بتلك الاِشرعة والمرساة. هي ذاتها التي عانقت المأساة حد انفجار الاِفكار وتشظي الخلجات وتشذر الأضلع ما بين جهات الاِختزال. ..والترحال اللاهث صوب قيامة اليقظة. .. اليقظة التي تحاول الرجوع للحلم الذي يعاود الاِحتراق
لكن من دون جدوى الأمل.
على مشارف الأفول
نص لا مناص منه هكذا أحب الشاعر قاسم سهم أن يترك فجوة الخاتمة تجوب شوارع الجوع التأويلي وتجر المأساة من يد الطريق صوب الفجيعة، والخيبات النافثة هي ذاتها التي تنفخ التلاشــي ومثل أي أفول ...يكتب نهاية الوقوع وبلا قناعة الماء. ..يبقى اليباس هو سيد الأرض الواسعة.
النص :
قاسم سهم الربيعي
،، على مشارفِ الأفولِ ،،
أجْدبَ الربيعُ..
أيْنعَ الخريفُ...
عادتِ النوارسُ مثقلةً
بشواظِ السنين..
أنكرتها الشطآن ُ…
طيورُ السنونو هجرت أعشاشها..
دون رجعة…
أشرعةٌ ممزقةٌ ..
مرساةٌ ضائعةٌ…
دوامةُ أمواجٍ تتقاذفني...
مكنوناتٌ قلقةٌ..
أفكارٌ مضطربةٌ..
رأسٌ لايستقرُ على شيءٍ..
خلجاتٌ تنفثُني في فضاءاتِ
العدمِ…
أهربُ مني ..إليَّ..
لامنجاةً…
ألوذُ بجلبابِ خيباتي..
علَّها تُسعفني ..
أتكيءُ على ظلي..
أتعلقُ بخيوط أوهامٍ
واهنةٍ…
أأضللتُ الطريقَ؟..
ام الطريقُ أضَّلني ؟…
خرائطُ شقوقِ أرضٍ
أضناها الظمأُ ..
رُسِمَتْ على ملامحي..
مشوبةٌ ببؤسِ القحطِ…
"وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سدوله..." ١
يعزفُ لحنَ عُواءٍ ..
يختلجُ بين الأضلُعِ…
رياحُ البينِ تختزلُ
أفراحي…
تدكدكَ العمرُ مؤذناً بالرحيلِ..
لامناص ؟!…
الهامش:
١- شطر بيت من معلقة امريء القيس.
_______________________
أحمد المالكي
الفرات الأوسط العراق
2017/8/22
داخل النص النثري
ورقة نقدية
على طاولة الشاعر العراقي
قاسم سهم الربيعي .
تقول نازك الملائكة.
لا بد لنا أن نعرف أن هناك وجود ما ورابطة خفية بين الشاعر ولغته التي يستعملها في نظم الشعر وتلك رابطة يختص بها الأديب الناثر والشاعر الماهر هو الذي يبقي لغته الشعرية سر وجوده وخلوده.
من أجل الذات وذات الآخر يقدم لنا الشاعر العراقي قاسم سهم هذا الترابط المبذول بكل بلاغة المجاز وقوة الخلق. ..
وهنا بالذات كل ما يمكن أن يسمح بالقول عنه أن الكينونة الفاعلة في هذا المنجز السفلي الذي يدعو إلى السفر والسياحة في عوالم ما وراء الضوء. العوالم التي تجري فيها الأنهار المعتمة بالآهات
والحسرات والخسارات الهشة.
كل ما يسمح القول عن هذا النص هي البيئة المكتظة بكل مواسم الاِتساق بخطيئة الوجود. الخطيئة التي تباغت المعنى وتقدم المفاجأة لكل معني بالأشواك. رافضة استثمار الفرح في حدائق الوجود.
نص يُسخر المجاز عبر بلاغة الوصف. نعم انه بلا شك يمثل خطاب النصوص الذي يحمل من الأسئلة ما يسع كل المغامرات وجميع معاني السفر.
أسئلة الماهية التي تنطوي على مدخلين. .
1- الوجود وحقيقته
2_ والعدم ونتيجته .
وهذان المدخلان يقودان الفكر إلى التفاعل. ..مع طرح الفكرة
والخوض في بلاغة المجاز القادم من كلاسيكية التأويل. وبلاغة الجدل الدلالي والتأويلي معاً.
ماهية يحرص الكثير من الأدباء والكتاب المُحدثّين للشعر أن يُمارسوا هذا النمط الحداثوي المّمزوج بنكهة الجذور اللغوية.
نمط لا يخلو من التأويل والدلالات اللا متناهية .
،،على مشارف الأفول، ،
نص الشاعر الذي أراد أن يعبر وعبر ممرات هذا النص إلى عوالم وخصائص الاختلاف. ..وجهة نظر نص مغاير. .
يوجه الحس والإحساس الباطن للماهية اللافته للكلاسيكية الملونة بالشجن والألم الإنساني.
تلك الكلاسيكية التي تعالج جرح الواقع. ..
بمطهرات وأدوية اللغة .
وهي من العلاجات الأدبية التي تحاول التخفيف من الألم المستبد والغياب. .وجراحات الذكريات بواقع الواقع.
،،على مشارف الأفول، ،
النص الذي يعري القشريات الخارجية للحياة
ويقدم الذهنيات المتشابكة عبر الضروريات الواهنة والخيبات التي تتسارع مثل ظل صبغ بالمأساوية الإنسانية الضائعة
على مشارف الأفول نص الضياع
ونص التيه. ونص السفر الذي يجر محطاته صوب اللا عودة.
على مشارف الأفول
ترجمة حقيقية الشعر اضناها القحط الطويل .
واليباس الذي كان عارفاً بذات اللهب .اللهب الذي لا دخان له .
قاسم الربيعي الشاعر الذي يقدم
نوارسه بشكل العودة. ..والرجوع الذي يحمل غنائية الحزن . الحزن الذي انكرته شواطئ الفرح.يعود بكل نوارسه التي اقسمت بتلك الاِشرعة والمرساة. هي ذاتها التي عانقت المأساة حد انفجار الاِفكار وتشظي الخلجات وتشذر الأضلع ما بين جهات الاِختزال. ..والترحال اللاهث صوب قيامة اليقظة. .. اليقظة التي تحاول الرجوع للحلم الذي يعاود الاِحتراق
لكن من دون جدوى الأمل.
على مشارف الأفول
نص لا مناص منه هكذا أحب الشاعر قاسم سهم أن يترك فجوة الخاتمة تجوب شوارع الجوع التأويلي وتجر المأساة من يد الطريق صوب الفجيعة، والخيبات النافثة هي ذاتها التي تنفخ التلاشــي ومثل أي أفول ...يكتب نهاية الوقوع وبلا قناعة الماء. ..يبقى اليباس هو سيد الأرض الواسعة.
النص :
قاسم سهم الربيعي
،، على مشارفِ الأفولِ ،،
أجْدبَ الربيعُ..
أيْنعَ الخريفُ...
عادتِ النوارسُ مثقلةً
بشواظِ السنين..
أنكرتها الشطآن ُ…
طيورُ السنونو هجرت أعشاشها..
دون رجعة…
أشرعةٌ ممزقةٌ ..
مرساةٌ ضائعةٌ…
دوامةُ أمواجٍ تتقاذفني...
مكنوناتٌ قلقةٌ..
أفكارٌ مضطربةٌ..
رأسٌ لايستقرُ على شيءٍ..
خلجاتٌ تنفثُني في فضاءاتِ
العدمِ…
أهربُ مني ..إليَّ..
لامنجاةً…
ألوذُ بجلبابِ خيباتي..
علَّها تُسعفني ..
أتكيءُ على ظلي..
أتعلقُ بخيوط أوهامٍ
واهنةٍ…
أأضللتُ الطريقَ؟..
ام الطريقُ أضَّلني ؟…
خرائطُ شقوقِ أرضٍ
أضناها الظمأُ ..
رُسِمَتْ على ملامحي..
مشوبةٌ ببؤسِ القحطِ…
"وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سدوله..." ١
يعزفُ لحنَ عُواءٍ ..
يختلجُ بين الأضلُعِ…
رياحُ البينِ تختزلُ
أفراحي…
تدكدكَ العمرُ مؤذناً بالرحيلِ..
لامناص ؟!…
الهامش:
١- شطر بيت من معلقة امريء القيس.
_______________________
أحمد المالكي
الفرات الأوسط العراق
2017/8/22
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق