الاثنين، 21 أغسطس 2017

معزوفة البقاء / بقلم الشاعر الاستاذ : عبد الجبار الفياض // العراق

معزوفةُ البقاء
كيف هو ؟
ولا يكون
عيونُ أوديب تُريه العالمَ مقلوباً !
زمنٌ غادرَ مكانَه
انسلاخ
ليستِ الأشياءُ هي . . .
ترسياس*
ماذا حلَّ بطيبة ؟
. . . . .
فَقَدَ الملحُ بصمتَهُ على أرغفةِ الخُبز
ذرّاتٍ ملوّنةً على أصابعِ الشّيكولاته . . .
خرَجَ من كؤوسِ الويسكي لسانٌ
يلعنُ الجّهاتِ الأربعة . . .
في كفِّ ديموزي
يبحثُ الطّينُ عن خطوطِ الطّولِ والعرْض . . .
فهلْ هي ذاتُ الأرض ؟
ذاتُ السّماء ؟
هل أقفلَ القمرُ منازلَهُ ؟
غسلتِ الشّمسُ ذوائبَها في بحيرةِ البَجع ؟
وشاحتْ . . .
. . . . .
استنهرَ البَحرُ
ابتلعتِ الحيتانُ رملَ الصّحراء . . .
السّندُبادُ
يجمعُ بيضَ النّوارس
القواقع
المحار
سفينتُهُ غصّتْ بظمأِ الموْج
تناثرَتْ مواويلَ على شاطئ . .
. . . . .
عادَ النّخاسون بعسلِ التّرغيب لبضاعةٍ
فسُدَ أحسنُها . . .
خرّاصون
يصبغونَ الأرقامَ بلونٍ رماديّ . . .
وعّاظُ
يحملونَ مَكراً بحجمِ السّامريّ
وخسةِ شايلوك . . .
مشاعلَ في النّهارِ
يبحثون عن جياعِ النّمل . . .
ليلُهم
لباسٌ بلا أزرار . . .
. . . . .
أيُّها هذا الذي حملتَ الأمانة عن طيبةِ خاطر . . .
أيّةُ لحظاتٍ أنتَ فيها ؟
أما زلتَ في أحسنِ تقويم ؟
أمْ حذفوا
عينيْكَ وأذنيْك من خِلاف ؟
نصفاً لنصف
في دائرةٍ مُغلقة . . .
أليسَ كذلك ؟
. . . . .
مانديلا
أحسَّ أنّ شرايينَهُ تنبضُ خارجَ جَسدِه . . .
كانَ حافياً
احتذى ظلمتَه
وخرجَ
يعانقُ طفولةَ فجر . . .
لا أفضلَ مَنْ أنْ تكونَ معادياً للأقفال . . .
. . . . .
عزمَ لوركا أنْ يودعَ آخرَ قصائِدِه بُقعاً من رفضٍ على حائطٍ آيلٍ إلى سقوط . . .
كتبَها ميتاً
كانَها آخرَ القصائد !
. . . . .
لم تكُنْ ابنَ خطيئةٍ أنت
فقد اعترفَ الألمُ بذنبِه . . .
لا تبعْ موتَكَ ليومٍ بلا إسم
ليسَ وحدَكَ
مَنْ تنفّسَ برئةٍ مثقوبة
حملَ زمنَهُ المنخنقَ على كتفٍ من خوف . . .
. . . . .
أوصى سيزيفُ بصخرتِهِ قبلَ أنْ يموت
يحملُها عاشقٌ
تسلّقَ حبلَهُ السرّيّ نحو الشّمس . . .
لم يشعرْ بخيْبة
حتى لو استبدلَ الظّلامُ ثوبَهُ بعصا غليظةٍ كُلَّ صباح . . .
الموتُ تُراب !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
آب / 17
*كبير الكهنة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق