الجسرُ القديم
...............
كانَ موعداً عند الصخرةِ التي تحتضنُ ضفةَ النهرِ العتيقِ حيث تيبّستْ المواعيدُ وهاجرتْ أسرابُ الطيورُ الجميلةُ مرافىءَ الإنتظارِ، تلمّستُ بقايا العشبِ وقد تيبّسَ فاقداً نضارتَه، ظمأ ذلك النهرُ َ وصارَ الرملُ يباغت أوصالَه المثقلةَ بالذكرياتِ الحالمةَ حين كان يسيرَ هادئاً على خارطةِ الزمنِ الجميلِ، الجسرُ القديمُ مازال محنيَّ الظهرِ يبحثُ عن موالٍ طالما ردّدته الأطيارُ على صفحاتِ الماءِ، عدتُ أختزن ألماً الى أن يحينَ الموعدُ القادمُ لجرحٍ جديدٍ لا يتّسعُ له القلبُ، وأرسم على ظلِّ الجدارِ المتبقي من ملامحِ بستانٍ أكلتهُ عواملُ الضياعِ خارطةً لوطنٍ أجمل وجسراً يُوصلُ صوتَ الوجدانِ الى قلب المعادلةِ المفتوحةِ، تقاسمني فيه قلوبُ العاشقين .........
.......................
عزيز السوداني
العراق
............................
اللوحة للفنان العراقي القدير صالح بغدادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق