الجمعة، 17 أغسطس 2018

سأبقيكَ نَدِّيا // الشاعر : ستار مجبل طالع // العراق

سأبقيكَ نَدِّيا
إسعَ إليَّ سعيَّ ملهوفا كلَّ يومٍ سبعاً
واجعلني مئآلَ سعيكَ
شامةٌ في وجهِ حسناءِ
وأنصفني وأنتَ في أسوءِ حالاتكَ
آتييكَ نِعَمَ الحياةِ غراءَ
أنصفني لاُحرركَ مِنْ تلابيبِ الشَّكِ والريبةِ
لاُسكِتَ صوتَ الإحباطِ الآتيَّ من هنا وهناكَ
وأحثُكَ في المسيرِ لتواصلَ رغمَ الألمِ
لا تُفكِرْ لحظةً ، أن تتراجعَ بعدَ شروعِ المسيرِ
أنصفني لاُطلِقَ فيوضَ روحِكَ وإنْ جَفَّتْ أنساغَها
وانظرْ للسماءِ بجرأةٍ يومَ تتطأطأ الرؤوسَ
ساُبقيكَ نَدِّيا يومَ تأتيكَ السنينَ العِجافِ
وأسعى معكَ لصلاةِ إستسقاءِ
وأسمعُ إنهمارَ روحكَ إبتهالاتا تتوسلُ المطرَ
وفي يدِّكَ مظلةٌ ستَقيكَ البَللَ
فأنا أعلمُ أنَّ اللهَ لا يفيضَ إلا
على قلوبٍ صَدُقَ ابتهالُها
ورفعتْ أَكُفَّ الدعاءِ تَنثرُ الحبَّ الى السماءِ
وتنتظرُ مئآلاتَ الدعاءِ الطيبةَ
لا تَشحذْ الأشياءَ لروحكَ
إكْبَحْ نَّهَمٌ مُستعِرٌ يَّمورُ فيها
بذكرِ العطايا وإنْ ضَئُلَتْ
ففيها تكمنُ روحُ الحياةِ
كُنتُ سعيدا والحبُّ يَغمرُنا
حين كُنتَ كأنكَ الكمالُ
لكنْ ، بدأ شيئٌ بيننا مفقودا
قد أختفتْ رعشةُ قلبي
حين ألمَحُكَ في احلامي
قد أنطفأ بريقُ نظراتي
حينَ تَمُرُ في أفكاري
وولى زمنُ الشعورِ ملكا حينَ ألقاكَ
قدّْ بدا كلُّ ما بيننا قدّْ أنتهى
وكأن الحبَّ كانَ شعورٌ مستعارا من مملكةِ أوهامِ
كم كُنتُ غبيا ، جنيتُ الحبَّ من حقولِ الأوهامِ
والحياةُ مترعةٌ بالمحبةِ والعشاقِ
كم كُنتُ أعشى بألوانِ أحلامي
ولم أرَّ ألوانها تزهو في كلِّ مكانِ
كم كُنتُ آفلا وأنا أبحثُ آملا خارجَ روحي
وكم كُنتُ يائسا وأنا أستَحِثُ ميلادَ الأحلامِ
وأتوقُ لمنْ يُنقذُّني من وحشةِ إحساسي
نَسيتُ أنَّ الحلمَ يبدأ في أعماقِ أفكاري
وأنَّ الأحاسيسَ السيئةَ لا تذهبَ
الا اذا تاقتْ روحي لشِروقِ الصباحِ
وفَتحتُ صدري لعبيرِ الأزهارِ
نَسيتُ أنَّ الأتكاءَ على الحبِّ وهمُ خلاصي
إنْ لم يَصدِّقْ الإحساسِ
وقلبي يألفُ كلَّ قلبٍ
يَنبضُ بالحبِّ والحياةِ
ستار مجبل طالع
١٦\٨\٢٠١٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق