الأربعاء، 29 أغسطس 2018

سفينة نوح // الشاعر : مصطفى رضوان // مصر

بقلم مصطفى رضوان
سفينة نوح
و أنا أنظف سريرك الحزين 
كانت المرآة عابسة
ككتبي الصفراء
عبثا أنفض الذكريات المعلقة
كانت تتساقط كأوراق خريف
تجرني خطاي إلى بحرك العميق
أتنفس عطرك القادم من مدن الملح
لاشيء يرسو في سفينتي العجوز
سوى شباكي القديمة
و كلمات مبعثرة على أرصفة القلب
يأكل القرش منساتها ..
كانت سفينتي سفينة نوح..
تغوص في أعماق الروح ..
مخرومة في عمقها تنزف جروح
آه يا قلمي ..
تتزاحم بداخلي تلك اللحظات
الموشومة بحبر من دمي..
يأزني الكبريت كي أفجر
آخر سجارة في جسمي..
فتحرر دموعي و تبكي شموعي
لفقدان الحبيب..
غريب ..
أجر همومي و شيئا من ذنوبي
تراقبني الأساطير من بعيد
أنا القادم من مدينة السراب
عجينة من تراب
تستقبلني الحقيقة عارية الوجه
فتكبل وجداني
تفضحني في السر و العلن .
كان الرب هناك ..
يقدم صكوك الغفران دون ثمن
في ذاك المكان المجهول
حيث يسكن الصمت و الغموض
و حارس الغواصة المخبول ..
كانت الريح تمارس هوايتها القديمة
مستسلما أرتجل طقوسي الغريبة
كي تنعم روحها بالسلام
عاما بعد عام ..
في كأس بلوري أنفث ريقي
الملوث بالخمر و التبغ
وأتلو بضع آيات مهجورة في مخيلتي
كي أرش قبرها بماء الزهر ..
فيحتفل شاهد القبر ..
و أودعها على أمل العودة من جديد
حيث أحل ضيفا على مملكة النمل
محملا بالتمر .. و خبز الثريد
على نعش مكبل بالحديد
من آخر معتقل .. يحكمه العبيد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق