(بينَ الغصون)
في مارس من عام 1985 مدَّ الرَّبيعُ كفَّيه بالأطايب ، وأجرَى من نبضه دفقاتِ في كل شِريانٍ خامل ، فانتَفضَت الحياةُ في عيون الورد وأوراق الشَّجَر وأجنحة الطَّير ورقرقات السواقي ، وتماوجَت في الأجواء رفارِفُ مزيجُها من العَرفِ والظلالِ والصداحِ والنَّدى ، وبينَ ذلكَ اللفيف المونق في حديقَةٍ يانِعَةٍ كاسيةٍ في القاهرَة جلَستُ ، فأجرَت على لساني - وأنا في حالٍ من الاندماج - تلكَ الأبيات :
بَيـْـــــنَ الغُـصونِ وعَــرْفِ النّــسْــمِ والآسِ
هَمــسٌ سَلَـــوْتُ بــــــهِ طِـــرْسي وجُلَّاسي
مـَــا بَيْــــنَ غَمْضَةِ عَينـــي في تَفَتُّرِهـَـــــا
وبَـيـْـــنَ سَوفِ الـشَّذا خَفْــضِي وأعــراسي
تَجْتالُهـــــا النَّــفْسِ في سَاحِ الطُّيـوبِ رُقًــى
مِــنْ غَمرَةِ الهَــــــمِّ دَسَّتِ كُــــــلَّ وَسـوَاسِ
قَلــــــبي لِكُــــــلِّ هَــــــزَارٍ مُسلَـــمٌ وفَـمِـي
طَـــوْعٌ لِكُــــــلِّ جَنــَـــاحٍ مِنــْــــهُ رعَّـــاسِ
مِــنْ كُــــــلِّ أرْقَـــشَ رَقَّـــــــاصٍ يُــــرَدِّدُهُ
صَفْـــــوًا يَــــــحُـــطُّ علـى الأدوَاحِ جَـوَّاسِ
شَـادٍ يَــــــــرِفُّ علَـــى الأوراقِ فاشِيَـــــــةً
رَفَّ الخَيــــــــالِ علَى حَـدْسي وإحسَــاسي
أَلهَــــمْتُهُ الشِّعرَ أم هَــــــلْ غارَ مِنْ طَرَبي
فاستَــمْطَرَ البَـــــــوْحَ فــرَّاسـًــــا لِفَـــــرَّاسِ
كَــــمْ ذُكْـــــرَةٍ مِنْ حَبيـــبٍ راحَ يَدفَقُهـَــــــا
في خـَــــاطِري وفُـؤادي في الشَّــقا مَـاسي
كَـــرعْشَةِ الطَّــــــلِّ فَــوْقَ الغُصنِ شَعشَعَهُ
هَبـْــــوُ الـرِّيــاحِ وتَسكَـــابُ السَّنى الحاسي
ما زِلـْتُ في الــرَّوضِ مِنْ رَوْحٍ ومِنْ جَـذَلٍ
حتَّى حَسِبــْـتُ رَحيــــقَ الــوَردِ مِـنْ كاسي
ومــَـــا حَمَلْــــــتُ لَـهُ في العُمْــــرِ مَوْجَــدَةً
إلَّا ورَاحَ شَــرَاهَــــــــا بَعْــــضَ أنفَـــــاسي
(محمد رشاد محمود)
في مارس من عام 1985 مدَّ الرَّبيعُ كفَّيه بالأطايب ، وأجرَى من نبضه دفقاتِ في كل شِريانٍ خامل ، فانتَفضَت الحياةُ في عيون الورد وأوراق الشَّجَر وأجنحة الطَّير ورقرقات السواقي ، وتماوجَت في الأجواء رفارِفُ مزيجُها من العَرفِ والظلالِ والصداحِ والنَّدى ، وبينَ ذلكَ اللفيف المونق في حديقَةٍ يانِعَةٍ كاسيةٍ في القاهرَة جلَستُ ، فأجرَت على لساني - وأنا في حالٍ من الاندماج - تلكَ الأبيات :
بَيـْـــــنَ الغُـصونِ وعَــرْفِ النّــسْــمِ والآسِ
هَمــسٌ سَلَـــوْتُ بــــــهِ طِـــرْسي وجُلَّاسي
مـَــا بَيْــــنَ غَمْضَةِ عَينـــي في تَفَتُّرِهـَـــــا
وبَـيـْـــنَ سَوفِ الـشَّذا خَفْــضِي وأعــراسي
تَجْتالُهـــــا النَّــفْسِ في سَاحِ الطُّيـوبِ رُقًــى
مِــنْ غَمرَةِ الهَــــــمِّ دَسَّتِ كُــــــلَّ وَسـوَاسِ
قَلــــــبي لِكُــــــلِّ هَــــــزَارٍ مُسلَـــمٌ وفَـمِـي
طَـــوْعٌ لِكُــــــلِّ جَنــَـــاحٍ مِنــْــــهُ رعَّـــاسِ
مِــنْ كُــــــلِّ أرْقَـــشَ رَقَّـــــــاصٍ يُــــرَدِّدُهُ
صَفْـــــوًا يَــــــحُـــطُّ علـى الأدوَاحِ جَـوَّاسِ
شَـادٍ يَــــــــرِفُّ علَـــى الأوراقِ فاشِيَـــــــةً
رَفَّ الخَيــــــــالِ علَى حَـدْسي وإحسَــاسي
أَلهَــــمْتُهُ الشِّعرَ أم هَــــــلْ غارَ مِنْ طَرَبي
فاستَــمْطَرَ البَـــــــوْحَ فــرَّاسـًــــا لِفَـــــرَّاسِ
كَــــمْ ذُكْـــــرَةٍ مِنْ حَبيـــبٍ راحَ يَدفَقُهـَــــــا
في خـَــــاطِري وفُـؤادي في الشَّــقا مَـاسي
كَـــرعْشَةِ الطَّــــــلِّ فَــوْقَ الغُصنِ شَعشَعَهُ
هَبـْــــوُ الـرِّيــاحِ وتَسكَـــابُ السَّنى الحاسي
ما زِلـْتُ في الــرَّوضِ مِنْ رَوْحٍ ومِنْ جَـذَلٍ
حتَّى حَسِبــْـتُ رَحيــــقَ الــوَردِ مِـنْ كاسي
ومــَـــا حَمَلْــــــتُ لَـهُ في العُمْــــرِ مَوْجَــدَةً
إلَّا ورَاحَ شَــرَاهَــــــــا بَعْــــضَ أنفَـــــاسي
(محمد رشاد محمود)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق