الاثنين، 27 أغسطس 2018

أسفارُ السَّلامِ تهدئُ العاصفةَ // الشاعرة : مرام عطية // سوريا

أسفارُ السَّلامِ تهدئُ العاصفةَ 
______________________
كشجرةِ الَّلوزِ كُسرتْ أغصانهاالمتدليةُ بالفرحِِ ، وجمَ كنارها الطربُ ، واندلقَ شهدُها الباهظُ الثمنً على شفا الحنظلِ ، يبسَتْ أوراقها النَّديَّةَ ، وجفتْ نضارتها ، عودُ كبريتٍ واحدٌ يكفي لتشييعِ الطريدةِ، هكذا قَالَ الأثيرُ لسنابلِ قصائدي المتواضعةِ ، للحسدِ شظايا حارقةٌ كالألغامِ لاتعرفونها ، أججتْ النارَ في جسدها الغضِّ ، ياللسَّماءِ !! انهالَ مطرُ الَّلهفةِ يُطفئ حرائقها من غيوم مخميلةٍ الشِّعرِ ، يقرأُ على جرحها أسفارَ السَّلامِ ، ويلبسها أيقونتهُ المقدَّسةَ ، فتغادرها الأحزانُ ،يمسحُ دمعتها كأمٍّ تربِّتُ على كتفِ طفلتها الجريحةِ ؛ لتمنحها القوةَ والأملَ ، ثارَ كوطنٌ واحدٌ اخترقت قلبه رصاصةٌ فهبتْ أقطارهُ البعيدةُ كلُّها تدفعُ الألمَ عنه، كأشجارِ سنديانٍ وصنوبرٍ يتصدونَ للرياحِ العاتيةِ .
طوبى لكِ أيتها الشجرةُ المباركةُ، أنا مثلكِ خميلةٌ جذلى ، تصدَّى صنوبرُ أحبتي لعاصفةِ عدوانٍ تربصتْ بكرومي و بياراتِ ليموني .
أينَ غابَ جرحي ؟! كيفَ التأمت أغصاني المكسورةُ ؟!
أترى للحبِّ أجنحةٌ سماويةٌ أشعتها المعجزةُ تخترقُ الأمكنةَ والحدودَ ، و لاتبالي بالمسافاتِ
أم هي قرى الحبِّ المتناثرةُ حينَ يلفُّ خصرها نهرُ الجمالِ تصيرُ إشعاعا قوياً ؟!
ماأقواكَ أيُّها الحبُّ كيفَ جمعتَ جندكَ من أقاصي الأَرْضِ في لحظةِ ألم وَاحِدَةٍ ، ورممتَ جراحي ؟! ماأعظمكَ طبيباً شافياً ! أهديتني السكينةَ، بددتَ بلمسة حنانٍ فلولَ آلامي ، وصغتَ منها أغرودةَ فرحٍ ونشيدَ صباحٍ
أترى في عربةِ الحبِّ المقدَّسةِ كلُّ هذه الهدايا وأنا لاأعلم ؟ !
لله ماأكبرَ حجمَ هذا الحبِّ !! لا لن أدعهُ يمرُّ سريعاً من دون أن أبنيَ له مدينةً تليقُ بجماله وزمردهِ .
_______
مرام عطية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق