الاثنين، 6 أغسطس 2018

تعقيب بقلم الاستاذ : صالح هشام // المغرب / على ما تفضلت به الدكتورة نجاح ابراهيم / سوريا / عن شعر د . عبد الجبار الفياض / العراق


عقب الاستاذ الناقد صالح هشام/المغرب
على ما تفضلت به الدكتورة نجاح ابراهيم /سوريا
فعلا ما قالته الاستاذة ..عن شعر عبد الجبار الفياض ...فقد دخلت مغامرة قراءة قصائده ..وقد حالفني الحظ بعض الشيء ..لسبب واحد هو أني كلما شرعت في قراءة قصيدة من قصائده إلا وأجدني منجذبا للغوص في متاهات ترسبات المعرفة الاسطورية والتاريخية والأدبية وبدون الدخول في هذا العالم لا يمكن للقارئ ان يفكك ولو رمزاا واحدا من رموزه ....وقد اعتبرته في إحدى قرائي موسوعيا يحترم تعالق النص الابداعي المتميز بتعالقه بباقي العلوم والاداب ومختلف انماط التفكير الانساني ..وصنفته ضمن المدرسة السومرية السيابية التي تعنى كثيرا بتطعيم ابداعاتها بتوظيف الرموز الاسطورية ..وما أحلاها عندما تدخل عالم الاسطورة وتبحث عن علاقاتها بشعر الشاعر عبد الجبار الفياض ..خصوصا أنه يتقن التوظيف ..وفي قصائده لا يقتصر على الرمز بالاسطورة وإنما يتجاوزه إلى الرمز بالتاريخ والادب وحتى بالأيقونات السياسية التي عرفها تاريخ البشرية ..وأقول صراحة أن احتكاكي بالمسح التوبوغرافي الذي يعتمده الجبار في نصوصه الشعرية جعلني أعزف عن قراءة النصوص التي لا تحسن الامتصاص والتناص والتعالق الابداعي.. فقط لأني اجدني أتناول وجبة طعام خال من الملح ..ويذكرني الشاعر الكبير عبد الجبار الفياض في ولعه في التوظيف الرمزي بالشاعر الانجليزي إليوت الذي يشترط المعرفة الموسوعية لقراءة نصوصه ...هذا عبد الجبار الفياض تجده يحلق بك في عالم الابداع الشعري من هوراس الى هوميروس الى أدونيس ..ويعطيك المسافة الكافية للتحليل . لأنه يؤهل قارئه بتلك الاشارات والتلميحات الرمزية أي أنه يعطيه مفاتيح الاختراق والعبور في متاهات الذاكرة الانسانية منذ فجر التاريخ ..وللوقوف على صدق ما أقول علينا بقراءة نصوص الشاعر عبد الجبار برؤية نقدية وروية فلسفية وتمحيص وتدقيق اجتنابا للوقوع في مطبات الاسقاطات العشوائية التي تفقد النص الشعري بريقه ولمعان كلماته التي لا يوظفها الشاعر إعتباطا وإنما كل كلمة وكل رمز تستوجب القراءة العميقة جدا ..فقط سبق ان كتبت مقالة بعنوان ( الابداع من حوافز المعرفة ) كخلاصة لقراءاتي لنصوص هذا الشاعر السومري الكبير حفيد السياب والجواهري ونازك الملائكة الذين يعود لهم الفضل في خلع عباءة القدسية عن القصيدة العمودية ..وأختم بقولي هذا ( أن تقرأ لعبد الجبار الفياض يعني أنك مزود بالادوات التحليلية والنقدية ولك رصيدك من المعرفة في مجالات مختلفة ...المعرفة التي لا تخذلك وأنت في عمق بحر قصيدة الفياض ..بدون ذلك ستخرج من قراءتك بأثقل الاضرار ...) وأنا اتفق كثيرا مع الاستاذة ..نجاح ابراهيم وفقها الله في قراءاتها فالنص الشعري المميز كالرحيق المميز يجلب النحل من أقاصي الارض .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق