الجمعة، 31 أغسطس 2018

مدن الثبات // الشاعر : عبد الزهرة خالد // العراق

مدن الثّبات
——————
عندما يتسيّدُ الصّقيع 
على حجرِ الحقيقة 
وتزلُّ الأقدامُ عن مسارها
يكتفي الصّمتُ بالنّفسِ الأخير
من هذا الهواءِ الصارخ
بوجهِ السّماءِ،
التّزحلقُ مرورًا بعيونِ الشّمس
هو الحلُّ
لعلّ النّدى يسبقُ وادي التّصحّر
وصخرةَ الجمود ،
ما على الأغصان
إلا أوهامُ المواسم
معلّقةٌ أوراق الأحلام
على خطى الظّلال
المستشري على بداياتِ الجذوع ،
يقولُ التّخمينُ - ذاتَ فطرةٍ -
إنّ الفطنةَ ليست ضرورة
في الزّمنِ الرّاعي
لمباراةِ النّهاية
الصّافرةُ مبحوحةُ الصّفير
تعلنُ عن شفتين قد أطبقت
على حنجرةِ الإعلان،
لا تصدّقُ أبدًا زقزقةَ الفجرِ مبكرًا
ربّما زعيقُ غيمةٍ تريدُ الفرار
من جوِّ المدينةِ المعتمِ للغاية
ولا تكادُ تُرى أطرافها
التي أكلتها ذئابُ الرّيحِ
على حينِ غفلةٍ من الحارسِ الأمين ،
هي كالعادةِ إلى ضبابِ نشأتها
فوق بحرِ الظّلماتِ الثّلاث
لا قبطانٌ يتعدى حدودَ دفّته
المرميّةَ تحتَ مؤخّرةِ سفينته
التيهُ هو البوصلةُ المستقيمة
تعرفُ فنارةَ الشّاطئ
الذي أزاحَ من جوفهِ آثارَ الرّمال
وأصدافِ القاع،
تسافرُ أو لا تسافر
المدنُ ثابتةٌ ورسمتْ على ثناياها
مقابرَ للذي يشطبُ التأريخ…
……………………………
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٢٩-٨-٢٠١٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق