الخميس، 30 أغسطس 2018

يا أبي // الشاعر مصطفى رمضان // مصر


بقلم مصطفى رضوان
يا أبي
صدئة تلك الكلمات
التي تهجو وجه القمر
مسجونة هي ..
منفية بين الحفر
تعاتبني دمعاتي
في عيون السهر
و تهفو روحي إليك
تلاطفها نسمات السحر
و خلف جدار اليأس
أرتشف الصمت كأسا ..
و من فصول الشيب
أخذت منك درسا..
يعتريني الخوف يا أبي
حتى أني لا أبرح مكاني..
و بين شفة القهر
يرتجف خوفا لساني ..
ماتت في أحداقي
كل العبرات ..
و في محراب الهجر
خانت فؤادي الكلمات ..
و أنت هناك ..
على أبواب السراب تتسول..
و أخي من فرط البكاء يتبول..
وأشباح بسياطها تتجول..
تهتك عرض خيمتنا..
و على الرب تتقول ..
جدتي حزينه ..
كشوارع المدينه ..
تنتظر مجيئك كل مساء ..
و أمي تستجدي الرغيف
جسمها أصبح نحيفا
تسافر في الصباح لتعود في الليل
محملة بأكياس الأمل ككل النساء
مليئة بالشوك و الحفر
وجهها ضاو كالقمر
تتنفس الكرامة ..
كمن يتصعد إلى السماء
مسكينة .. فقدت عطرها
و تجملت برائحة الطين
و شيئا من الشوق و الحنين
صامدة كالطود في كبرياء ..
عجبا كيف أصبحنا ..
فوق أرضنا .. في حقلنا ، غرباء !
مهما سالت أودية الشهداء بالدماء
حب الوطن مهر.. لا يشترى أو يباع
حتى لو مزقوا جسمي النحيف
في فصل الخريف .. الضباع
أو تراقصت حول سنابل قبري الجياع
يحملون الصليب و يقرعون طبول الوثنية
و ينصبون الخيام الوهمية .. للرعاع
و على مسافة الصبر ..
يقف الإله وحده في دهشته
يحدق في سدنة المعبد ..
و هم يحملون ألف و ألف قناع ..
و أنا هنا..
خلف جدار اليأس جفت أقلامي
و بين الشهب و السحب
ضاعت مني أحلامي ..
يا أبي أنا طفل
لا تغريني شهوة أو مال
فقط
أريد أن ألعب كباقي الأطفال ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق