الأربعاء، 29 أغسطس 2018

تقاسم على الهامش // بقلم الاستاذ : عبد السادة البصري // العراق

عمودي الاسبوعي،،،،تقاسيم على الهامش،،،،،في جريدة الدستور،،،اليوم الاثنين 27 آب 2018،،،،محبتي
(( ملتقى الرواية العراقية الثالث ..!!))
حين تجد أناساً يصارعون الخراب والتهميش والموت المجّاني ، ليصنعوا الجمال ويشيعوه بين الناس رغم كلّ المعاناة والآلام وضيق ذات اليد ،، عليك أن تقف معهم مؤازراً ومسانداً وداعماً حتى وان كان بالكلمة الطيبة فقط ، لا أن تشحذ خنجرك لتطعن في عملهم وتشكك في نواياهم ، وأنت لا تدري أي مكابدات يكابدون !!!
سقت هذه الكلمات كمقدمة لما سأتحدث عنه ، وهو ملتقى الرواية العراقية الثالث الذي سينعقد في البصرة للمدة من 6 ولغاية 8 من أيلول المقبل ، كوني أحد أعضاء لجنته التحضيرية !!
البصريون ومنذ أكثر من ثماني سنوات شرعوا بتأسيس ملتقيين كبيرين ، الأول لقصيدة النثر والثاني للرواية كي يشيعوا الجمال وبهجة الخلق الإبداعي في كل زمان رغم ما تمرّ به مدينتهم المنكوبة الآن من أزمات وويلات وخراب جرّاء سوء الخدمات وملوحة وتلوث الماء وانقطاع الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة وغيرها لأنهم ــ وأقصد البصريين ــ منذ الأزل صانعي جمال وخالقي إبداع !!
أقيمت الدورة الأولى لملتقى قصيدة النثر عام 2010 وتلتها دورات ، والدورة الأولى لملتقى الرواية عام 2012 وها نحن قد أشرعنا منذ أكثر من شهر بالإعداد لدورته الثالثة ، ولكون المبلغ المرصود شحيحاً وقلّة ذات اليد ارتأينا أن يكون عدد المدعوين ثمانين أديباً ( نقاد وروائيين ) تم توزيعهم على خمس جلسات نقدية لمحاور خمسة مع شهادات وتجارب روائية في كل جلسة ،كما حملت هذه الدورة اسم الأديب الراحل محمود جنداري !!!
هذا العمل تطلّب منّا جهدا مضاعفاً رغم حرارة جو البصرة وسوء كهربائها ومائها ، إلاّ إننا عقدنا العزم على إنجاح ملتقانا ، ولكونه خاص بالرواية العراقية التي أثبتت حضورها المتميز في كل مكان من الأرض علينا أن نشدّ أزر بعضنا البعض وندعم القائمين عليه بالتشجيع والثناء على الأقل ، لا أن نظل نكسّر مجاديفهم بأهوائنا وعقدنا ونزقنا ومشاكساتنا التي لا نريد منها شيئاً سوى التقليل والتصغير من هذا النشاط الإبداعي الذي يقام في ظروف لا تطاق !!
كل نشاط يقام هنا أو هناك في ظروف صعبة جداً كالتي يعيشها البصريون علينا أن نقف له رافعين القبعات تحية ودعماً لإنجاحه ، ولنعرف جميعا أن المبدعين العراقيين في الداخل والخارج بعدد نخيلنا الوارف الظلال لا يسعهم ملتقى واحد أو اثنين أو حتى عشرة ملتقيات بميزانيات شحيحة وخجولة ودعم محدود جدا !
ملتقى الرواية العراقية الثالث لوحة إبداع تعلق في سماء البصرة رغم ما تعانيه المدينة من إجحاف وجور !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق