يا سيد الناسكين
عدّْ يا وطنا ناءَ بمصائبهِ التاريخُ
وناءَ بحملهِ وهمهِ الكبيرَ
ألقْهِ في حضرةِ الغائبينَ
لَعَلَ عيونَهمْ تُبعثُ من الموتِ
تعيدُ لملمةَ شتاتنا
من ترابِ الموتى ورثاءِ الفاقدينَ
وذكرياتُ العابرين
َ على أمواجِ الأملِ مِنْ صرةِ الموتِ
عُدّْ... حتى لا أتجرا اُعاتبُ سيدَ الناسكينَ
أنّْ دَرأتَ الموتَ عن أمةٍ عَقّْتْ
لعلَ من أصلابِهمْ يأتي صالحونَ
ألمْ تكُنْ تعرفُ يا سيدي؟!
وأنتَ العارفُ الحكيمَ
أنهمْ خَبَّئوا الخُبّْثَ في قلوبهم
آمنين
ولم يَّلدوا إلا فاجرا فاسدا آثمينَ
آمنين
ولم يَّلدوا إلا فاجرا فاسدا آثمينَ
مِنذّْ وورّيتَ الثرى تقافزوا عليها
أسيادا وصعاليكَ
ساقونا من فتنةٍ الى فتنةٍ
ضَيَّعَونا من تيهٍ الى تيهٍ
وعلى فتاتِ أجسادِنا أصبحوا متنازعينَ
قدّْ غُلَتْ قلوبَهمْ وأراوحَهمْ في سِجّْينَ
أعماقُهمْ كنبعٍ مسجورٍ
قلوبُهم أشرعةٌ باليةً يلعبُ بها الهوى
عُميَّتْ حواسَهمْ عن بهجةِ الجمالِ
يُبدِّدوا الحياةَ لُبدا
ويَّلِغوا في الدماءِ شرهينَ
في معاركٍ لا طائلُ لها
غضوبةٌ مرآئيهمْ
يلهثونَ خلفَ غنائمِ غَزيَّهُمْ العبثيَّ
يُخيلُ إليهمْ أنهُمْ ملوكُ أوطانٍ وشعوبٍ
لكنهمْ في الحقيقةِ عبيدٌ مُساقينَ
عُدّْ يا وطنا يتيما بلا أمةٍ
طيفُهُ مأخوذٌ
رهبةٌ عارمةً تعتريهِ
كطيفِ الوانِ المحبةِ ... آخاذٌ
يَفتحُ بَيتَنا المهجورَ
الذي تسكنهُ الذكرياتَ
مصلوبة ٌ على الجدرانِ
كلُّ مرةٍ ، يرى القمرَ بازغا
يَّتسعُ بابَهُ ابتهاجا
ويأتي يَّدعوَّني لمأدبةِ فرحٍ
كلُّ مرةٍ ، يرى الشمسَ بازغةً
يفتحُ نَوافذَ قلبَهُ
يَّمنحَني ضياءَ دهشةٍ
يلازمُ روحَهُ السرورُ
تُبادرُ لكلِّ جمالٍ
عيناهُ تشعُ محبةً
إن راى في السماءِ غيمةً
يهرولُ هرولةِ المذهولَ الى نافذةٍ
يشهدُ ولادةَ الفجرِ مِنْ رحمِ الغسقِ
يَّغمضُ عينيَّهِ ليرى حقيقةَ الأشياءِ
بقوةِ قلبِهِ
هناكَ مرآةٌ لا تكذبَ
لا تُغيرَ ألوانَ الطيفِ
هناكَ الشمسُ تبقى شمسا
ُ و لا يغيرُ الظلام ُُ ثوبَهُ الكئيبَ
و يظهر الجمالُ جمالا
لا يُقبحَهُ تراكمُ النفاياتُ
والقبحُ يبقى قبحا لا تَستِرَهُ الالوانُ
طيفي ذائبٌ في وطني
ترابٌ وطينٌ
قطرُ ماء ٍ ...... في ماءِ
ترابٌ وطينٌ
قطرُ ماء ٍ ...... في ماءِ
لا يُغيرَني طعمُ الملحِ
ولا تُلَوّثُ مَحبتي الأدرانَ
لا تَشّجَّنِّي الأحجارُ الساقطةَ عبثا
جميعٌ في لوحةٍ زاهيةً
منسجمةً متحابةً قسماتُها
واهمٌ من يبحثُ عن...
نقصٍ في طيفِ ألوانهِ
خصيمٌ مبينٌ يلهثُ وراءَ شيءٍ مفقودا
طيفي يَّحبُ طيفَهُ
محبةٌ ، آثارُهُ في الأرضِ والناسِ
روحُهُ عالمٌ يستقبلُ عالما
يَّسكنها بسلامٍ عميقِ
لا يَهزَّهُ تَغيرُ إتجاهَ الريحِ
لا تضطربَ عيناه في عواصفِ الضبابِ
حَواسُهُ فَخٌّ نبيلا لكلِ شاردةٍ
تملأ الأجواءَ تفائلا ومحبةً
هدنةٌ دائمةً يَسبحُ فيها
صورةٌ هادئةً في قلبهِ
عَتادُها الرفقُ والكَّلمُ الطيبَ
ستار مجبل طالع
١٨\٨\٢٠١٨
١٨\٨\٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق