عمودي الاسبوعي،،،،تقاسيم على الهامش،،،،،في جريدة الدستور،،،الاثنين 13 آب 2018 ،،،،محبتي لكم
( مازلنا ندفع ضريبة المواطنة الصالحة ...!! )
في عام 1980 نزحنا قسراً من مدينتنا ــ الفاو ــ بسبب اشتعال الحرب العراقية الإيرانية ، وتركنا بيتنا الذي بناه أبي من عرق جبينه وتعب سني عمره من الطين واللِبِن ً ثم الطابوق والبلوك طبعاً،، سكن النازحون أماكن عدة، وسكنّا غرفةً مع عائلات أخوالي في بيتٍ واحد ، ليموت أبي بعد شهرين من هروبنا ــ نزوحنا ــ والحسرة تتكسّر بين حناياه !!
بعد مرور السنين وانشغال الناس في أمورهم المعيشية وغيرها ، وبعد أن كبرنا وأكملنا دراستنا وزُجّ بنا في أتون المحرقة كوقود ،، وانتهت الأولى والثانية وأطبق الحصار على نفوسنا ،، وتزوجنا وأنجبنا وكَبُر أولادنا وتزوجوا وأنجبوا مازلنا نازحين ،،، نتنقل من مكانٍ إلى آخر ،، ففي ثمانينات القرن الماضي تنقّلنا بين ( الكوفة ،حي طارق ــ البصرة، المعقل ، الابلة، هندية النجف، ثم قبلة البصرة )وفي التسعينات تنقّلنا بين ( القبلة ، أم قصر ، المعقل) ليترك أخوتي أم قصر بعد وفاة أمّي ويعودوا إلى الفاو مسقط رأسنا ومنزلنا الأول ،، لكنني لم أستطع العودة كوني أعمل في مركز البصرة لهذا بقيت في المعقل أتنقّل بين هذا البيت وذاك ــ بالإيجار طبعاً ــ ولحد هذه اللحظة مازلت أعاني من الإيجارات !!!
استذكرت رحلتي الايجارية وأنا أسمع وأقرأ عن هذا المسؤول الذي اشترى بيتاً بسعرٍ خيالي ، وذاك الذي بنى عمارةً و،،وو،،ووو، وعن الفساد الذي عاث خراباً في البلاد !!
أمّا أنا وملايين المتنقلين أمثالي بين إيجارٍ وآخر كأننا ندفع ضريبة انتمائنا الحقيقي لهذا الوطن !!!
بعد 2003 ظهرت العشوائيات حيث بنى الناس عششاً وأكواخاً في الساحات العامة وبعض البنايات الحكومية المهجورة والحدائق وأسموها بيوتاً لضيق ذات اليد وأزمة السكن التي يعانيها المواطنون !!
لم يلتفت أحدٌ لنا أبداً ولم يكلف نفسه مسؤول ما بالسؤال عن الفقراء وأصحاب الدخل المحدود ، رغم إننا ــ أقصد المستأجرين ــ نعاني الأمرّين في كل وقت ، لكننا رغم المعاناة والشكاوى التي يعرفها القاصي والداني إلا إننا وكلما ادلهمّت الخطوب وتعرض الوطن للعدوان انتخينا نحن الذين لا نمتلك شبراً واحداً فيه للدفاع عنه ،وقدمنا قرابين محبته ،، وجولة سريعة بين بيوت الفقراء وذوي الدخل المحدود سنشاهد آلاف اللافتات السود التي تنعى أبناءنا الشهداء الذين وقفوا بوجه الإرهاب ليمنحوا الوطن أعمارهم ،،لكنه لم يمنحهم شبراً واحداً للسكن فيه !! ولدنا وكبرنا وأنجبنا أولاداً وأحفاداً وذهب نظام وجاء آخر لكننا مازلنا بلا سكن ،، مستأجرين ولا نملك شبراً ،، أيعقل هذا في وطن مساحته آلاف الكيلومترات ؟!
متى تصحو ضمائر من استحوذوا على كل شيء ليلتفتوا إلى أبناء الإيجارات ، أم إنهم ليسوا من هذا الوطن ؟! وهذا ما تؤكده الأفعال طبعا !!!!
العمل والبناء والجهاد ونزيف الدم وكل الواجبات علينا ..لكننا لم نُمنَح حقاً إنسانياً واحداً ألا وهو السكن ؟!!!
لنفترض جدلاً أن الوطن استأجرنا لنقوم نيابة عن السادة المسؤولين بكل الواجبات ، أليس من حقّنا أن نستلم أجور أتعابنا ،أم نبقى مواطنين بالإيجار فقط ندفع لهم كل شيء حتى أعمارنا ومستقبل أبنائنا ؟!!!!!!!!
في عام 1980 نزحنا قسراً من مدينتنا ــ الفاو ــ بسبب اشتعال الحرب العراقية الإيرانية ، وتركنا بيتنا الذي بناه أبي من عرق جبينه وتعب سني عمره من الطين واللِبِن ً ثم الطابوق والبلوك طبعاً،، سكن النازحون أماكن عدة، وسكنّا غرفةً مع عائلات أخوالي في بيتٍ واحد ، ليموت أبي بعد شهرين من هروبنا ــ نزوحنا ــ والحسرة تتكسّر بين حناياه !!
بعد مرور السنين وانشغال الناس في أمورهم المعيشية وغيرها ، وبعد أن كبرنا وأكملنا دراستنا وزُجّ بنا في أتون المحرقة كوقود ،، وانتهت الأولى والثانية وأطبق الحصار على نفوسنا ،، وتزوجنا وأنجبنا وكَبُر أولادنا وتزوجوا وأنجبوا مازلنا نازحين ،،، نتنقل من مكانٍ إلى آخر ،، ففي ثمانينات القرن الماضي تنقّلنا بين ( الكوفة ،حي طارق ــ البصرة، المعقل ، الابلة، هندية النجف، ثم قبلة البصرة )وفي التسعينات تنقّلنا بين ( القبلة ، أم قصر ، المعقل) ليترك أخوتي أم قصر بعد وفاة أمّي ويعودوا إلى الفاو مسقط رأسنا ومنزلنا الأول ،، لكنني لم أستطع العودة كوني أعمل في مركز البصرة لهذا بقيت في المعقل أتنقّل بين هذا البيت وذاك ــ بالإيجار طبعاً ــ ولحد هذه اللحظة مازلت أعاني من الإيجارات !!!
استذكرت رحلتي الايجارية وأنا أسمع وأقرأ عن هذا المسؤول الذي اشترى بيتاً بسعرٍ خيالي ، وذاك الذي بنى عمارةً و،،وو،،ووو، وعن الفساد الذي عاث خراباً في البلاد !!
أمّا أنا وملايين المتنقلين أمثالي بين إيجارٍ وآخر كأننا ندفع ضريبة انتمائنا الحقيقي لهذا الوطن !!!
بعد 2003 ظهرت العشوائيات حيث بنى الناس عششاً وأكواخاً في الساحات العامة وبعض البنايات الحكومية المهجورة والحدائق وأسموها بيوتاً لضيق ذات اليد وأزمة السكن التي يعانيها المواطنون !!
لم يلتفت أحدٌ لنا أبداً ولم يكلف نفسه مسؤول ما بالسؤال عن الفقراء وأصحاب الدخل المحدود ، رغم إننا ــ أقصد المستأجرين ــ نعاني الأمرّين في كل وقت ، لكننا رغم المعاناة والشكاوى التي يعرفها القاصي والداني إلا إننا وكلما ادلهمّت الخطوب وتعرض الوطن للعدوان انتخينا نحن الذين لا نمتلك شبراً واحداً فيه للدفاع عنه ،وقدمنا قرابين محبته ،، وجولة سريعة بين بيوت الفقراء وذوي الدخل المحدود سنشاهد آلاف اللافتات السود التي تنعى أبناءنا الشهداء الذين وقفوا بوجه الإرهاب ليمنحوا الوطن أعمارهم ،،لكنه لم يمنحهم شبراً واحداً للسكن فيه !! ولدنا وكبرنا وأنجبنا أولاداً وأحفاداً وذهب نظام وجاء آخر لكننا مازلنا بلا سكن ،، مستأجرين ولا نملك شبراً ،، أيعقل هذا في وطن مساحته آلاف الكيلومترات ؟!
متى تصحو ضمائر من استحوذوا على كل شيء ليلتفتوا إلى أبناء الإيجارات ، أم إنهم ليسوا من هذا الوطن ؟! وهذا ما تؤكده الأفعال طبعا !!!!
العمل والبناء والجهاد ونزيف الدم وكل الواجبات علينا ..لكننا لم نُمنَح حقاً إنسانياً واحداً ألا وهو السكن ؟!!!
لنفترض جدلاً أن الوطن استأجرنا لنقوم نيابة عن السادة المسؤولين بكل الواجبات ، أليس من حقّنا أن نستلم أجور أتعابنا ،أم نبقى مواطنين بالإيجار فقط ندفع لهم كل شيء حتى أعمارنا ومستقبل أبنائنا ؟!!!!!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق