الاثنين، 6 أغسطس 2018

تضحية لأجل الريح ! // ق، ق : بقلم // السعدية خيا // المغرب

قصة قصيرة (تضحية لأجل الريح )
قبل سنوات صادفت قارئة كف على شاطئ البحر، قالت لها بالحرف قولي للبنت التي معك أن صاحب الحديد يتسلى بك فحذريها منه ولتأخد بالها ،وهي لا تعرف أي بنت تقصد هذه الغريبة ،فهي ترافق في ذلك الوقت زميلات الدراسة دون تمييز فهي ليست ممن يفرق بين الناس ،هل تسألهن أيهن تصاحب صاحب الحديد هذا لتحذرها ، لشك أن هذه المرأة تهذي بالخرافات، ودارت الأيام ووجوه الرفيقات تتغير من زمان إلى آخر ومن مكان إلى غيره، وتلك الوصية مازالت في بالها كلما رأت ما يدل عليها تتذكرها وتشك أيهن المقصودة بهذا الأمر ،وكأنه دين على رقبتها، هذه المرة بدت لها الصورة أكثر وضوحا،فهي تشاهد الوضع عن قرب ويظهر لها أن ما قيل لها صحيحا، أليس هذا صاحب الحديد الذي يوصلنا إلى المستشفى الذي نعمل به يوميا ،أليس اهتمامه بهاته البنت فوق الحد ،وإعجابه بها واضح بل رغبته فيها واضحة،إلا عن الذي لا يريد أن يرى الحقيقة ،وهي أيضا شرعت له الأبواب فصار أكثر طمعا، انتظروا! أليس متزوجا وله أولاد إذن ماذا يريد منها، وترجع وتقول لنفسها ماشأني أنا،أحيانا ترى أن هذه الحمقاء التي معها تتجه نحو مصيبة، وأحيانا تقول بأنها ذكية وتعرف كيف تتخلص من الورطات، وأنا هي الحمقاء تكفيني مشاكلي،كيف تحذرها إذن وهما لا يتواصلان نتيجة خصام، ربما لو أخبرتها اتهمتها بالجنون أو بتلفيق كذبة ،هي نفسها تبدو لها المسألة غريبة فما بالك أن تخبر بها أحدا،لذا اختارت الصمت ، لكن بقيت ترافقها لهذا السبب فقط رغم أن وضعها داخل هذه الرفقة هو في حد ذاته كارثة، لكن في كل مرة تريد أن تتركهم تتذكر ما قيل لها فتتراجع وتنتظر مخافة أن يقع شيء خلفها وتحس هي بالذنب بالرغم أن لا أحد يعلم بالأمر سواها كان من الممكن أن تبتعد لأن لا مسؤولية عليها، ولكن الأمر في حد ذاته مزعج لشخص يقدس مبادئه، ومع أن هناك من يرى وضعها معهم ويطالبها بتركهم لأنهم لا يناسبونها وسيتسببون لها بمشكلة إلا أنها لم تعر ذلك اهتماما رغم اقتناعها برأيهم، وبقي الأمر على ماهو عليه رغم الإهانات التي تعرضت لها ظلت تنتظر ولم تنسحب، إلى أن وقع شجار خطير تعرضت من خلاله لإصابة جسدية ساعتها فقط فكرت في نفسها ، وساعدها ذلك على التخلص من ذكرى تلك الوصية للأبد، ولم تعد تفكر سوى بحماية نفسها،ودخلها الشك في معنى الرسالة ،ألا يمكن أن تكون هي نفسها المقصودة بالتحذير،وتلك العرافة أخطأت التقدير من يدري، وبنت فرضيتها على هذا الأمر وصارت تهتم بنفسها وأمورها ولم يعد يهمها أحد، وحدثت نفسها ساخرة هذه المرة إذا صادفت أي بنت ولها علاقة من أي نوع بصاحب حديد، يبيعه، يطحنه، يقوده ،يأكله أو لا أدري ماذا ،سوف أخلع حذائي وأهرب حافية في أي اتجاه كان، بل إن صادفت شخصيا هذا المعتوه سوف أفر ،واعتبرت أن كل شخص يمتلك عقلا ويتحمل نتيجة أفعاله ،وهي ليست مسؤولة عن أحد أو مسؤولة عن إصلاح الكون،من الآن هي شخص آخر،يكفي ما جرى لها، وأنها نجت من كارثة بأعجوبة.
السعدية خيا/المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق