الأحد، 30 ديسمبر 2018

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // يوميات عاشقة // كُتبَ النص بمداد الشاعرة : هدى أبو العُلا // مصر

يوميات عاشقة
تكتبها /هدى أبو العلا
يسائلني بهي الطلّة 
متى ياقيثارة الروح تقابلنا
وكيف رسمت لكِ صورة 
من وحي خيالي ..؟
وأدعيت أنها من عمق مرقدي
فصرخت صرخة
أيقظت الهائمين فى دجى الليل الأبكم
قلت له ويحك يامالك الروح
لما تطوق بريشتك معصمي
وتعزف على النبض
أغنية عذبة النغمات
قال ياملهمتي
أغراني الدلال 
وهمسك 
أشعل اللهيب فى دهاليز وجداني
رسمت على تقاسيم الروح حروف اسمك
ومن بريق عينيكِ كتبت أشعاري
قلت لله درك من مجنون !!
تتبرأ السماء من فعلته 
أرحل بعيدا ..مالي والجنان 
كيف أهيم بك ولَم أرك قبل الآن
دَنا حتى لفح وجهي حر زفيره
قال هامسا ..قلت لي اقترب حتى أرى 
لون عينيك 
وعندما أقتربت أغمضتي جفونكِ 
فرسمت فوقها شفاهي عهد الوفاء
وبعضاً من قناعاتي
فأربك نبض إتزاني 
قلت بصوت مرتجف
أعدْ رسم الحروف على مهلٍ
إرتعاشة الجفن أفسدت صك الوفاء.

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // كُتبَ المقال بمداد الأستاذ : عبد السادة البصري // العراق

عمودي الاسبوعي ،،،،،ليس مجرد كلام...في جريدة طريق الشعب ،،،اليوم الثلاثاء 25 / 12 / 2018،،،،محبتي لكم
المناهج المدرسية
ومستقبل أبنائنا !
في كلّ مرّة يطلب منّي ابني الأصغر أن أحضّر معه دروسه لامتحان ما ، أو أساعده في حل واجب مدرسي أصاب بالخيبة والذهول !
الخيبة حينما أجد أغلب المواضيع وكأنها كُتٍبت لطلّاب في الجامعة وليس في المتوسطة أو الابتدائية ، وانذهل من كثرة الأخطاء اللغوية والأسئلة المغلوطة أصلاً ، بحيث أظلّ حائراً في كيفية شرح المادة لابني وأنا لم أفهم ما المطلوب من السؤال وآلية الإجابة عليه ، كما أظل حائرا أمام آلية التدريس التي يتلقاها التلاميذ من قبل بعض المدرسين والمعلمين .
قبل يومين طلب مني أن أحضّر معه لامتحان اللغة الانكليزية للصف الثاني المتوسط ، فوقفت حائراً في كيفية حل التمارين ، لأنني أجد أن المطلوب غير ما معروف عندي ، من خلال القطعة النثرية التي صيغت الأسئلة حولها ، ولكن أنّى يكون الحل والمطلوب أن يحفظ الطالب القطعة كلها عن ظهر قلب ثم يجيب على الأسئلة دون الرجوع إليها ، هل هذا معقول؟!
كيف لطالبٍ في الثاني متوسط أن يحفظ قطعة نثرية من مائة وخمسين كلمة باللغة الانكليزية ؟!
وقبل أيام أيضا طلبت مني جارتنا أن أحل لابنتها أسئلة الجغرافية للصف الرابع الابتدائي ، كان السؤال (عدد الأشهر القمرية ، ثم الأشهر الشمسية ) فوقفت اضرب أخماسا بأسداس ، أنا اعرف الأشهر القمرية هي ( الهجرية) والشمسية ( الميلادية ) ، لكن هل تعرف الطالبة في المرحلة الابتدائية ذلك؟! ولماذا لم تشرح المعلمة لها المادة كي تستوعبها ــ إذا كانت المعلمة تعرف الحل جيدا ؟!
ومن الأمثلة على ما في المناهج من أخطاء كبرى فهناك الكثير الكثير ، ما يجعلك تقف حائرا تندب حظ أبنائك وكيف سيكون مستقبلهم إذا كانت الدراسة بهذا الشكل ، ناهيك عن بعض مواد التربية الإسلامية التي تحمل ما لها وما عليها لترمي الطالب في دوامة اخرى.
كذلك الرياضيات واللغة العربية والدوران بين العلمي والأدبي في اسميهما الجديدين.
الخيبة والذهول يصيبانك وأنت تقرأ المناهج لما فيها من التباسات ومواضيع أكبر من عقلية طلاب المرحلة ذاتها.
كي نبني بنيانا سليما معافى علينا أن نعيد حساباتنا وندرس بجد آلية كتابة المناهج المدرسية لتتلاءم مع عقلية التلاميذ ضمن مراحلهم المدرسية، واكبر مثال على هذا البنيان الصحيح إننا ما زلنا نعرف ونفهم الكثير مما تعلمناه في دراستنا الأولى وقد طبعت في أذهاننا أشياء ومعلومات كثيرة باقية حتى الآن والى ما لا نهاية ، حيث صارت مرجعيتنا المعرفية أدبيا وعلميا وفنيا ورياضيا وثقافيا.
أبناؤنا أمانة في أعناق التربويين من أدنى فرد في قاعدة الهرم الوظيفي للوزارة إلى أعلى القمة، عليهم أن يعيدوا النظر في المناهج ويتأملوها جيداً لأنها أساس بناء المستقبل وأبناؤنا هم مستقبل الوطن.
عبد السادة البصري

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // سفر السياب // كُتبَ النص بمداد // الشاعر نصيف الشمري // العراق

سفر السياب
طوى شراعهُ، أَبحرَ بحرفهِ حراً في بحرِ المشاعر، يبغي هدوءً، يأتي مع نسمةِ حبٍ من شباكٍ، طلَّ على الأعوامِ جوعاً، هطلَ على غريبٍ، يشدو حرقتهُ نشيجاً، سَمِعَتهُ الجداول، صار بويب نشيجَ الأنهار، في رحلةِ سفرِ الصبرِ إليك.. ياوطني. 
نصيف الشمري 
العراق 
2018/12/23

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // نص كُتبَ بمداد الشاعر // صالح عبد الجياشي // العراق

ستفرغُ يدُ الاقدار عمري
من قِرب الايام
تهرقُ الساعات
لتروي عطشَ المساء
هذا ايار الذي وشم قبلهُ
على طيني
تأزرَ بضوءِ الشمس
فالغيوم البيضاء
كنزٌ ثمينٌ للرعاة
تأبط الزمن حكاية لي
ارخى القمرُ سدولهُ على رصيفٍ
جنديٌ مُصاب
بفكرةِ الهزيمة
فلا تلوح أيا تموز
غدا ستاتي
ومعكَ كُل خناجر الوقت
ونواعيرَ الساعات
لتطوي تلك القِرب المهرقة
ايمكن ان يعمى الزمن ؟
يتوقفُ عند اول عتبةٍ للغروب
ضحكات الفراشات
لا تعكسُها مراياي
فالضوءُ الهاربُ من بينِ السعفِ
يطاردها
تختبئ واحدةٌ في كُمي
تمُسكُني
تعانقُ الحلم
تشُمُ على جلدي قبلةً طينيةً
تموز العاري
يحاولُ مسكَ فراشاتي
وعشتار النائمة في حقلِ القصبِ
اندلقَ الضوءُ كله
فمسكت قربةً
تحاولُ جمعهُ
الا ان الضوء المختال على ساقيها
هربَ منشغلا بالفراشاتِ
النواعيرُ التي لا تتوقف
لا تدع عشتار تنام
خرير السواقي
عروق الروح
لا تقف انت مطارد
قلبك سيصاب بالهذيان
يا تموز لقد اغتيل الضوء
والفراشات
واحترقَ حقلُ القصبِ
يا تموز
لا تطل البحثَ
فالنواعير
اختنقت بعبرتها
ولن تتوقف عن البكاء

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // آه ..!! نص كُتبَ بمداد الشاعرة : روضة البو سليمي // تونس

---- من وحي تعليق ---
----------------------------
آه ........آه .....آه 
أياما تفصلني عن ذكرى فقدي لأنفاسي ...
لنبضي ...
لترتيب حروف آسمي
لوقفتي على طولي ...
أياما تفصلني عن منعرج كاد يذهب بي ...
بل أظنّه ذهب ببهاءاتي ...
أياما تفصلني عن مصيبة قسمت ظهري
ظهري الذي كان قويّا بك يا منارتي ...
أبي الذي لا مثيل له انت 
أبي و قرّة عيني أنت 
أبي الذي جعل منّي لبوة أنت
أبي الذي لا منافس لزرقة عينيه 
الواسعتين الرقراقتين..
أبي الذي كان يلوّح لي بروحه 
لتذكرني بأنني في سلام
أبي الذي أبكيك على مدار حنيني
آرقد في سلااااااام و توسّد سلامي
أبي المتفرّد......سلام لك من روحي
التي لن تكفّ عن رثائك ... يا روح روحي
~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~~/وضة ....تونس

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // هاجس // كُتبَ النص بمداد الشاعر : أحمد خلف النشمي // العراق

........هاجس......
هاجس يراودني
راسخا في مكنون اهوائي
كلما عاينته
يأتي حين الوجع
يلامس ذاتي
فأنزوي وحيدا
اتحسس روحي
أوصد الأبواب بابا بابا
يقف إلى جانبي
أسمع شهيقه وزفيره
يجوب المدى
اخبىء احلامي المشبوبة
يزجرني
يزحف دائرا في صدري
يكبر مع الصدى
اشعر بأن الكل يترصدني
اقبض على روحي
وادسها في جيب اوهامي
أحمد خلف نشمي العراق

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // آخر الصحو // كُتبَ النص بمداد الشاعر : حسين جبار محمد // العراق

آخر الصحو
في صحويَ الأخير
مُزدهرٌ ...يسرقُني الكلام
أُطِلُ شيئا..مُحْترقٌ ذيلُ الظلام
والنور الى انتهاءْ
..
يلكزُني الطريق
إسنويتُ يوماً
أُفيق
رويداً...رويداً غفوتُ
ضاعت الأضعاثُ في النقيق
تهاوى اللسان
تَبَخّرَ الكلامُ من جديد
رويداً تَنَفّستْ حروف
ضاعت النقاط
خُطّت الاسماءُ في المحيط
طارت الأمواجُ في وعاء
أنَ الكلامُ في الظلامِ كالخواء
مس وقُ المعاني...في سُباتٍ لن يفيق..

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // قصيدٌ كُتبَ بمداد الشاعر : بشير عبد الماجد بشير // السودان

في تكريم الموسيقار بشيرعـبَّاس
***
تـرَنَّـمَ الـعُـودُ في كفَّـيكَ من طَـرَب
وأنْـتَ تَـحْـنو عَـليهِ وهْــوَ مُـنْـبَهِــرُ
أوتَـارُهُ فـي خَـيَـالي ألْـفُ سَـاجِـعَـةٍ
في هَــدْأَةِ الَّـلـيـلِ للإَلـحَـانِ تَـبْـتَـكِرُ
وألْفُ صَبٍّ يُناجي الصَّبَّ قدعَصفتْ
بِـهِ الـمَوَاجِــدُ فَـهْـوَ الـوَالِـهُ الـحَـذِرُ
وعِـطْـرُ لَـحْـنُكَ يَـسْري وهْـوَ مُتَّئِـدٌ
مَـعَ الـنَّـسيمِ ولا يَـنْـفَـكُّ يـنْـتَـشِـرُ
وتِـلْكَ عَــزَّةُ ذاتُ الحُسْنِ قد بَـرَزَتْ
رَشيـقَِةً حِـلْـيَـتاهَـا الـدَّلُّ والـخَـفَـرُ
ذَوَّبْـتَ فَـنَّكَ سِــحْـراً في مَـسامِـعِـها
وأَنْـتَ فَـنُِّكَ فِيهِ الــشَّـجْـو والـفِـكَــرُ
شكرًا بشيرُ فَـقَـدْ أيْـقَـظْـتَ مُـحْتَدِماً
من الأحَاسيسِ في الوجْدانِ يستَعِـرُ
أحْـييتَ كلَّ نَـبـيـلٍ من مَـشَـاعِـرِنا
ومن بَـنَـانِكَ زانتْ عُـمْـرَنا الـدُّرَرُ
أمَّا (كُـنُوزي ١) فَـقَـد ألـبَسْتَهَا حُـلَلَاً
من البهاءِ وأبْــدَى سِـحْـرَهُ الـوَتَـرُ
زيـدانُ غَـنَّـى بها قِـدْمَـاً فَـخَـلَّدَهـا
بصوتِهِ العَـذبِ فِيهِ الحسُّ يزدَهِـرُ
ولا تَـزالُ على الأيَّـامِ نَـا ضِــرَةً
ولا تَــزالُ بِـلَـحْـنٍ مِـنْكَ تَـفْتَخِـرُ .
***
١- إشارة إلى أغنية كنوز مَحـبَّـة
من كلماتي وتلحينهِ وغناء زيدان ابراهيم
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( أشتاتٌ مجتمعات)

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // الدم الماسي بحر ذل خالد // كُتبَ النص بمداد الشاعرة : زكية محمد // المغرب

الدم الماسي بحر ذل خالد.
الثغور الماسية، ثكلى سوداء لا تحتفل بالاعياد هي فقط تتذكر مراسيمها فتنمهر الدموع الحمراء لتغرق كل الابتسامات البيضاء والرقصات المزركشة والضحكات المشاغبة في بحر من الظلام.ربما اصابها وباء الوحشة او ربما تنزف من طعنة غادرة .رأيتها تكشف عري خيباتها لريح خائنة ، وعدتها في الماضي بجلب سفينة النجاة لترسو على مرافئها المغتصبة .الأيادي الصغيرة المبتهجةالتي كانت تهدي للفراشات الذهبية احلاما بريئة، أصبحت اليوم تقدم أرواحا من اجل قطرة ماء او فقاعة أمن، تتهافت القلوب الثلجية على التقاط صور الرحمة لتهيمن على الاصوات العمياء باسم انسانيتها ،بينما توقع الثغور البائسة اتفاقية الالماس مقابل الدم. الرحم الماسية شاسعة وخصبة والاجنة ارواح بريئة، تزهق كل يوم لتذكرنا اننا قرابين للخلود فكل جهل والدم الماسي بخس في سوقهم النجس.
زكية محمد

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // نص كُتبَ بمداد الشاعرة : أروى طلعت // فلسطين

يزهو بي الليلُ .. أتجرعُ مُرَّ الغياب ..
إنحني يا قلبِ فالضلوعُ خانها العتاب ..
صار غدي أمسي .. والأمسُ غلبني وهكذا إلى غير مآب ..
ضاع بيَ العمرُ وإنني على حالي وحيدةً .. مهزومةً بعدَ مَن غابَ عني وَ غاب ..
ضاق بيَ الزمانُ واستثنى فرحي .. ونثرني على قارعة الطريقِ غريبةً .. وحيدةً .. نسيني من مرَ بقربي وانشغل عني الغريبُ وَ مَن كان ..
ليتكَ المنصفُ يا زماني .. فأنا مجرد هاويةٍ للحياة ليس لي فيها اسم ولا مكان .. ،،
تائهة بلا عنوان .. ،،
نسبني لإسمه زماني .. وفي شهادة ميلادي إسمي وكنيتي الى مماتي .. ،،
إبنة الزمان ..
أروى طلعت / فلسطين

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // حديث الروح // كُتبَ النص بمداد الشاعر : أحمد بو حاجب // تونس

#حديث_الروح (2) ..
~~~~~~~~~~~~~~أحمد بوحاجب// تونس .
كلُّ حرقة تتوهّج بالوجد 
ننثرها إلى رؤى و أمنيات 
نُزكي بها روح الأمل المتّقدة بالحب 
فيسري الحرف في الشرايين
يصعق خمول الخيال 
لينثر أوراقه في الفضاء الفسيح 
و يبدأ الحلم هناك
يحضن الأفراح مرّة 
و يلعن الأتراح مرّات 
وكلّما صفعتنا الحياة 
إلّا واستفقنا من حلم 
لنبقى متيقظين من أجل بقيّة الأحلام 
وكلّما نثرنا شعرا جادنا الصبحُ بمثله 
على صدى من عمق الروح يقول 
- الحب نحياه و لا نذكره ؛
لقد شرعت لك الأبواب
فازرع شتلات الحب 
ازرع ...ازرع لا تفكر بالمحصول !
و تنقّل ..املأ ساحات القلوب ببذور الحب 
واسقِ البذور ولا تنسَ أن تسقيَ شوكا 
من أجل ورد💕 !

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // صمتُ الغروب // كُتبَ النص بمداد الشاعر : مهدي الماجد // العراق

صمتُ الغروب
مهدي الماجد
1- حنين
لمن يتقلبُ في الصدر ِحنيني ؟
أإليك ِإذن . . ؟
قلتُ لما جفتْ ينابيعُ اللقاء ِ
إليك ِخذيني
في القلب ِوانسيني
سأبقى في حدائقه
أراقبُ خطرات ِالزهورَ
أشكوها وتشكوني
2- أمـــي
حين يهلك قلبُ الظلمة ِ
على أيدي الصباحْ
وتتهاوى الى الثرى
سحائبٌ تشكو الجراحْ
لماذا أيتها الفريدة ُ
أراك ِتنبذينَ أفراحهنَّ
وتهوينَ التألمَ والنواحْ . . ؟
3- زوجتي الحادية ُوالعشرين
جسمها ممتلئٌ بالندوبْ
لكنَّ من بينها 
تطلُ دوما ً
أفرعُ الزهر ِمغرقة ً بالشحوبْ
في مولد ِالقرن ِ 
بالرقم ِ 01 
لا بالصفرينْ
والفرقُ ما بيننا ثلاثين
اختزلتْ بما ملكتْ
ما أبدعته قبلها 
عرائسي العشرينْ
وكنتُ انتظرتُ 
وانتظرتُ . . . 
شروقَ أهلتها
مذ رضيتْ ثرى ( لاريسا )
أن تكون موئلَ رأسي
مذ انتبذتْ ( مريمُ ) ركنها
بـ ( كرادة ِالكرخ ِ ) التي 
ستحملُ غداة ًأسمها
4- غروب
متيمٌ أنا . . .
لا تلجئيني للجنون ِوترحلي
ما أقسى عليَّ أنْ يحتويني
صمتُ الغروب ِفي يوميَ
مرتينْ .
7/4/2012

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // ليلة : كُتبَ النص بمداد الاديب د . المصطفى بلعوام // المغرب

لَيْلَةٌ...
كَمَا بَاقِي أَوْرَاقِ العُمْرِ 
أُقَلِّمُ شِيبِي 
وَرَأْسِي
يَكَادُ يَتَدَحْرَجُ مِنٌ عَلَى قَلْبِي
سَنَةٌ أُخْرَى
جُثَتٌ تَنْتَظِرُ مَوْعِدَهَا 
أَوْطَانٌ عَزَّ عَلَيْهَا ذُلُّهَا 
سَنَةٌ...
كَمَا بَاقِي تَجَاعِيدِي 
أَخْشَاهَا
فَتَتَوَجَّسُ عَقْرَباّ
هُنَا مَصْلُوباً 
يَنْشُدُ قُدُومَ جَسَدِي 
يَتُوهُ الضَّوْءُ 
أَقْفِزُ قَبْلَ أَنْ تَهْرُبَ قُبْلَتِي 
وَيَعُودَ البَدْءُ
فَأَحْتَرِقُ مِنَ صَبَابَتٍي 
أَهْمِسُ وَسَكَرَاتِي
لَكَمْ أُحِبُّكِ!
لَنَا مَا تَبَقََى 
وَلِي أَنْتِ
وَغُصَّةُ بِلاَدٍ تَنْخُرُ بُحَّتِي ...

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // إلى وطني // كُتبَ النص بمداد الشاعرة : السعدية خيا // المغرب

إلى وطني ما عدت
إلى وطنك جئت 
لكن إلى وطني 
ما عدت 
قدمت أبحث 
عن شمس، عن دفء،
عن حضن أهل،
قدمت آخد معي ذكرى 
من هذا المحل
أحفظها إلى أن يصير 
الجسد كهلا
أرويها للرفاق 
أعلقها صورة على 
في فناء البيت
لكنك اغتصبت العمر 
فماذا جنيت؟
غريب أنت عن وطنك 
لأن أهله ناس أصل
من أي كهف قدمت 
فعلى وجهك علامات كفر 
خرجت وحدي إلى الجبال
أمرح في براءة الغزال
لم يعلمني عقلي أو أحدا
أنه يمكن للضبع أن يغتال
جسد ،وعمر، ونظرة الغزال
إلى وطني ما عدت
تركت ابتسامتي 
هائمة هناك 
تسمعها الجبال 
وتنوح حزنا 
لأني كنت وعدتها
أن أصادقها
وأكثر فيها التجوال
كتب علي الرحيل 
مخنوقة بالحبال
مبرجة بالجراح 
وشروخ الغدر
على صدري 
تهتز بالصراخ 
رحلت مقطعة الأوصال
إلى وطنى ما عدت
فكفار الغاب
تركوا ربهم وصاروا 
يعبدون الدماء
ضاعت فطرتهم
غابت سنتهم
لا يستطيعون الشفاء
لو كنت أعلم قدري
إلى وطنك ما كنت قدمت
السعدية خيا /المغرب

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // ليالٍ /ـ في الدحرجة .. للأعلى ..! إلى صديقي د المصطفى بلعوام // كُتب النص بمداد : جاسم آل حمد الجياشي

ليالٍ /ـ في الدحرجة .. للأعلى ..!! إلى صديقي الدكتور المصطفى بلعوام .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جاسم آل حمد الجياشي 
تتدحرج لأعلى ما يكون ..!!
أيها الكائن..
المفتون /ـ بلملمة 
الشجون .. كطائرٍ 
يغني بصوتٍ /ـ أبحٌ حَنون..!
حَنووووووووون .. حدَ 
الجنون .. يسكنهُ 
السكون ..!! 
سكون المسيرُ 
متوحداً .. مكنون .../ـ ؟!

السبت، 22 ديسمبر 2018

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // رجال المجد الضائع " قلج علي" // كُتبَ بمداد : د . صالح العطوان الحيالي // العراق

رجال المجد الضائع "قلج علي"
ـــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق - 11-121-2018
اسـمـــه ومـــولـــده 
ــــــــــــــــ 
قلْج عَلِيّ بَاشَا واسمه الاصلى " جيوفاني ديونيدجى غاللينى (1519 - 21 يونيو 1587) من رجال البحر العثمانيين من أصلِ إيطاليِ ، اعتنق الإسلام وأصبحَ من رياس البحر العثمانيين ثم قبودان بحرى للأسطولِ العُثمانيِ في القرن السادس عشرِ. عُرِفَ أيضاً بعِدّة أسماء أخرى في البلدانِ المسيحيةِ المطلة على البحر الأبيض المتوسط، كما ظهر في الأدبِ أيضاً تحت أسماءِ مُخْتَلِفةِ. فقد عرفً في إيطاليا تحت اسم Occhiali ، ودعاه ميجيل دي سرفانتس Uchali في روايته دون كيشوت .[1][2][3] كما سماه جون ولف في كتابه "الساحل البربرى" Ali Euldj
حياته المبكرة 
ـــــــــــــــ ولد اولوج على لاحد رجال البحر الإيطاليين بمدينة كالابريا بجنوب إيطاليا , كانت رغبة والده ان يتلقى تعليما دينيا ولكنه أسر في العام 1536 على يد "على أحمد" أحد رجال خير الدين بارباروسا حيث عمل مجدفا على ظهرأحد القوادس . بعد اعتناقه الإسلام وباعتباره من رجال البحر المهرة ترقى اولوج على في الرتبة وبحصوله على المزيد من الغنائم اصبح شريكا في سفينة من سفن الجهاد في الجزائر وفى وقت لاحق وباعتباره من أشجع رياس البحر انضم اولوج على إلى طورغود باشا الذي كان يبث الرعب في قلوب البلدان المسيحية المطلة على البحر المتوسط والذي كان أيضا حاكما لـ طرابلس الغرب . أعجب أمير البحر بيالى باشا بالنجاحات التي حققها اولوج على فتم تسليمه حكم جزيرة ساموس في بحر ايجة في العام 1550 وفى العام 1565 تم تعيينه حاكما عاما لمدينة الإسكندرية , وفي نفس العام انضم إلى الأسطول العثمانى المصري المحاصر لـ مالطا . وبعد مقتل طورغود باشا اثناء الحصار تم تعيينه خلفا له في حكم طرابلس الغرب حيث حمل جثمان طورغود وقام بدفنه في طرابلس حيث تم تثبيته حاكما عليها بقرار من السلطان سليمان القانوني. حيث قام في الأعوام اللاحقة بعديد الغارات على سواحل صقلية – كالابريا .
يعد ( قلج علي ) احد أهم وأبرز البحارة العثمانيون الذين تألقوا وسطع نجمهم في القرن السادس عشر الميلادي ، كان اسمه ( أولوج علي ) ، ثم سماه السلطان ( سليم الثاني ) بـ ( قيليج علي ) أي السيف القاطع ، وعرف بأسماء أخرى في الدول النصرانية المطلة على البحر المتوسط ، خصوصا في بعض الكتابات الأوروبية بـ ( أوش علي ) ، ودعاه الآخرون بـ ( بوش علي ) ، و ( علي باشا ) ، وبالتركية يطلق عليه ( قلدج ) بضم القاف وتعطيش الجيم مع الشدة والقلقلة ، ويسمى بالعربية ( قلج علي ) .
ولد ( رحمه الله ) في سنة ( 1507م ) في قرية ( كاستيلا ) الواقعة في كلابريا بجنوب إيطاليا لأب وأم نصرانيين .
نـشـــأتـــــــه 
ـــــــــــــــ أراد أبوه أن يعلمه تعليما دينيا بحتا حتى يصير قسيسا ، ولكن الله قدر له شيئا آخر ، فعند بلوغ ( قلج علي ) العاشرة من عمره تقريبا ، وأثناء قيام ( خير الدين بربروس ) بإحدى غاراته على سواحل جنوب إيطاليا ، وقع ( قلج علي ) في الأسر فيما بين ( سنة 1524م – 1528م ) ، وعند توزيع الغنائم وقع في سهم ( علي أحمد رئيس ) ، فاشتغل في البواخر الإسلامية مجدفا ككل الأسرى والعبيد النصارى ، وكان زملاؤه يسخرون منه ويلقبونه بينهم بالفرطاس لصلع كان في رأسه ، ومنذ سنة ( 931هـ - 935هـ / 1524م ) ظل ( قلج علي ) يربى في دار ( علي أحمد ) رئيس ، واعتنى به الرجل عناية خاصة ، مما جعله منذ طفولته مولعا بالبحار وحب المغامرات .
حسنة من حسنات خير الدين بربروس "​" تلميذ ملك البحر المتوسط طرغود باشا "​
آخر البحارة العظماء في القرن الـ 16م "​" عاش ومات وعينيه وقلبه مصوبين تجاه الأندلس "​سلوا عنه الجزائر الأبية​ إسبانيا البحر المتوسط بأسره بجميع شواطئه وجميع موانيه وجميع جزره ، بل كل صخرة فيه ...الفرنسيين ، الإيطاليين ، اليونانيين ، بل كل أوروبا ليبيا بأسرها ، تونس الخضراء ، بل الشمال الإفريقي كله ...شارل كوينت إمبراطور اسبانيا يعرفه جيدا فلطالما نكل بجنوده ودحر قواده
فيليب الثاني إمبراطور اسبانيا الهالك يعرفه جيدا فلطالما لم يعرف طعم الراحة ولإعصار يعصف بأساطيله ...ملكة انجلترا تعرفه جيدا ، وكيف لا وهي من طلبت معونة الإعصار للتصدي لتهديدات الأسطول الأسباني لانجلترا
دون جوان قائد البحرية الصليبية وخليفة دورا يعرفه حق المعرفة ، وكيف لا والإعصار هو من أفقده حلاوة النصر الذي أحرزه في ( ليبانتو )
يعرفه الاوربيون !ولا يعرفه المسلمون !يعرفه الكافرون !ولا يعرفه المؤمنون !
مجدوا الأقزام !وغمروا الأعلام !
علم من أعلام البحرية الإسلامية في القرن السادس عشر أحد سادات القادة والفاتحين ، أحد الغُرّ الميامين ، إعصار البحر الدامي قلج علي العثماني ، الذي هو حسنة من حسنات ( الإخوة بربروس ) ، وامتدادا لملك البحر المتوسط الوحش الضاري ( طرغود باشا العثماني ) ، فكان الإعصار ( خير خلف لخير سلف ) فرحمة الله عليهم أجمعين هم وجميع قادات وسادات الأمة من العلماء والمجاهدين .
إسلامه ( رحمه الله ) وبداية جهاده في سبيل الله 
ــــــــــــــ بعد عدة سنوات أسلم ( قلج علي ) ، وأضاء قلبه بنور الإيمان والإسلام ، فشمر عن ساعد الجد ، وأخذ يستغل أفضل ما عنده من براعة وخبرة في القتال البحري وفنونه ويوظفه لخدمة الإسلام والمسلمين .
وخلال فترة وجيزة ارتقى مناصب رفيعة وعلت مكانته فتولى رئاسة البحارة على سفينة ( علي أحمد ) رئيس ، فازدادت حصته من الغنائم ، ولم يعمد كغيره إلى تبذير أمواله بل جمعها واشترى بها سفينة أخذ يستخدمها في الجهاد ضد النصارى ، وقد ساعده جِدِه وانتظامه على جمع ثروة ضخمة ، فأصبح من كبار الأغنياء ، وقد استغلها للذهاب إلى الشمال الإفريقي وانضم إلى ( حسن بربروس ) وكان من أصدق وأشجع قباطنته .
قلج علي في الجزائر مع ( حسن بربروس ) 
-ــــــــــــــ أبان فترة ولاية ( حسن بربروس ) للجزائر قام ( رحمه الله ) بتولية قلج علي إمرة تلمسان ، فعرف عنه العزم في تسيير الإدارة والبطولة الحربية والشجاعة ، وتولى قيادة العديد من الحملات المظفرة على اسبانيا وأبلى فيها بلاء حسنا .
قلج علي وطرغود باشا 
ـــــــــــ ارتبط ( قلج علي ) بروابط قوية بأمير البحار الأعجوبة ( طرغود باشا ) ، وتشير العديد من المصادر أن ( قلج علي ) صار تلميذا نجيبا ومتميزا جدا لدى طرغود ( رحمه الله ) ، وكان أول ظهور له معه في الديوان الهمايوني كان في سنة ( 1551م ) ، حيث تم تكليف طرغود بشن العديد من الهجمات البحرية على السواحل الإسبانية ، والسواحل التابعة لها .
رافق ( قلج علي ) طرغود باشا في حملاته على صقلية ، وحملته الناجحة على ( مالطة ) والتي استطاع فيها ( رحمه الله ) الاستيلاء على جزيرة ( جوزو ) الملاصقة لها في ( 16 يوليه 1551م ) ، ثم انتقل معه في حملة فتح ( طرابلس الغرب ) والتي نجح فيها من تحرير ( طرابلس ) من أيدي ( فرسان مالطة ) في ( 15 أغسطس 1551م ) .
في سنة ( 1560م ) تولى ( قلج علي ) قيادة الجناح الأيسر للأسطول العثماني وذلك في موقعة جربة البحرية التي سلف الإشارة إليها ، والتي أبلى فيها ( رحمه الله ) بلاء حسنا .
بطولة لا نظير لها في فتح قلعة جربة 
ــــــــــــــــــــــــــــــ ظهرت بطولته وتألقت شجاعته في موقعة جربة البرية ، والتي كان له فيها النصيب الأوفر من الإقدام والشجاعة ، وقد أورد ذكر هذه المعركة تفصيلا ( يلماز إيزتونا ) فيما يلي : " طوق بيالة باشا وطرغود باشا قلعة جربة بـ 14 ألف جندي من البر وبالسفن من البحر . كان قد تجمع في القلعة الصليبيون الذين لجئوا مؤخرا و ( 8000 جندي ) من الجنود المسيحيين ، كانوا قد تلقوا أمرا من فيليب بعدم ترك القلعة قبل أن يموت آخر جندي . دام هذا الحصار 63 يوما واستسلمت القلعة في ( 30 يوليو 1560م ) . أطلق الأتراك خلال هذه المدة 12 ألف طلقة مدفع وأكثر من 40 ألف سهم . لقد كانت هذه المعركة إحدى معارك التاريخ الدموية ، وكانت في هذه الحرب قد انقلبت الحرب من حرب قلاع إلى حرب آبار المياه الإرتوازية ، فالطرف الذي يحوز الآبار يكون هو الطرف المنتصر . تمكن ( أولوج علي ) رئيس من حيازة بئر واحدة فقط بعد قتال دموي شديد ، وظلت البقية لدى الأسبان . كان الأتراك لا يجدون الماء بدرجة كافية ، أما المسيحيون فلم يكن لديهم أي مصدر للمياه عدا الآبار . شوهد أسبان جنوا يلجئون من شدة العطش إلى الأتراك . استشهد وجرح بجراحات بليغة 7 قواد سفن ( قبطان ) برتبة عقيد بحري دفعة واحدة . اقتربت الخنادق من بعضها إلى درجة أن الأتراك والأسبان كان يكلم بعضهم بعضا من أماكنهم ، أبدى ( الدون آلفارو ) شجاعة بحيث اقترب من سرادق ( طرغود باشا ) . نفذ توصية مليكه ، فلم يبق عند سقوط القلعة ، شخص واحد حي من جنود الأسبان الذين كان عددهم ( 8000 ) . اسر دون آلفارو لوحده ، كان قد اقترب إلى مسافة بضعة أمتار من سرادق باشا .
كان دون آلفارو قد اشتهر بمعاملته السيئة للجدافة المسلمين ، لذلك فقد حاول الذين كانوا أسرى وجدافة تمزيقه . جعل ( دورمش رئيس ) ربان سفينة الأميرالية ( القيادة العامة ) ليبالة باشا من جسمه سدا لجسم الأميرال ونجاه من الموت " . انتهى كلامه .
في عام ( 1565م ) رافق ( قلج علي ) معلمه ( طرغود باشا ) في الحملة الهمايونية للأسطول العثماني على مالطا ، والتي سبق الإشارة إليها ، ولقد أبلى فيها ( قلج علي ) بلاء حسنا حتى نهايتها ، فلما مات ( طرغود باشا ) عاد قلج علي بجثمانه إلى طرابلس الغرب ودفنه هناك في قبره المعروف حتى الآن وتولى إمرة طرابلس لمدة خمسة شهور حتى أتى الوالي الجديد ( يحيى رئيس ) فتولى زمام الأمور ...
قلج علي بيلرباي الجزائر 
ـــــــــــــــــــــــــــ
أصدر السلطان "سليم الثاني" فرمانًا بتعيين "قلج علي" أميرًا (بيلربك) على الجزائر، وذلك خلفًا للأمير السابق "حسن بن خير الدين بربروسا" الذي عين قائدًا عامًا للأساطيل العثمانية، وتم اختيار "قلج علي" لما عرف عنه من العزم في تسيير الإدارة والبطولة الحربية والشجاعة، والعاطفة الإسلامية الجياشة، خاصة نحو مسلمي الأندلس الذين يعانون أشد صنوف العذاب تحت نير البطش الإسبانية.
تشير بعض المراجع إلى أن ( قلج علي ) تولى منصب ( بيلرباي الجزائر ) في عام ( 1565م ) ولكن المشهور انه تولى هذا المنصب في يوليو ( 1568م ) على إثر اصدر السلطان العثماني فرمانا يقضي بتعيين ( قلج علي ) بيلرباي إفريقيا .
عند تولي ( قلج علي ) لهذا المنصب وضع نصب عينيه العديد من المهام والأهداف ، وكان من أهمها عنده تصفية بقايا الجيوب الأسبانية في الشمال الإفريقي ، وضم المغرب للراية العثمانية أو التحالف والتعاون المشترك بينهما ، ومن ثم استرداد الأندلس .
"قلج علي" والمشروع الكبير:
ــــــــــــــــ عندما تولى الأمير "قلج علي" الجزائر، لم يكن حديث عهد بهذه البلاد، بل كان علي دراية تامة وواسعة بأحوال المغرب العربي والأندلس، ودرس تاريخ هذه البلاد جيدًا، واطلع على كثير من خطط وتحركات الإسبان مما جعله يفكر في مشروع كبير وخطير في نفس الوقت، وبه كثير من الطموح الذي قد يقول عنه البعض أنه محض خيال وضرب من ضروب المستحيل، هذا المشروع هو تحرير الشمال الإفريقي كله من الجيوب الصليبية وتوحيد المغرب العربي كله من ليبيا إلى المغرب الأقصى، ثم الانتقال لإعادة دولة الإسلام بالأندلس مرة أخرى كما كانت من قبل، وقطعًا لو عرض هذا المشروع على أكثر الناس تفاؤلًا لقال فورًا: مستحيل، ولكن صاحب الهمة والعزيمة والإرادة الحديدية والتوكل التام على الله عز وجل لا يعرف مستحيلًا.
توحيد المغرب العربي:
ــــــــــــــــــ كان الأمير "قلج علي" ينظر إلى بلاد المغرب نظرة موضوعية وعميقة، فبلاد المغرب تشمل كلًا من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب الأقصى، أما ليبيا والجزائر فكلاهما ولاية عثمانية، وأما تونس فتحت حكم "الحفصيين"، وأما المغرب الأقصى فتحت حكم "السعديين" وكل من هؤلاء وهؤلاء في ضعف وهوان وخضوع كامل لإمبراطور إسبانيا والبرتغال، لذلك فقد كانت خطة العمل تقتضي البدء من تونس ثم المغرب.
وكان "قلج علي" مهتمًا بشدة بمنطقة شرق الجزائر لاتصالها بتونس، ولكونها ظهر قاعدة الانطلاق في الجزائر، فرأى أن يبدأ بتأمينها، فجهز "قلج علي" جيشًا كبيرًا مؤلفًا من نحو سبعة آلاف مقاتل، وكان الوزير "أبو الطيب الخضار" يعمل عند "الحفصيين"، ولكن يكره أفعالهم وخضوعهم لصليبيي إسبانيا، لذلك فلقد اتصل بالأمير "قلج علي" وسهل له طريق الفتح ويهون عليه أمر "الحفصيين".
وصلت أخبار الهجوم الجزائري على تونس، فجهز سلطان الحفصيين "أبو العباس" جيشًا كبيرًا لصد هذا الهجوم، وبعد قتال عنيف انتصر "قلج علي" على "أبي العباس"، وفتحت تونس وأصبحت ولاية عثمانية، وإن كنت منطقة "حلق الواد" قد ظلت بيد الإسبان، لأن قوات "قلج علي" قد أنهكت في قتالها ضد الحفصيين، ولم تستطع مواصلة القتال مع الإسبان، لكن هذا الفتح أضعف الوجود والتأثير الإسباني بتونس للغاية.
قلج علي ومسلمي الأندلس 
ـــــــــــــــــــ بعد سقوط الأندلس في أيدي أسبانيا ، وما حل بالمسلمين من اضطهاد وتعذيب ، وتهجير جماعي ، جرح المسلمون جرحا بليغا وداميا ، كان ولطالما محفزا ومثيرا للدولة العثمانية في حربها ضد إسبانيا بلا هوادة ، ولم تبرم الدولة العثمانية أي معاهدة أو ميثاق معها ، وخير دليل على ذلك هو أن سلاطين وقادة العثمانيين ظلوا يقاتلونها بكل قوتهم برا وبحرا دون راحة أو انقطاع .
وبالرغم من أن الأندلس وسقوطها كان قد مر عليه أكثر من نصف قرن ، إلا أن ذكراها كانت ما تزال حية في نفوس المسلمين ، بسبب الأنباء التي ينقلها اللاجئون والمهاجرون من الأندلس عن المجازر والمظالم التي يتعرض لها المسلمون ، كما أن الغزوات التي كان ينظمها المسلمون على شواطئ أوروبا الجنوبية وعلى ساحل الأندلس خاصة كانت تعزز آمال المسلمين الذين مكثوا بالأندلس ( بعد أن تظاهروا بالتنصر ) في إمكانية استعادة فردوسهم المفقود . خصوصا وأنه في نفس الحقبة التاريخية التي سقطت فيها الأندلس (التي كانت تشكل الجناح الغربي للإمبراطورية الإسلامية ، كانت قد سقطت القسطنطينية معقل النصرانية الشرقية في أيدي المسلمين العثمانيين وكسر الجناح الشرقي لأوروبا ) .
إذن فلا غرابة أن يستمر أمل المسلمين في بذل المحاولات المستمرة من أجل استعادة الأندلس ، لأن عوامل الانهيار المعنوي التي يمكن أن نتخيلها نحن الآن ، ومرور الكثير من القوت قد ضاعف منها ، بالإضافة للحماس الكبير الذي كان يغلب الكثيرين في هذه الفترة وشوقهم وتطلعهم لاستعادة الأندلس وعودتها لحوزة الإسلام .
في ظل الأجواء المظلمة التي يعيش فيها المسلمون في الأندلس ظهر زعيم مسلم يدعى ( محمد بن أمية ) ، قام بتوحيد جهود المسلمين للقيام بثورة شاملة ( جبال البشرات ) ضد الأسبان .
علم البطل من مخابراته وعيونه وعبر قنوات اتصال سرية بينه وبين ثوار الأندلس بترتيبات الثورة ، فشمر عن ساعد الجد من أجل تقديم المساعدة والعون لإخوان العقيدة في استعادة حقهم المغصوب ، فقام بإرسال أسطوله المكون من ( 40 سفينة ) إلى ميناء ( ألمرية ) وتمكن من توصيل قدر كبير من الأسلحة النارية إلى الثوار المسلمون في جبال الأندلس ، واستطاع أن يركب معه الكثير من مسلمي الأندلس الذين استطاعوا الاقتراب من الشاطئ .
لأن الله عز وجل لا يضيع أبدًا أمة الإسلام، وإن أضاعها الخونة والعملاء، فإن الله عز وجل دائمًا يقيض لهذه الأمة، من يعيد لها الأمل، ويبعث فيها نسائم الرجاء، فرغم خيانة "الغالب السعدي" فإن الأمير البطل "قلج علي" قد قام بأعظم الأدوار في إنقاذ مسلمي الأندلس وذلك على شكل الخطوات الآتية:
1- أنشأ قنوات اتصال دائمة مع قادة الثورة في الأندلس، وأشرفت المخابرات العثمانية بنفسها على هذه القنوات.
2- التنسيق مع قادة الثورة في اختيار توقيت الحركة والثورة، وتحديد أماكنها.
3- إنشاء قاعدة انطلاق ثابتة في مدينتي "مستغانم"، و"مازغران" بالجزائر، لتجميع المجاهدين والقوات العسكرية التي ستنطلق إلى الأندلس، وكانت الجيوش المتجمعة في هذه القواعد العسكرية مجهزة بالمدافع والذخائر ومشحونة بآلاف المجاهدين.
4- أعد أسطولًا قويًا مكونًا من أربعين سفينة مليئة بالرجال والسلاح، للهجوم في توقيت معين متفق عليه مع قادة الثورة، لوضع الإسبان في ارتباك وتشتت، ولكن سوء تصرف أحد قادة الثورة، أدى إلى اكتشاف الخطة، وأيضًا قامت زوابع بحرية شديدة أغرقت 32 سفينة من الأسطول.
5- لم ييأس "قلج علي" من فجيعة غرق معظم أسطوله، وعاود الكرة وأنزل هذه المرة أربعة آلاف مجاهد بالسلاح وانضموا لثورة مسلمي الأندلس.
6- أقنع "قلج علي" السلطان "سليم الثاني" بضرورة مواصلة دعم مسلمي الأندلس، وإعانة الثورة، فوافق "سليم الثاني" وأصدر بذلك فرمانًا في 23 شوال 977 هجرية.
وظل "قلج علي" يساعد مسلمي الأندلس ويمدهم بالسلاح وبالرجال ويضغط على القوات الإسبانية في البحر المتوسط وينقل المسلمين الفارين من الاضطهاد الصليبي بالأندلس، حتى إنه قد عزم على الذهاب بنفسه لقيادة الجهاد والثورة هناك، ولكن حدث ما لم يكن في حسبان "قلج علي".
على إثر ذلك قام ( قلج علي ) بإعداد خطة دقيقة لتصفية الجيوب الأسبانية في الجزائر ، في نفس الوقت الذي يدعم فيه الثورة الأندلسية ، لذا ومن اجل التعمية على الأسبان قام ( قلج علي ) بتعبئة 14 ألف جندي عثماني و60 ألف جزائري ووجههم إلى ( مزغران ومستغنام ) التي كان قد وجه إليها قبل ذلك المدفعية وألف وأربعمائة ناقلة محملة بالبارود والذخيرة الحربية ، وذلك من أجل أن يقوم بهجوم منسق ضد القاعدة الاسبانية في وهران ، في نفس الوقت الذي يقود فيه حملة لاحتلال شواطئ الأندلس ، مستغلا أن (الثورة المتوقعة داخل الأندلس في شغل الحاكمين المسيحيين عن وهران وصرف نظرهم عنها .
لكن الأسبان تفطنوا للخطة السرية بسبب عثورهم على مخزن كبير من مخازن السلاح في الأندلس وقاموا بالاستعداد لمواجهاتها، ولذلك أجل ( قلج علي ) تنفيذ تلك الخطة .
على الصعيد الآخر في الأندلس فقد اندلعت الثورة ولكن هذه الثورة فشلت فشلا ذريعا لعلم الأسبان بكافة تفاصيل الثورة قبل وقوعها ، واندلعت ثورة الأندلس المتوقعة في وقت لم يكن فيه ( قلج علي ) ينتظرها ، وبالرغم من المواجهات التي حدثت بين الثوار والأسبان وامتداد الثورة إلى الأجزاء الجنوبية الغربية من أسبانيا ، لكنها فشلت لعدم وجود سند شعبي واسع من الداخل ، بالإضافة إلى عدم وجود حركة خارجية قوية تساندها ، ولم يستطع ( قلج علي ) تقديم المساعدات المنشودة لهبوب عاصفة بحرية شتتت البواخر الحربية فلم يستطع الوصول إلى الشواطئ الأندلسية إلا ست بواخر فقط ، وبذلك ضاعت فرصة ثمينة وغالية لتحرير الأندلس من أيدي الظالمين مرة أخرى وكان أمر الله قدرا مقدورا .
جاء نتيجة استفحال أمر الثورة أن قام ( دون جوان ) الحقير بالعديد من المذابح الدموية التي سالت فيها دماء المسلمين انهارا .
الأسبان كانوا دائما وأبدا متعصبين دمويين ليس ضد المسلمين فقط ، بل كانوا كذلك أيضا ضد رعاياهم من البروتستانت ، فمن أشهر المجازر الوحشية التي ارتكبوها ضد ( البروتستانت ) هي ذبح كل سكان مدينة ( هارليم ) البالغ عددهم ( 15 ألف نسمة ) في سنة ( 1573م ) ، كما قاموا بالقضاء على كل سكان ( دلنز ) البالغ عددهم ( 4 آلاف نسمة ) في سنة ( 1595م ) .
بالرغم من فشل الثورة ، فلم تتوقف مساعدات ( قلج علي ) للأندلسيين ، فلقد استطاع القيام بعملية إنزال ناجحة على السواحل الأندلسية ، عن طريق توغل عدة مئات من جنود البحرية العثمانية ، المدججين بأسلحتهم النارية ، وانضمامهم إلى الثوار الأندلسيين .
في عام ( 1569م ) استطاع ( قلج علي ) القيام بعملية إنزال كبرى على نطاق أوسع ، حيث شملت عدة مئات من جنود البحرية العثمانية الذين توغلوا إلى داخل الأندلس وهم مسلحين بأربعة آلاف بندقية ، ومكلفين بمهمات أخرى ، حتى انضموا إلى الثوار .لم يتوانى ( قلج علي ) في تقديم أي مساعدة أو إعانة لنجدة ودعم الأندلسيين ، فقد وصل الأمر به ( رحمه الله ) أنه اخذ يستعد استعدادا كبيرا وكله عزم على المسير إلى الأندلس بنفسه على رأس قوات ضخمة لتحريرها لولا أن قضاء ( الله عز وجل ) كان قد نفذ ، فقد أرسل إليه السلطان ( سليم الثاني ) يستدعيه لكي يشارك مع الأسطول العثماني لدفع الهجوم الكبير الذي كانت تعده أوروبا النصرانية ضد الدولة العثمانية .
قلج علي وتـــونــــــــــــــس 
ـــــــــــــــــ اشرت سابقا أن ( خير الدين بربروس ) قام بفتح تونس في عام ( 1534م ) ، واستطاع تحريرها من أيدي الأسبان ، وطرد السلطان الحفصي منها ، ولكن هذا الأخير ارتمى في أحضان الأسبان وطلب مساعدة مليكهم ( شارل كوينت ) من اجل إخراج العثمانيين منها ، ولبى ملك اسبانيا دعوة السلطان الحفصي واستطاع أن يسترد تونس مرة أخرى من أيدي ( خير الدين بربروس ) الذي انسحب منها وهو في غاية الألم بعد أن لعبت الخيانة دورها في فقده لتونس .
منذ هذا التاريخ وشعب تونس يعاني من ( ظلم الأسبان – الحفصيين العملاء ) ، مما أدى إلى قيام الأعيان والوجهاء بالقدوم إلى استانبول وعرض شكواهم بعد استراحتهم في الديوان عام ( 1563م ) .
- طالب سكان تونس السلطان العثماني بإرسال جيوش الإسلام لطرد السلطان الحفصي الخائن ، والحامية الأسبانية المتمركزة في تونس ، خصوصا وقد لمس التونسيين وشاهدوا جميع مدن الشمال الإفريقي الخاضعة لسلطان ( آل عثمان ) وعلى رأسهم الجزائر التي قد بلغت حد من الغنى والرقي والأمن لم يسبق وأن وصلت إليه هذه البلاد تحت إدارة إسلامية منذ الفتح الإسلامي لهذه المناطق .
قلج علي يسترد تونس مرة أخرى ( 1569م ) 
ـــــــــــــــــــــ على إثر ذلك وفي ( سبتمبر 1569م ) قام ( قلج علي ) بترك وكيلا عنه في الجزائر ، وقام بالمسير إلى تونس على رأس ( 5 آلاف جندي تركي – 6 آلاف جندي عربي ) ، فخرج لمواجهته السلطان الحفصي في جيش كثيف قوامه ( 30 ألف جندي ) لملاقاته ، ويشاء ( المولى عز وجل ) أنه لما تلاقى الجيشان للقتال ، قام أفراد جيش الحفصيين بالانضمام إلى جيش ( قلج علي ) ولله الحمد والمنة .- لما رأى السلطان الحفصي ذلك قام بالفرار والاحتماء بالحماية الأسبانية المتمركزة في ( حلق الواد ) ، فدخل ( قلج علي ) مدينة تونس بكل سهولة ، واستخلف احد قواده ويدعى ( رمضان باشا ) في المدينة واليا عليها ومعه حامية مكونة من ( 3 آلاف جندي ) للدفاع عن المدينة .
نظرا لعدم تطور الأعمال القتالية واستثمار الفوز ، تمكن السلطان الحفصي مدفوعا بالأسبان من طرد ( رمضان باشا ) والحامية العثمانية ، فتراجع ( رمضان باشا ) إلى القيروان واستقر بها بعيدا عن سلطان الأسبان ، والسلطان الحفصي .
موقف للتاريخ
ــــــــــــ طلبت الملكة ( اليزابث ) في رسالتها إلى السلطان ( مراد الثالث ) مساعدته ضد الكاثوليك الذين سمتهم ” عبدة الأصنام ” وذكرت أن عبادة التصاوير في المذهب البروتستانتي ممنوعة كما في الدين الإسلامي ، فكتب السلطان إليها في خطابه الذي حرره سنة ( 1580م ) للملكة : ” وأنتم كذلك عليكم بالطاعة والانقياد للباب العالي ” ووعدها بالمساعدة المالية والعسكرية .
,,,, لم تكتف ملكة انجلترا بهذا الخطاب وقامت بإرسال العديد من الخطابات تطلب فيها المساعدة إلى الوزراء العظام ( سنان باشا – سيواش باشا ) ، وناظر البحرية ( قلج علي باشا ) .
زار السفير الإنجليزي ( سير ويليام هوربورن ) قلج علي في مقامه في سفينة الأميرالية ( 16 ابريل 1584م ) ، وقبل يد قائد القوات البحرية وسلمه كتاب الملكة . ( يورد السفير في تقريره السياسي تعجبه من طلاء سفينته الباشا من الخارج والداخل بطلاء الذهب ) أجابه الباشا بأنه سوف يقدم لانجلترا المساعدة القصوى التي يعينها الديوان

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // دفاترُ النّار // كُتبَ بمداد الشاعر // مصطفى الحاج حسين // سوريا

دفاترُ النَّار ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
أفتّشُ بينَ بياضِ أوراقي
عن مقعدٍ لسوادِ غيابي
وأغيبُ عن موتي أزماناً
وأنا مندسٌّ بينَ شرايينِ
قصيدتي الأرملة
بعدَ انفصالي عن لغتي
لغتي يَحكيها الصَّمت
وما تصادفُ من صدى السّكوت
أكلِّمُ صقيعَ الأصابعِ
أحرضُ ما يسكنها من أبجديّةٍ
فتشهقُ في يباسها
سراديبُ الرّمادِ
كانت لأحرفي وهجَ الضّحكةِ
وفضاء من عسلِ السّحرِ
ومطراً من نشوةِ التَّفتّحِ
وكان لقصيدتي ما شاءت
من عطرِ المدى
حيثُ الأفقُ يلتفُّ على خصرها
كساعدِ عاشقٍ يطوِّقُ وردته
لم تكن ذاكرتي وقتها
فقدت أغصانها
ولم تكن جذوري
اختطفت من صلصالِ الشّمسِ
أصادقُ وحشتي
حينَ وحشتي تخرجُ عن غيابها
أصافحُ أحرفَ صمتها بضراوةٍ
أستأنسُ بشهيقها
أتغطّى بلحافِ السّكونِ
وأتغلغلُ في عشبِ دمعها الدٌامي
أنا العاثرُ على تبعثري
في أرجاءِ القيظِ
الشَّاربُ من أكفِّ السّرابِ
والحالمُ بمن يسألُ عنّي
ويناديني
ولو من خلفِ السَّديمِ
أمدُّ يدي
لأيّةِ نجمةٍ يخطرُ لها أن تصافحني
أفتحُ نافذتي
لأيِّ بصيص ضوءٍ
وأشرعُ أنفاسي
لأيّةِ نسمةٍ تقتربُ
أكلت لحاءَ آهتي
جدرانُ الغربةِ الصّمّاء
شربتني صحارى الجّحيم
ومازالَ قلبي يرهفُ الانتظارَ
ويصيخُ النّبضَ للمدى المشنوق
يتلمَّسُ جسدَ الدٌُخانِ
ويقبضُ على فلولِ السّحابِ
موتٌ أطبقَ على أسطري الخاوية
وجعٌ يتضخّمُ في الذّاكرةِ
وقبرٌ لا يتَّسعُ لأشواقي
فمن يأخذُ عنّي جثتي الصّاهلة ؟!
من يحملَ عنِّي دمعتي الصّاخابة ؟!
وبمن أستجيرُ من ناريَ الرّمضاء ؟!
وأنا أذكرُ بأنِّيَ
كنتُ محاطاً بقدرٍ وفيرٍ
من الأحبّةِ والأصدقاء
قبل أن تنشبَ معاركُ الإبادةِ
صارَ لزاماً على الشّقيقِ
أن يجزَّ عنقَ توأمهِ
وعلى الصّديقِ أن يفجِّرَ
صدغَ من كانَ ينادمهُ
وعلى الجّارِ أن ينسفَ
منزلَ من كانَ يجاورهُ
حربٌ ضروسٌ شبَّت في البلادِ
تشعَّبت ، وتوسَّعت ، وامتدَّت
واستطالت ، وخيّمت
على زرقةِ السّماءِ
وملحِ البحرِ
وشتائلِ الأرضِ
والقاتلُ والقتيلِ هما يدركانَ
أنّهما في هذهِ الحربِ
لا ناقةَ لهما فيها ولا جمل .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // ألم تعلم // كُتبَ بمداد الشاعرة : خالدية أبو رومي عويس // فلسطين

ألم تعلم 
أنه كلما تضارب الليل والنهار أنتظر حلماً
يضئ فجري ،حلماً تزينه فلة تحذفها من إحدى نوافذ الأمل الموصدة قُبالي ، كيف لك بخُذلاني وأنا أرى وورودك تحذف على عابري السبيل أمامي ، ألم أقل لك يوماً بأني برحم أمي رفضت توأم فرفسته بحذائي ،وأني بحضن أبي كنت إستثناء بين أقراني ،فكيف تطلب مني أن أبرح بعشقك مكاني ،
تقول هم مجرد عابري سبيل فلا تكترثي
وهل بالعشق ٱثنين يشغلا مكاناً وزمانِ 
ألم تقل أنتِ ٱستثناء بحياتي ، ووعودٌ وعهود طوقتَها ولبستُها لتزين العنق مني، وكيف تصر على غرس سكين بين ضلوعي
خالدية أبو رومي
عويس

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // عيناه واحساسي // كُتبَ بمداد الشاعرة // هدى ابو العلا // مصر

عيناه وإحساسي
..............
من رائحة قهوتي 
كتبت لك أشعاري
رسمت ببقاياها ملامحك
فى قاع فنجاني
سطرت خمسين ورقة
كانت كل دفتري
ثم مزقتها وكورتها
لأكتم بها
نهنهة أضلعي 
وأداري بها عمق خيباتي
أتذكر تلك الليلة ... .
التى أسمعتني فيها
سيمفونية بيتهوفن الخامسة
وقصيدة نزار لو لم تكوني أنت ِ بحياتي
يوم نامت يدي بين راحتيك
من عذبِ هَمْسِها
ثملت الأماني
هذا تاريخ لا يُنسى
دوَّنتهُ فى شهادةِ ميلادي
وكنتُ لا أعرفُني...
فعرفتني بقدراتي
أبدعت فى الرسم
فكانت لوحة تحاكي
لوحات بيكاسو
بالرغم من أنَّني لا أعلم
قبلك أسماء الألوان
كانت السماءُ شديدة الزُرقةِ
لا أدري أنجومٌ كانت تزينُها
أم لآلئُ وماسُ
كنت تتحدث وأنا روحي تهيمُ
حولك فى المدي
أضحكُ أضحكُ...من سعادةٍ
لم أتذوَّقْ يوماً ذلك الإحساس
كنتُ غائبة عن جسدي
عن هذه الحياةِ
لا أرى سوى عينيكَ وإحساسي
عَرْض كتفيكَ أغرى رأسي
فألقيتُها بكلِّ حنوٍ مُغمضة
الأجفانِ..
عبيرُ أنفاسِكَ أضفى على روحي
زهوراً رسمتُها بإحساسي
فجأة وجدتني مُعلقة
بينَ السماءِ والأرضِ
يدايَ لا تصلان إلى السماءِ
ولا إلى الأرض تطأها قدماي
أوَّاهُ ياقلبي
من عزفِك المتفرِّدِ المؤلمِ
المُبْكي على خيباتِ الذكرياتِ
ليتني أنصتُ إلى صوتِ أُمي
عندما أوصَتني ........
ليتني قرأتُ أكثرَ...
وسافرتُ أكثر....
وأتقنتُ أكثر ...
لغةَ مابين السطورِ
وفرق المعنى بين الريحِ والرياحِ.
هدى أبو العلا

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // تهويمة للعام القادم // كُتبَ بمداد : جاسم آل حمد الجياشي // العراق

إلى الذين سكنوا القلب .. أنتم .. كل عام ونحن معاً يااارب 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جاسم آل حمد الجياشي 
في بداية العام 
ربما نكون معاً 
ورُبَ لا..! 
لكنَ الأكيد/ـ أني أزفُ 
أشواقي..لكَ 
الآن في الفلا 
كرضيعٍ لحضن أمهِ 
وهوَ في حالِ فلا*
فتعالَ /ـ أُعانقكَ 
عِناقاً فريداً 
لا كعِناقَ 
الجُفلّا *..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* فلا .. فطام 
* الجُفلّا.. الجميع

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // بغداد // كُتبَ بمداد الشاعر د . المفرجي الحسيني // العراق

بـــــــــغداد
----------------------------
إسم كتب في الآفاق
صوت هادر بطول السماء
انبلج في الليل حتى استفاق
بغداد السلام فديتك نفسي
خسأت كل فلول النفاق
في غفلة الزمن استباحوا عرضك
ما ندموا ،كم من دم يراق
تجاهلوا أنك قبلة الكون
نحن لغيرك ما عقدنا اتفاق
أنَّ في سماء وارضك ليوث صدّح
صليل سيوفهم لا يطاق
أنّ النفاق مدحض رايته
راية الحق عالية في السباق
ديننا عدل ،حق رسولنا
ألحق الحق ما عشتم ولا بقاء
حلف اللصوص كفانا ضغائنا
ما هكذا الابل تنساق
ذودٌ عن الارض والشرف غايتنا
الشهامة والرجولة للعرب اخلاق
**********
د.المفرجي الحسيني
بــــــــــغداد
العراق/بغداد
21/12/2018

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // زاغت الأبصار // كُتبَ بمداد الشاعر // أبو منتظر السماوي // العراق

زاغــــــــــــت الأبصــــــــــــار !!!
::""::""::""::""::""::""::""::""::
** زاغــت الأبصار يا مفتـي الهوى
**** عندما مـــــرَّ غزالي فــي المغاني
****** والقلوبُ بَلَغَـــــتْ حـــــــدَّ الحناجرْ
** واللظى فــــي خافقي أبدا الجوى
**** وشحوباً طال وجهـــي واعتراني
****** كان يوماً فيه قــــــد تُبلـــى السرائرْ
** لستُ أدري أهــيَ نارٌ منْ طوى
**** أم هـــو النيزك أهوى في مكاني 
****** وأسيراً بِــــتُّ لا أقـــــــوى وحاسرْ
** خافقــــي مارَ مَلِيّـــــــاً واكتوى
**** بهمومٍ عاتيــــاتٍ قــــــد شَجاني
****** وكسيفٍ يَعتلينـــــي جِــــــــدُّ باتِرْ
** أيّها المفتــــــي أرى بانَ النوى
**** ليس للوصل غزالي قــد دعاني
****** فهو سلطانٌ غَـــــزا عاتٍ وجائرْ
** وبدا المفتــــــــي ينوءُ والتوى
**** ودموعـــــــي جارياتٌ دمُ قانِ
****** إعلِــــن الحكـــم بفتوى لا تُكابرْ
** لمْ يكنْ لي غير فتوى لا سوى 
**** ناظراً فتواه فـــي الحكم تَراني
****** بينَ مُفتي وغزالي عشتُ صاغِرْ
((( ابو منتظر السماوي )))

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // عام آخر // كُتبَ بمداد الأديب د. المصطفى بلعوام // المغرب

عام آخر
وما دلّني عَلَيَّ
غير 
طيف بين يديَّ
يقول
أن قد سافرَ..
الجسد حامض..فعجلي الوطأ بي يا أليس !!
إني قشرت دموعي
وتركتها
وشموعي.. للدقائق 
وبعض أطياف سنوات تشاكسني
ماذا لو أنام
وأحلم .. كأني أراك
والحب مثواك..

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // اشهد افضل ما تشهد // كُتبَ بمداد الشاعر // فياض عجيل المبروك // العراق

اشهد افضل ماتشهد
_________________ فياض عجيل المبروك
وجهت وجهي.....
وسلمت امري
لمن يعصمني
من هو س الشيطان.....
خلف دماغ 
ملفوف بلفائف بالية
اطلقت ندائي.....هذا
حتى زاغت ....
عين هذا الدجال.....
عجبي.......!
لن يرضيه ندائي
واتهمني بالبطلان
يا لصا....
في وضح الشمس
ياسالب فتات الخبز
من بطن الجوعان.....
ياسارق فراش النائم
فوق ارصفة
الذل الاعمى والحرمان.....
تبت .....انت يداك المغلولة
في صومعة الشيطان....
ياناقر......
فوق طبول الزيف
ياذا المسبحة السوداء
بالامس ....
تبيع الفول المهروس
قرب دكات الخمارين....
واليوم...
تسدل شعر اكثف
يعلو دهاليز الحنك المبلول
ببول الخرفان.....
انا ليس بزنديق
او مهوس.....
بل اشهد افضل ماتشد
اتبع القيم العليا
وجمال الصدق 
القائل بالايمان.....
٢٠١٨/١٢/١٩

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // إخوةُ يوسف // كُتبَ بمداد الشاعر // حسين جبار محمد // العراق

إخوةُ يوسف
من أين تأتي الجياد
وقبلها النوقٌ إشرأبت
ثُمَ تاهت
ثمٍ إستخارت، بعد الشهقة العليا
فتحت باصريها ثمَ ضاعت
من أين حُلْمُ الجياد
والتلُ محروقٌ فيه المسير
مسعورةُ الربوات
جلجلت خرساءَ،ثمٍ إستدارت
خيلُ العشائر ماتت
صهلت طويلاً
وهدمُ الديار صلاةً
غبُرت ،
ثمَ ساقتها الرياح
سقطاتُها تترى....وتترى الرياح
أحرقت صهيلاً....أحرقت خطواً
يعقوبُ منْ هو آتٍ ظلَ في الذكرى يغور
أيُ شدٍٍ لثارات الجياد
خندقُنا أعمقُ من كل قامات الرجال
...
تهشَمَ الوقتُ فينا
ضاعت فينا الأهلة
مُقَدٍرََةٌ في الهيامِ أوجٌ
أو قاعٌ في الضياع
أو تناءٍ في إلتماعاتِ ليلٍ طويل
أو وتدٌ للبهجة يأتي
ركّزتهُ الليالي
أو إنّ أذرُعنا تشابكت وهاماتها مصدوعةٌ
أو إنٍ القوافل لم تجد في الجُبِ يوسف
..
مرّت على الجُبِِ الدهور
غادرها يوسفُ مرّاتٍ
كذب الإخوةُ مرّاتٍ
قصُرَت عزائمهم
إلا إن ّيوسف ظل ّيبني
آفاق حًلْمٍ
آفاق تحملُهُم
كلّت عزائمهم
تناثرت أعينهم
يوسفُ أمسك كلٍ الدواكن
...
يوسف أعرض عن ذكرى
لكن للإخوةِ جلدٌ
جلدٌ طوّق أركان القلب
أثقلُ من أرض تنَنَقّلهم
يوسفُ اخفى العقل بعيداً
أشعل نور القلب
الإخوة في وهم التمكين
زيف الظفر
في وهم النوم
الذئب جليس مقاعدهم
النوم شراع الخوف..

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // فيض // كُتبَ بمداد الشاعر // عمار الطيب عوني // سوريا

فيض****
فالس 
تؤدّيه الزّخّات اللّيليّة 
للرّوح..
يستمسك جسدي
تعوي الرّوح
تتمرّد
أغلق دونها كلّ مساماتي..
تسيح مجدّدا
بين الأحشاء
لهيب يتمدّد..
ألسنة 
الماء تصّاعد..
حريقي لا يخمد..
تندلع الأشواق في تخاريم شدوخي..
أتعدّد..
لا عويل الرّوح يهدأ
لا أصقاع الرّوح 
تجمد..
يمرق طيف التّي..
والتّي هيّمتني..
فيحبو القلب إليه
وأمرد.
*عمار الطيب العوني**13ديسمبر من عام النحل*

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // يَدُ الَشعر // كُتبَ بمداد الشاعر // محمد الزهراوي أبو نوفل // المغرب

يَدُ الشِّعْر
أنا تُرْبِكُني..
أغانيكِ الغجَريّة.
حتّى أنني
أودُّ لوْ أُقايِضُ
بِها كُلَّ العُمْر..
هذا في غِيابِكِ فماذا
لو حدثَ معَكِ
مُباشَرةً ومِن لَماك
صُحْبةَ الْفَجْر
ومَع موْلِد الضّوْءِ
القرْمزي لِتَرْتَوِيَ
شُقوق القلْب
الذي طالَما..
تكلّس مِن الْغِياب .
أنا أشثمُّ في أحْرُفكِ
جَميعَ طُيوب الْعالم .
ولمّا أقْرأُكِ أرى
أنّني أُعانِقُ أُنْثى
كوْنِيَّةً بِقَدٍّ مائِي
وخَصْرٍ بِكْر . .
مِن أيْن تأتينَ
بِنيرانِ عَذابِكِ
وتُلْقينَ بٍها هكذا .
هكذا حتّى أمُرّ
علَيْها في طَريقي
الشِّتائِيّة البارِدة؟
منْ علّمَكِ الخُطا الّتي
قادتْكِ إلَيَّ حتّى
أتعرّف علَيْكِ في
طيْلَسانِكِ الشِّعْرِيِّ
الذي جِئْتِ إِلَيّ..
تتَسرْبَلينَ بِه
وتتَعثّرين فيه..
أَحَتّى تُنْعِشي كُلّ
كيانِيَ هذا الكَئيب ؟
أشْعارُكِ الّتي قرأتُ
كُلُّها أرْغِفَةٌ مِن
صُنْع القمَر والنّجوم ..
وبِوسْع منْ يٌقرأُها
أن يجِد فيها كُلَّ
ماهُو حيّ ويَرى
الْبَحرَ يغْسِل قدمَيْهِ ..
اَلغابَةَ تقولُ الشِّعْرَ
وعُنْقودَ العِنَبِ يَسْتَحِم.
اَلعفْو..
أنا دائِماً أجِدُني
جائِعاً هكذا..
إلى يَدِ الشِّعْرِ
وخُبْزِ القَمر؟
محمد الزهراوي
أبو نوفل

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // يما ما سنلتقي // كُتبَ بمداد الشاعر // نصيف الشمري // العراق

يوما ما سنلتقي
يوما ما سنلتقي، كلماتٌ جاءت إلى سمعي، رددتُها صدى يوماً، سيرتدُ في يوم ما٬ ذكرى تبوحُ به سرداً، شعراً، حين تدبر سأعود بها مقبلة، فالزائدة ما؛ أستهوتني لقاءً، ليست نفياً، ولا حتى مجهولية حضور، فلتكن أملاً، هكذا أرى الأملَ٬ يعرفُ دروبَ اللحظاتِ، يزرع على جانبيه انتظاراً مُرْ، ليبقى لقاءً .. في الخريف
نصيف الشمري
العراق 
2018/12/21

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // أمسية // كُتبَ بمداد الشاعر : سليمان أحمد العوجي // سوريا

على هامش اليوم العالمي للغة العربية... 
/ أمسية/
مأدبةُ القلائدِ وفرسانُ الهواء
سيوفٌ تنحرُ طفلَ الأبجدية
وكروشٌ تنشدُ المزيد
متثاقفٌ يمسِّدُ شاربَ فحولته.. 
على زبدِ القصائدِ
قصورٌ من هلام
على مأدبةِ القلائدِ
يقدمُ ( هيرودوس) 
رأسَ المعمدان.... 
زغاريدٌ بلاوقت
كالآذانِ بين صلاتين
وخطيبٌ يسدُ بكفِ الجهلِ
فمَ ( سيبويه)... 
قصائدُ كالغربةِ في
آخرِ أندلسِ الزمان
يامنبرية الهلام
ياعرافة الشهوات
كفى حشو الكلام
بزقومِ الصورِ في
أذنِ الرخام... 
لايحيا قتيلُ الأدبِ
باهراماتِ الصدرِ العاري
ولابسيقانِ الحروفِ الملساء
لغتي تؤلمني
وضلعُ الحرفِ لايستقيم
هل لي بقنديلٍ
يواسي عتمتي
يوقظُ خرافَ الصفِ الأول
على منبرِ الغرائزِ
تبدلُ الأفعى جلدها
وتصيرُ نمشاً في وجه القصيدة... 
وسكيناً في عين اللغة.
بقلمي:
سليمان أحمد العوجي