- عمودي الاسبوعي،،،،،تقاسيم على الهامش،،،،،،الاثنين 3 / 12 /2018،،،،محبتي لكم
(( كامل حسين .. الفنّان والشاعر وملفّنا المنسيّ !!))
بعد قراءتي لما تنشره أرملة صديقي الراحل الفنان كامل حسين لروحه السلام والطمأنينة ، تذكّرت لقاءاتنا في مرسمه أيام الثمانينات من القرن الماضي ، والذي كان في شارع الوطني بعشّار البصرة قبالة فندق ومطعم الديرة ، حيث كان بمثابة المحطّة التي نلتقي فيها نحن أصدقاءه من الأدباء والفنانين ، نقرأ لبعضنا ونناقش بعض ما كتبناه ،أو ننظر ما رسمته ريشته المبدعة على قماش اللوحة من خطوط معبّرة عن حياتنا ورؤانا وما نحلم به ، وحين يجنّ الليل نكون قد سرينا صوب ملاذاتٍ أخرى لنحلّق في تجليات الروح !!
ذات يوم من أوائل أيام صيف عام 1990 وبعد لقائنا في مرسم تموز ــ مرسم كامل حسين ــ اتفقنا أن نكمل سهرتنا في نادي موظفي الجامعة فسرينا صوبه لنحلّق حول مائدةٍ جمعتنا ( عبد الرزاق صالح ، عبد الأمير محسن ، علي باقر الهاشمي ، عبد السادة البصري ، وكامل حسين ) وما أن بدأت النقاشات وقراءة الشعر حتى اقترحتُ عليهم أن نجمع ملفاً شعرياً ونرسله إلى جريدة القبس الكويتية ، وتم الاتفاق أن نهيئ قصائدنا نحن الشعراء ( عبد الرزاق ، عبد السادة ، علي ، كامل ) ونعطيها للقاص عبد الأمير كي يكتب مقدمة لها ، وخلال أسبوع جمعنا قصائدنا عند كامل ثم أعطاها لعبد الأمير فكتب المقدمة وأرسلها بالبريد إلى دولة الكويت !!
ما أن مر شهر ونصف على إرسالنا الملف حتى غزا صدام الكويت وحدث ما حدث بعد ذلك الغزو الذي ما زلنا ندفع ضريبته من خراب وأضرار في كل شيء !!
وبعد مرور شهرين على الغزو اخبرني احد الصحفيين البصريين الذين دخلوا الكويت بعد أيام من الغزو انه حصل على جريدة القبس الصادرة يوم 1 آب 1990 والتي لم توزّع بسبب الهجوم المفاجئ فيها ملف شعري بعنوان ( أربعة أصوات شعرية من البصرة ) أنا واحد منهم ، طلبت منه أن يجلبه لي لأحتفظ به ــ وللأمانة ما زلت أحتفظ بتلك النسخة من الجريدة ــ ساعتها أصابني قليل من الفرح وكثير من الحزن والأسى حيث ضاعت فرصة كبيرة على أن ينشر الملف في جريدة القبس وقتها ولم يقرأه أحد بسبب الغزو اللعين !!
جاءت حرب تحرير الكويت ( حرب الخليج الثانية ) وأعقبتها الانتفاضة الشعبية الخالدة ، وبعد قمعها من قبل النظام الفاشي المهزوم وقتها ، واعتقالنا أنا وعبد الرزاق مع ثلّة من أصدقائنا الأدباء الشباب حينها في البصرة وإرسالنا إلى سجن الرضوانية سيء الصيت وأقفاص الأمن العامة لنقضي بين التعذيب والخوف عاما من العذاب ، وبعد خروجنا من الاعتقال تشتت الربع وما عادت لقاءاتنا كالسابق حيث أخذ الحصار منّا مأخذاً كبيراً وصرنا نبحث عن لقمة العيش هنا وهناك !!!
بعد عام 2003 وفي مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في بغداد التقيت صديقي الفنان كامل حسين فعادت بنا الذكريات لأيام خلت ،، تحدثنا كثيرا وأخبرني انه بصدد جمع قصائده ليصدرها في كتاب قريبا، فرحت لسماعي هذا الخبر كوني أعرف قدراته الشعرية العالية التي توازي وعيه الثقافي الكبير وحسّه الفني والجمالي ، بعد سنة من لقائنا صدرت مجموعته الشعرية ( أقيم على حافّة الهاوية وأنجو من الجمال بإعجوبة ) هذا العنوان الذي مزج فيه كامل بين الحياة بحلوها ومرها وجماليتها ، انه ينظر إليها بعين الفنان الشاعر الذي لابد أن يخلق الجمال رغم كل شيء ، فرحت كثيراً عند سماعي خبر صدور المجموعة ومنّيت النفس بالحصول على نسخة منها ، لكن القدر كان أسرع من ذلك ، حيث صدمني خبر رحيله المفاجئ ، فأذهلتني الصدمة حتى نسيت المجموعة وما فيها من شعر ، ونسيت ملفنا المظلوم والمنسي في جريدة القبس آنذاك ، وبت أكرر :ــ يا لخسارتنا بك يا كامل !!
الآن وبعد كتابات السيدة الرائعة أم أنمار التي لم تجعل من كامل راحلاً بل حياً يتنفس الشعر والرسم وخالداً بيننا في كل لحظة عادت إليّ الذكريات وصورة ملفّنا المنسيّ الذي ضاع بين رعونة الحكّام وفاشيتهم وظلام نفوسهم المريضة !!!
بعد قراءتي لما تنشره أرملة صديقي الراحل الفنان كامل حسين لروحه السلام والطمأنينة ، تذكّرت لقاءاتنا في مرسمه أيام الثمانينات من القرن الماضي ، والذي كان في شارع الوطني بعشّار البصرة قبالة فندق ومطعم الديرة ، حيث كان بمثابة المحطّة التي نلتقي فيها نحن أصدقاءه من الأدباء والفنانين ، نقرأ لبعضنا ونناقش بعض ما كتبناه ،أو ننظر ما رسمته ريشته المبدعة على قماش اللوحة من خطوط معبّرة عن حياتنا ورؤانا وما نحلم به ، وحين يجنّ الليل نكون قد سرينا صوب ملاذاتٍ أخرى لنحلّق في تجليات الروح !!
ذات يوم من أوائل أيام صيف عام 1990 وبعد لقائنا في مرسم تموز ــ مرسم كامل حسين ــ اتفقنا أن نكمل سهرتنا في نادي موظفي الجامعة فسرينا صوبه لنحلّق حول مائدةٍ جمعتنا ( عبد الرزاق صالح ، عبد الأمير محسن ، علي باقر الهاشمي ، عبد السادة البصري ، وكامل حسين ) وما أن بدأت النقاشات وقراءة الشعر حتى اقترحتُ عليهم أن نجمع ملفاً شعرياً ونرسله إلى جريدة القبس الكويتية ، وتم الاتفاق أن نهيئ قصائدنا نحن الشعراء ( عبد الرزاق ، عبد السادة ، علي ، كامل ) ونعطيها للقاص عبد الأمير كي يكتب مقدمة لها ، وخلال أسبوع جمعنا قصائدنا عند كامل ثم أعطاها لعبد الأمير فكتب المقدمة وأرسلها بالبريد إلى دولة الكويت !!
ما أن مر شهر ونصف على إرسالنا الملف حتى غزا صدام الكويت وحدث ما حدث بعد ذلك الغزو الذي ما زلنا ندفع ضريبته من خراب وأضرار في كل شيء !!
وبعد مرور شهرين على الغزو اخبرني احد الصحفيين البصريين الذين دخلوا الكويت بعد أيام من الغزو انه حصل على جريدة القبس الصادرة يوم 1 آب 1990 والتي لم توزّع بسبب الهجوم المفاجئ فيها ملف شعري بعنوان ( أربعة أصوات شعرية من البصرة ) أنا واحد منهم ، طلبت منه أن يجلبه لي لأحتفظ به ــ وللأمانة ما زلت أحتفظ بتلك النسخة من الجريدة ــ ساعتها أصابني قليل من الفرح وكثير من الحزن والأسى حيث ضاعت فرصة كبيرة على أن ينشر الملف في جريدة القبس وقتها ولم يقرأه أحد بسبب الغزو اللعين !!
جاءت حرب تحرير الكويت ( حرب الخليج الثانية ) وأعقبتها الانتفاضة الشعبية الخالدة ، وبعد قمعها من قبل النظام الفاشي المهزوم وقتها ، واعتقالنا أنا وعبد الرزاق مع ثلّة من أصدقائنا الأدباء الشباب حينها في البصرة وإرسالنا إلى سجن الرضوانية سيء الصيت وأقفاص الأمن العامة لنقضي بين التعذيب والخوف عاما من العذاب ، وبعد خروجنا من الاعتقال تشتت الربع وما عادت لقاءاتنا كالسابق حيث أخذ الحصار منّا مأخذاً كبيراً وصرنا نبحث عن لقمة العيش هنا وهناك !!!
بعد عام 2003 وفي مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في بغداد التقيت صديقي الفنان كامل حسين فعادت بنا الذكريات لأيام خلت ،، تحدثنا كثيرا وأخبرني انه بصدد جمع قصائده ليصدرها في كتاب قريبا، فرحت لسماعي هذا الخبر كوني أعرف قدراته الشعرية العالية التي توازي وعيه الثقافي الكبير وحسّه الفني والجمالي ، بعد سنة من لقائنا صدرت مجموعته الشعرية ( أقيم على حافّة الهاوية وأنجو من الجمال بإعجوبة ) هذا العنوان الذي مزج فيه كامل بين الحياة بحلوها ومرها وجماليتها ، انه ينظر إليها بعين الفنان الشاعر الذي لابد أن يخلق الجمال رغم كل شيء ، فرحت كثيراً عند سماعي خبر صدور المجموعة ومنّيت النفس بالحصول على نسخة منها ، لكن القدر كان أسرع من ذلك ، حيث صدمني خبر رحيله المفاجئ ، فأذهلتني الصدمة حتى نسيت المجموعة وما فيها من شعر ، ونسيت ملفنا المظلوم والمنسي في جريدة القبس آنذاك ، وبت أكرر :ــ يا لخسارتنا بك يا كامل !!
الآن وبعد كتابات السيدة الرائعة أم أنمار التي لم تجعل من كامل راحلاً بل حياً يتنفس الشعر والرسم وخالداً بيننا في كل لحظة عادت إليّ الذكريات وصورة ملفّنا المنسيّ الذي ضاع بين رعونة الحكّام وفاشيتهم وظلام نفوسهم المريضة !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق