يقال الحقد الأعمى وهذا ليس صحيحاً، لأنه لا أعتقد أنه يوجد حقد مبصر وحقد أعمى، فالحقد هو تراكم الكراهية والضغينة والحسد لتشكل الحقد الذي يعمي البصيرة ويغطي على التفكير السليم ولا يعود للأخلاق أو المنطق أو القرابه مكان في ميزان الإنسان الحاقد، لأن كل تصرفاته تنبع من قاعدة الحقد الذي يشكل حجاباً على العقل ويعمي البصيرة وينحرف البصر الى الأعمال السلبية والشريرة والآثمه، ولا يهم الإنسان الحاقد إذا قتل إنساناً آخر وترك زوجته أرملة، وأولاده يتامى، وثكل أمه وكسر قلب أبيه وأسبغ الحزن على إخوته وأخواته وأصدقائه، فما يحرك هذا الإنسان هو الحقد الذي يعمي بصيرته ويحوله إلى شكل إنسان ولكن بروح مخلوق بمنتهى الوحشية ومحسوب على البشر والإنسانية زوراً وبهتاناً والإنسان الحاقد وجوده ضرر على أبناء وطنه وعلى أهله وعلى نفسه، ومن الاشخاص الذين يمارسون تصرفات مشابهة من هم في سن الطيش بسبب الجهل وعدم حساب العواقب، ومع أن كلا المسلكين يقود إلى النتيجة نفسها إلا أننا نجدهما ينطلقان من أرضيتين مختلفتين، ولكن الحقد والطيش يؤديان الى النتيجة المأساوية ذاتها على أفراد المجتمع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق