الاثنين، 27 يونيو 2016

شؤون ثقافية عامة / بقلم الاستاذ طارق بن تومي / الجزائر

تكفيك اذن لتكون فنان

روي أن أبا تمام كان مارا...إذ به يلمح شبح شخص يلحق به لاهثا متسائلا وهو يفحصه كالطبيب هل أنت ابو تمام؟؟؟وإذا ابو تمام يبتسم تيها و غرورا.. وسرت في نفسه نشوة من لا يجهل وقارن نفسه بالشمس النهار فأجابه والبسمة عالقة بوجه نعم أنا ابو تمام
وإذا بذلك الشبح يبادره بسؤال أطار النشوة من نفس ابو تمام قائلا: لماذا لا تقول ما يفهم ؟؟؟
وإذ ابو تمام يجيبه بخبث بالغ :ولماذا أنت لا تفهم ما يقال .
هذا الحادث الكركاتوري قد حدث لكل إنسان وكل منا يمكن أن يسرد عشرات المواقف تشابهه ...حيث وقف يشرح رأي اقتنع به أو شعورا خالجه أو موقف ارتضائه وبعد أن ينفق شطر نهاره وكل جهد وساعات يومه الثمين وبعد أن يغرق في حمام عرقه من الإرهاق من كثرة مد اللسان وجزره يرتسم على محيا مستمعه علامة استفهام وعدم الفهم...فينسحب ولا يدري أين الخلل
فيحاول التجربة مع شخص أخر فيعرض عليه قوة عضلة لسانه ويستعين بتعابير وجهه وحركة يديه ثم يغادر الحوار بالنتيجة نفسها لم يفهم محاوره شيء مما قال ويتسرب الشك إلى نفسه وهو يتساءل أين الخلل
ثم يحاول مرة أخر والنتيجة نفسها وإذ كل منا يراوده القلق فيراجع الكلمات والحوار فيتأكد أن الكلام منطقي ولا يشبه ضعف أو لحن ولكن لا يصل إلى الناس.
ولكن لو تأمل كم مرت حدثه بعضهم عن ذات نفسه فلم يفهم ما يقال له ولم يبذل مجهود في الإصغاء إلى الناس ...فالتلقي لا يحسنه كثير منا والكلام كل الناس تحسنه
صدق اليا ابو ماضي
إذا كان بعض القول فن فاجعل الإصغاء فنا
الهم اجعلنا من الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه

طارق بن تومي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق